تتواصل الاستعدادات بمدينة تطوان لاحتضان الدورة السادسة عشرة للمهرجان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، المقرر إجراؤها في الفترة ما بين 27 مارس و3 أبريل المقبلين.وأبرز نور الدين بندريس، مسؤول برمجة الأفلام الوثائقية والبرنامج المدرسي، بالمهرجان، ل"المغربية"، أنه حدد موعد الخامس عشر من مارس المقبل، كآخر أجل لوضع البرنامج النهائي لهذه التظاهرة السينمائية، مبرزا أن الهدف من تأخير موعد البرنامج النهائي للمهرجان، يرجع أساسا إلى تقديم برنامج يعرض بأكمله في المهرجان، دون أي تغيير. وأشار بندريس إلى أنه رغم ذلك، جرى وضع برنامج أولي للمهرجان، يبرز الخطوط العريضة للتظاهرة. ويواصل المهرجان، خلال هذه الدورة، إقامة المسابقات الرسمية الثلاث، الموزعة بين الأفلام الطويلة، والأفلام القصيرة، والوثائقية، بالإضافة إلى تقديم عروض فنية مبرمجة في العديد من الأقسام، من بينها فقرة خارج المسابقة. وعن الأفلام المغربية التي ستشارك في المسابقة الرسمية، أبرز المسؤول ذاته، أنه ستخضع مجموعة من الأفلام المغربية القصيرة والطويلة، المنتجة خلال الفترة الممتدة ما بين الدورتين إلى تصويت من قبل عدد من النقاد والسينمائيين والإعلاميين. ومازالت اللجنة المنظمة لم تحدد أعضاء لجان تحكيم مختلف المسابقات الرسمية، الذي تقرر أن تكون مع مطلع الشهر المقبل، وتضم في عضويتها عددا من السينمائيين من عدد من الدول المنتمية إلى المنطقة. وجرى اختيار دولة الشيلي ضيف شرف، خلال هذه الدورة، حسب بندريس، إذ ستقدم مجموعة من الأعمال في جزء مخصص يعرض 6 من أقوى الأفلام، التي ميزت المسار السينمائي لهذه الدولة الناطقة بالإسبانية. وعن أسباب اختيار دولة الشيلي رغم ابتعادها عن المتوسطي، أشار بندريس، إلى أنه رغم البعد الجغرافي، إلا أنها تبقى قريبة من المنطقة على المستوى السينمائي، من خلال مجموعة من المواضيع الآنية، التي تعيشها المنطقة، فضلا عن قربها اللغوي إلى عدد من الدول المتوسطية. وكان السفير الشيلي المعتمد في الرباط، وافق على تكريم بلده في المهرجان، إذ من المنتظر أن يحضر وفد رسمي مكون من 3 أشخاص من مسؤولي السينما في هذه الدولة المنتمية إلى أميركا الجنوبية. وحول البرنامج المدرسي، أبرز بندريس، إلى أنه ستخصص مجموعة من الورشات التكوينية، لتلاميذ التعليم الابتدائي، يؤطرها السينمائي التونسي إبراهيم لطيف، فيما سيشرف المخرج المغربي محمد الشريف الطريبق، على الورشات المخصصة لتلاميذ المؤسسات التعليمية الإعدادية والثانوية. من جهة أخرى علمت "المغربية"، أنه مازالت إدارة المهرجان لم تحصر الميزانية العامة المخصصة للدورة المقبلة، التي من الممكن أن تتراوح ما بين 300 و500 مليون سنتيم. وكان المنظمون قرروا في اجتماع سابق للمجلس الإداري، الذي انعقد أخيرا بالرباط، تكريم كل من الممثلة الإيطالية كلوديا كاردينالي، والمخرج الإيطالي ماركو بيلوشيو، والمخرج التركي رحا إرديم، والممثل المغربي محمد بسطاوي، والممثل المصري محمود عبد العزيز، والممثلة الإسبانية كارمن ماورا. ومن المرتقب أن تتميز أيضا هذه الدورة بالاحتفاء بالسينما المغربية، عبر عرض أهم عشرة أفلام مغربية أنتجت، خلال العشر سنوات الأخيرة، وتنظيم ندوة رئيسية في موضوع "النقد السينمائي: الرهانات والاتجاهات الجديدة"، ومائدة مستديرة حول تحديات السينما المغربية، بالإضافة إلى إصدار يومية المهرجان. وانضم، بنسالم حميش، وزير الثقافة، ومحمد الدمار، الرئيس الجديد للجماعة الحضرية لمدينة تطوان، ورشيد الطالبي العلمي، الرئيس الجديد لمجلس جهة طنجة تطوان، إلى أعضاء مؤسسة المهرجان التي يرأسها، نبيل بن عبد الله، وزير الاتصال السابق. تجدر الإشارة إلى أن الدورة السابقة للمهرجان، عرفت إقامة ثلاث مسابقات رسمية، أولها مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وتنافس على جوائزها 12 فيلما من بينها فيلم مغربي واحد "هو زمن الرفاق" لمحمد شريف طريبق، الذي توج بجائزة الجمهور، ومسابقة الأفلام القصيرة، وتنافس على جوائزها 11 فيلما، من بينها الفيلمان المغربيان "إيزوران" لعز العرب العلوي لمحارزي، و"الجنرال" لمراد الخوضي، وسعد التسولي، في حين تنافس 11 فيلما في مسابقة الأفلام الوثائقية، من بينها فيلم مغربي واحد، لحكيم بلعباس يحمل عنوان "هاذي الأيادي".