انطلقت مساء يوم الخميس الماضي بشفشاون فقرات الدورة الفضية (25) لملتقى الأندلسيات بالمدينة الذي تنظمه المديرية الجهوية للثقافة بجهة طنجة – تطوان. وفي كلمة خلال حفل افتتاح هذه التظاهرة الموسيقية السنوية،أكد الكاتب العام لوزارة الثقافة أحمد كويطع على التوجه الذي خطته وزارة الثقافة والمتمثل في الحفاظ على خريطة المهرجانات بالمملكة خاصة التراثية منها. وشاركت في اليوم الأول من المهرجان، الذي سيحتضن سهراته مسرح القصبة، كل من فرقة سعد التمسماني للموسيقى الأندلسية (طنجة)، وفرقة ليالي النغم برئاسة عبد السلام الخلوفي (طنجة)، إضافة إلى الفنانة أنابيل روسادو والفنان أنطونيو إيكيرو إسبانيا).) كما تم بهذه المناسبة تكريم معد البرامج الفنية والباحث في التراث الموسيقي المغربي الفنان عبد السلام الخلوفي،الذي استطاع أن يبلور مواهبه على أرض الواقع، وأن يقدم سلسلة من البرامج يذكرها النظارة بالكثيرمن التقدير، وخاصة التي تنقب في التراث الأصيل بكل فروعه وروافده، تقديرا لمساهماته في مجال الإنشاد الصوفي والتراث الشعبي لشمال المملكة. وفي كلمة بالمناسبة، قالت الفنانة سميرة القادري مديرة دارالثقافة بتطوان المديرة الفنية للمهرجان إن الوزارة تسعى من خلال تكريم الفنان عبد السلام الخلوفي إلى إرساء ثقافة التكريم مستشهدة بقول الشاعر الفرنسي شارل بودلير «أن تقول كلمة في حقي وأنا حي أفضل من ألف كلمة بعد مماتي». واعتبرت سميرة القادري الفنان عبد السلام الخلوفي «شخصية متعددة، فنانا ومنشدا موسيقيا تتلمذ على أيدي شيوخ كبار، ومختصا في غناء الشماليات، وهي موهبة ورثها عن والدته». وأشارت إلى الجانب الصوفي في شخصيته إذ أنه أسس فرقا صوفية، وإلى الجانب الإعلامي إذ أنه أعد برامج تلفزية مهمة مثل «شذى الألحان» و»نغمة وأتاي»، واحتضن أصواتا شبابية، وصالح بين أجيال الأمس وأجيال اليوم التي كانت تشهد عزوفا عن هذا الكنز الموسيقي التراثي خصوصا من خلال محاضراته وتأطيره باعتباره أستاذا للتربية الفنية بالمركز الجهوي. وعلى صعيد آخر، تحدثت الفنانة سميرة القادري عن انفتاح ملتقى الأندلسيات على تجارب أخرى خاصة منها الفلامنكو والمألوف بعدما أسندت مهمة تسييره منذ ثلاث سنوات إلى المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة طنجة –تطوان. وتواصلت أنشطة الدورة 25 للملتقى إلى يوم أمس السبت، بمشاركة جوق مدينة مكناس للموسيقى الأندلسية برئاسة محمد الهواري رفقة حياة بوخريس، وجوق المعهد الموسيقى بشفشاون للموسيقى الأندلسية برئاسة العياشي الفاسي، وجوق الرباط لموسيقى الآلة برئاسة إدريس بن عبد الكريم اكديرة، وجوق محمد بن زكري للمحافظة على الموسيقى الأندلسية (الدارالبيضاء). كما استضاف المهرجان في يومه الثاني الفنانة ريم الفهري رفقة مجموعة الصقلي للموسيقى التونسية برئاسة الفنان مراد الصقلي (تونس). وتضمن برنامج هذه الدورة كذلك تنظيم المسابقة الجهوية للموسيقى الأندلسية في العزف والإنشاد، خصصت للفائزين فيها جوائز قيمة.