الوداد يتكفل بدفع غرامات أنصاره والماص لا يرغب برؤية جماهيره بتونس كشفت مصادر متطابقة ل«بيان اليوم» عن حقيقة أحداث رادس عقب انتهاء المباراة النهائية التي جمعت بين فريقي الوداد البيضاوي والترجي التونسي، وقالت إن بعض العناصر المحسوبة على الجمهور الودادي هي من كانت وراء اندلاع جماهير الفريق باستفزازها لعناصر الشرطة التونسية، بالإضافة إلى أعمال شغب أحدثت أضرارا بمطار قرطاج الدولي. وأضافت المصادر أن محسوبين على الوداد قاموا باستفزاز رجال الأمن التونسي ورددوا شعار «يحيا بنعلي»، وهو ما أثار حفيظة الشرطة التي تدخلت للحفاظ على الأمن، لكنها تدخلت بشكل مبالغ فيه وأفرطت في استعمال القوى ضد كافة مكونات الجمهور المغربي من أطفال ونساء وصحفيين رافقوا بعثة الوداد. المصادر أشادت بالجمهور التونسي، وأوضحت أن أنصار الترجي التونسي كانوا على درجة عالية من الروح الرياضية، مشيرة إلى أنه مباشرة بعد صعود لاعبي الوداد لاستلام ميدالياتهم، وقفت الجماهير التونسية لتصفق احتراما للفريق الأحمر الذي لم يكن سهلا. وتوافق هذه الرواية رواية الداخلية التونسية التي قالت على لسان نطاقها الرسمي هشام المؤدب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن شرطة مطار قرطاج الدولي، أوقفت 11 مغربيًّا من جمهور الوداد على خلفية ارتكاب أعمال عنف وتخريب داخل المطار، مضيفا أن الأمن أحال 9 منهم إلى النيابة العامة للتحقيق معهم وأطلق سراح قاصرَيْن. وبخصوص الاعتداءات التي تعرض لها الجمهور المغربي من قِبَل أفراد الأمن التونسيين بعد لقاء الوداد والترجي؛ قال المتحدث باسم وزارة الداخلية إن تعليمات صارمة أعطيت لأعوان الأمن بعدم الرد على مناوشات واستفزازات الجمهور المغربي. ونفى المتحدث باسم وزارة الداخلية أن تكون قوات الأمن قد لجأت إلى الاستعمال القوة بإفراط ضد الجمهور المغربي، مشيرًا إلى أن عناصر الأمن اضطرت إلى استعمال الغاز المسيل للدموع للحيلولة دون تطور الموقف وزيادة حدة أعمال الشغب والعنف. وفيما يخص رواية أنصار الوداد، فإنها اعتبرت أن الشرطة التونسية هي المسؤولة عن الجحيم الذي عاشته الجماهير في رحلتهم إلى تونس، حيث انهالت عليهم بالهراوات بوحشية واستعملت الغاز المسيل للدموع دون أدنى اعتبار لتواجد أطفال ونساء محسوبين على الفريق الأحمر. وشددت راويات المشجعين المغاربة على أن العديد منهم كانوا ضحايا الاعتداء من طرف الشرطة التونسية التي تعاملت بطريقة «وحشية»، وهو ما أثار حفيظة الكثير الجمهور المغربي عامة والودادي خاصة، بسبب عدم وقوع أي أحداث مماثلة خلال لقاء الذهاب بالدار البيضاء، علما أن الجماهير الودادية أقرت بعدم مسؤولية نظيرتها التونسية عن الأحداث التي عقبت المباراة. يشار إلى أن رواية الداخلية التونسية تتنافى مع الوقائع التي عاشها الجمهور المغربي، إذ أن قوات الشرطة التونسية بالغت في تعنيف أنصار الوداد إلى درجة استعمال وسائل من غازات مسيلة للدموع وعصي وهراوات، تحت ذريعة تهدئة الوضع وعدم تفاقم الأمر نحو الأسوأ. إلى ذلك، فقد أكد مصدر مقرب من فريق الوداد ل»بيان اليوم»، أن الإدارة ستتكفل شخصيا بدفع الغرامات المالية للمعتقلين التسع بعدما تم إفراج عن قاصرين من لدن الأمن التونسي، مشيرا إلى أن السلطات التونسية حددت قيمة الغرامة في 7000 دولار. من جهة أخرى، ونقلا عن وكالة الأنباء التونسية، ذكر عبد اللطيف العيادي رئيس الشرطة العدلية بالمطار أن «أنصار فريق الوداد قاموا بأعمال عنف وشغب أدت إلى تكسير معدات إعلامية وكراسي بقاعة الرحيل وتسببت في إلحاق أضرار بدنية بعون أمن وعاملة تنظيف». وقال المتحدث ذاته «الأجواء كانت عادية عند قدوم أحباء الوداد إلى المطار حوالي الساعة الرابعة والنصف حيث كانوا يتغنون بفريقهم ويرددون الأناشيد، ولكن عند تحولهم إلى قاعة الرحيل وقبيل ربع ساعة من إقلاع الطائرة حدثت بعض المشاحنات بين عدد من الأنفار سرعان ما تحولت إلى أعمال عنف وتكسير». وأوضح رئيس شرطة مطار قرطاج أنه تم تهشيم معدات إعلامية وكراسي كما تم تعنيف عون أمن كان يحاول حماية المعدات الخاصة بعمليات التسجيل، مشيرا إلى أن قيمة الخسائر بلغت مبدئيا 5 آلاف دينار، كما أن شرطة المطار ألقت القبض على 11 شخصا. وفي سياق متصل، يتجه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) إلى إصدار قرار يقضي بمنع جماهير فريقي المغرب الفاسي والنادي الإفريقي التونسي من حضور المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإفريقي في بلد الفريق المضيف، وذلك بعد الأحداث التي شهدها ملعب رادس السبت الماضي في إياب نهائي عصبة أبطال إفريقيا بين الوداد البيضاوي والترجي التونسي. وحسب مصادر مطلعة، فإن إدارة فريق المغرب الفاسي تسعى بدوره إلى إقرار هذا القرار ليكون بمثابة إجراء احترازي تحسبا لوقوع حوادث مشابهة، والذي سيحرم جماهير النادي الإفريقي من التنقل إلى فاس لمتابعة إياب النهائي، مع الإشارة إلى أن جماهير الماص ستحرم بدورها من التنقل لمساندة «النمور الصفر» في لقاء الذهاب بتونس العاصمة. يشار إلى أن سفير المغرب نجيب زروالي بتونس اتفق مع وزير الشباب والرياضة التونسي، على أن لا تتكرر مثل هذه الأحداث خلال ذهاب نهائي كأس (الكاف) بتونس بين المغرب الفاسي والنادي الإفريقي في 19 من الشهر الجاري. وعلى صعيد آخر، أكد مسؤول في فريق الوداد فضل عدم كشف هويته أن إدارة الفريق الأحمر قدمت احتاجاجا لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ضد أعمال العنف التي طالت جماهير الفريق عقب نهائي عصبة أبطال إفريقيا. وأضاف المسؤول الودادي «قدمنا احتجاجا لأننا لم نفهم أبدا لماذا استخدمت الشرطة التونسية القوة ضد أنصار الوداد في وقت توج فيه الترجي بطلا»، مشيرا إلى أن احتجاجا مماثلا وجه إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف).