يخلد المغرب كسائر بلدان العالم اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي يتزامن سنويا مع تاريخ 29 نونبر. ويحل هذا اليوم هذا العام في ظل مأساة وكارثة إنسانية يعيشها الشعب الفلسطيني مرة أخرى نتيجة الحرب الغاشمة التي تخوضها إسرائيل على غزة والتي ذهب ضحيتها آلاف القتلى والجرحى من الأبرياء في صفوف المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وشباب، وفي ظل تحديات تزيد من تعقيد الأوضاع، رياحها قد تعصف بما تبقى من آمال في حلول السلام بمنطقة الشرق الأوسط. ويعد اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي حدد لها 29 نونبر من كل سنة تاريخا دعت إلى إقراره الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1977، وذلك كنوع من الدعم لشعب تم تهجيره قسرا من أرضه ليعيش مأساة لازال تتواصل فصولها منذ عقود، بل لازالت تتعقد مساراتها ويتعسر الوصول إلى الحل بالرغم من القرارات الدولية وبالرغم من مسارات التفاوض العسير التي قادها الرئيس الراحل ياسر عرفات وتم التوصل إلى مخارج في إطارها، لكن بقيت حبرا على ورق في أغلبها نتيجة تعنت الحكومات وقوى اليمين الإسرائيلي التي تسعى لإقامة إسرائيل الكبرى وترفض رفضا باتا إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وفي المغرب، ككل عام يتم تخليد هذا اليوم التضامني مع الشعب الفلسطيني عبر تنظيم وقفة احتجاجية ومهرجان خطابي تشارك فيه مختلف الفعاليات السياسية والمدنية، حيث يشكل اليوم مناسبة يجدد فيها الشعب المغربي وكل القوى السياسية الإعلان عن الدعم اللامشروط للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحصول على كامل حقوقه الوطنية المشروعة، والتي تشمل إقامة دولة مستقلة، عاصمتها القدس . ومافتئ المغرب الرسمي يؤكد في كل مرة دعمه اللامشروط للقضية الفلسطينية وضرورة إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والعيش بكرامة وحرية فوق أراضيه وفقا لمنطوق القرارات الأممية التي تصون حق هذا الشعب، ومافتئ في هذا الصدد يدفع في اتجاه حلحلة هذا الملف الذي عمر طويلا، وفاقم من مأساة شعب تناقلت تبعاتها أجيال باتت تعيش الشتات نتيجة التهجير القسري الذي تعرضت له الأسر الفلسطينية منذ الأربعينات ولازال من بقي صامدا بالأراضي المحتلة يعيش تحت وطأة الاعتداءات المستمرة التي يطبعها تدمير المنازل والممتلكات. يشار إلى أن المغرب جدد، على أعلى مستوى، خلال هذه الأزمة غير المسبوقة كما تم توصيفها في الرسالة الملكية الموجهة إلى القمة العربية الإسلامية الاستثنائية، على أنه لابديل عن سلام حقيقي في منطقة الشرق الأوسط يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة بإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ولا بديل عن تقوية السلطة الفلسطينية ووضع آليات أمن إقليمي مستدام بعيدا عن الأجندات الضيقة والمزايدات الفارغة. وفي إطار تخليد هذا اليوم التضامني الدولي بالمغرب، أعلنت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، كما دأبت على ذلك كل عام، عن برنامج خطابي ينظم اليوم الأربعاء بشراكة مع السفارة الفلسطينية في الرباط، سيشهد مشاركة زعماء الأحزاب السياسية الأعضاء بالجمعية إلى جانب قادة هذه الأخيرة ، حيث من المقرر وفق نص البرنامج أن يشارك كل من الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله، والأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي، ادريس لشكر، والأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، فضلا عن تقديم الجمعية في شخص نائب رئيسها عبد الحفيظ ولعلو كلمة بالمناسبة. هذا فيما اختارت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، تنظيم وقفة احتجاجية أمام مبنى البرلمان بالرباط، تعبيرا عما سمته الجبهة، عن الدعم لصمود الشعب الفلسطيني في وجه الآلة الحربية الصهيونية وتقديرا للحركة الأسيرة الصامدة في سجون الاحتلال، وتهنئة للمحررين والمحررات منهم وإجلالا للتضحيات الجسام للشعب الفلسطيني البطل، ولأرواح شهدائه الأبرار.