أكد مشاركون في مؤتمر نقابي عالمي، أول أمس السبت بمدينة الدارالبيضاء، على الضرورة الحتمية لإعادة بناء حركة نقابية في البلدان العربية مبنية على أسس جديدة. وأوضح مصطفى تليلي، مدير المكتب الجهوي بمنطقة الشرق الأوسط للكونفدرالية النقابية العالمية، أن عملية إعادة البناء تلك، ينبغي أن تضمن الاستقلالية حيال السلطة بشكل يمنح زخما جديدا للحركة النقابية والعمالية في البلدان العربية. وقال إن الربيع العربي الذي قاد إلى إسقاط بعض الأنظمة العربية ومعها منظمات نقابية تابعة لها، جعل من قضية إعادة بناء حركة نقابية مستقلة وديمقراطية تكفل التعدد النقابي، مسألة حتمية. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، يرى مصطفى تليلي أنه من الضروري وضع الآليات الملائمة القمينة بتعزيز التضامن وإعادة هيكلة النقابات لبزوغ جيل جديد من النخب النقابية. وتقاسم نفس الرؤية، ميلودي موخارق، الكاتب العام للاتحاد المغربي للشغل، الذي أكد بدوره على نهج الاستقلالية والديمقراطية الداخلية للنقابات، مشيرا في كلمته إلى أن أشغال هذا المؤتمر ستنصب على تشخيص الوضعين السياس+ي والنقابي في العالم العربي بالإضافة إلى قضية تأثير الربيع العربي على الحركة النقابية في بعض البلدان العربية، خاصة منها ليبيا، التي عرفت ميلاد مركزية نقابية تحمل اسم «الاتحاد العام لعمال ليبيا». ودعا موخارق الحركات النقابية إلى استخلاص العبر مما أفرزه الربيع العربي من تغييرات هامة، مشددا على أهمية الاستقلال عن أي سلطة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية. وسينكب المؤتمرون طيلة الثلاثة أيام من أشغال المؤتمر، على دراسة الوضعية التي تواجهها الحركة العمالية العربية والتحديات التي تعوق عملها ونجاعتها إثر التحولات التي تشهدها المنطقة والمحيط العالمي. ويشارك في هذا المؤتمر الهام، الذي ينظمه المكتب الجهوي بمنطقة الشرق الأوسط للكونفدرالية النقابية العالمية بشراكة مع الاتحاد المغربي للشغل، عدد من المنظمات الدولية وأمانات مهنية دولية وممثلين عن هيئات نقابية أوربية وأمريكية ومكتب العمل الدولي.