منذ تأسيس المهرجان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط سنة 1985 من ثلة من عشاق الشاشة الكبرى، تجمعوا في إطار جمعية أصدقاء السينما بتطوان، وهو يشق طريقه بثبات. وبالفعل فإن الكثير من الأمور تغيرت منذ اللقاءات الأولى لهذه التظاهرة، التي كانت ذات طابع ثنائي مغربي فرنسي ومغربي إسباني، وستضع مجموعة من عشاق الفن السابع تصورا جديدا لهذا المشروع باختيار سنة 1988 البحر الأبيض المتوسط كتيمة لهذا العرس السينمائي. وستشكل الدورة الحادية عشرة (1999) منعطفا آخر في مسار هذه التظاهرة السينمائية تمثل في تحويل لقاءات تطوان السينمائية إلى مهرجان بمسابقات مخصصة للأفلام الطويلة والقصيرة، إلا أن الدورة الموالية، التي كان مقررا تنظيمها في مارس 2003، لم يكتب لها أن ترى النور إلا سنتين بعد ذلك. ولم ينل تأجيل عقد الدورة الثانية عشرة لسنتين من عزيمة منظمي مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، إذ سيشهد شهر مارس من سنة 2006، ميلاد مؤسسة هذا المهرجان، وتروم ضمان استمرارية هذا المشروع، وقد أسندت رئاستها للسيد محمد نبيل بنعبد الله. وبفضل مساره المتميز وما راكمه من تجارب طيلة ربع قرن من الزمان، يعقد مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، دورته السادسة عشرة التي ستلتئم ما بين 27 مارس الجاري وثالث أبريل المقبل، والتي تعد بتقديم المزيد من الفرجة والحميمية، لتعطي مرة أخرى الدليل على أن السينما المتوسطية في أحسن حال.