يعتبر فيلم "Penal Cordillera" (PRISON IN THE ANDES)، من الأعمال الروائية الطويلة، الأولى، للمخرج الشيلي فيليبي كارمونا، حيث عرض في مجموعة من البلدان الأجنبية؛ المملكة المتحدة، البرازيل، الهند، ثم المغرب، بمناسبة تنظيم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش 2023. يحكي الفيلم (104 دقيقة)، الذي شارك في تشخيصه؛ أنرو باركستيد، هوكو ميدينا، باستيان بودنهوفر، أليخاندرو تريخو، موريسيو بيسوتيتش، أوسكار هيرنانديز، عن سجن خمسة جنرالات سابقين بجبال الأنديز، كانوا يحكمون في فترة الدكتاتور أوغستو بينوشيه. يصور الفيلم، السجن الفاخر والباذخ الذي كان يقضي فيه جنرالات بينوشيه عقوبتهم السجنية، بعد سلسلة من الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب الشيلي، حيث ظل الأشخاص الخمسة، يتعاملون مع حراس الأمن كموظفين لديهم، معرضيهم للإهانة والعنف. في هذا الحوار يتحدث فيليبي كارمونا لبيان اليوم عن فكرة الفيلم والتفاصيل التي أحيطت بتصويره. فيما يلي نص الحوار: 1- بداية، كيف جاءت فكرة الاشتغال على فيلم PRISON IN THE ANDES؟ يتحدث الفيلم، الذي عرض في إطار المسابقة الرسمية على النجمة الذهبية، للدورة 20 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش 2023، عن فترة حكم شيلي، من قبل الجنرال العسكري الدكتاتور أوغستو بينوشيه، ما بين 1973 و1990. وأنا جد سعيد بعرض عملي أمام الجمهور المغربي، الذي تعرف على المآسي التي عاشها الشعب الشيلي، في مرحلة تاريخية مهمة لهذا البلد، حيث عانى الجميع من الأحداث الأليمة التي شهدتها شيلي. 2- يعد هذا الفيلم، أول عمل طويل لك، ما الدافع لاختيارك للموضوع السياسي الذي يناقشه؟ وهل واجهتك صعوبات أثناء الإنتاج؟ هذا الفيلم، غير موجه لما هو تجاري، بفعل طبيعة الموضوع الذي يعالجه، إذ بالنسبة لي هو خلق نقاش سياسي مجتمعي بخصوص هذه المرحلة التاريخية الموشومة في ذاكرة الشيليين، بصيغة أخرى، الفيلم فرصة للتأمل في الماضي والحاضر والمستقبل، وهذا هو دور السينما. وستبقى السينما، أداة للتفكير البصري بأسلوب جمالي في الذاكرة التاريخية للشعوب، بما فيها الأكثر تراجيدية. حاولت أن أكون مركزا في جميع مراحل إنتاج العمل؛ الكتابة، التصوير، المونتاج، لاسيما وأنها أول تجربة لي في إخراج عمل طويل، لكن أعتقد أن القصة أخذت جهدا كبيرا مني، وحاولت أن تكون إدارة الشخصيات بشكل جيد أثناء التصوير، عموما يظل عقل المخرج يفكر طيلة مراحل الإنتاج، من أجل تعديل بعض الأشياء التي من شأنها أن تنجح الفيلم. اشتغلنا على هذا الفيلم كثيرا، لقد أعدنا تصوير بعض المشاهد عديد مرات، لأن بعض الحوارات كانت طويلة، والممثل في حاجة إلى أن يتملك النص أولا، قبل أن يؤدي الدور الذي أنيط به. ولابد من أن أشير إلى أن الممثلين، كانوا حريصين على الأداء الجيد، نظرا لطبيعة الموضوع، الذي له حساسية شديدة في الشيلي، وفي هذا الصدد، كان اختيار الممثلين حاسما، لأنني ركزت على الانسجام الذي يجب أن يحصل بين شخصيات النص وممثل الفيلم. وأذكر على سبيل المثال، اختيار الممثل هوغو ميدينا (Hugo Medina)، للتمثيل في الفيلم، ذلك، أن لديه تجارب عديدة في المسرح، أولا، ثم السينما ثانيا. 3- ما هو تقييمك لتجربة السينما الشيلية وحضورها على المستوى الدولي؟ أنا فخور بمسار السينما في الشيلي التي واجهت جملة تحديات في البداية، لأنها تهتم بقضايا المجتمع، وتمثل هذا البلد في جميع المهرجانات، رغم أن بعض المهرجانات، لا يسمح خطها التحريري بحضور مثل هكذا أعمال تعالج القضايا السياسية، أو الاختيارات الجنسية. ويبقى تركيز أي مخرج منصبا، حول الإبداع السينمائي، فهذا الفن، له خصائصه التي تميزه في سرد الحكاية، والاشتغال داخل فريق واحد، وأرى أن التكوين المستمر في السينما، جد مهم لأي مشتغل في مجال الإخراج، نظرا للمستجدات التي تظهر مع مرور الزمن. حاوره: يوسف الخيدر