باتت السعودية رسميا، المرشحة الوحيدة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم لنسخة عام 2034، للمرة الأولى في تاريخها، كما أعلن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) الثلاثاء وبالتالي من المتوقع أن تمنح رسميا هذا الشرف أواخر العام 2024 في حال تلبية جميع المعايير الفنية. وقال فيفا في بيان "كما هو منصوص عليه في اللوائح التي صادق عليها مجلس فيفا، ستطلق إدارة الاتحاد الدولي عملية الترشح لاستضافة نسختي 2030 و2034 من بطولة كأس العالم فضلا عن عملية تقييم معمق لملفات الترشح، بحيث يتوقع إعلان الدولة/الدول المستضيفة خلال مؤتمر فيفا المتوقع تنظيمه في الربع الأخير من عام 2024". وجاء إعلان فيفا بعد ساعات من إعلان استراليا انسحابها من السباق على احتضان نسخة 2034، في اليوم الأخير من المهلة المحددة لإعلان نوايا الترشح لتخلي الساحة تماما للسعودية. وكان الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) دعا في الرابع من أكتوبر دول آسيا وأوقيانوسيا إلى التقدم بترشيح للحصول على حقوق استضافة كأس العالم اعتبارا لمبدأ المداورة، بعد اختيار الملف الثلاثي للمغرب وإسبانيا والبرتغال لاستضافة نسخة 2030، علما أن نسخة 2026 ستستضيفها الولاياتالمتحدة، كندا والمكسيك. وإذا قدر للسعودية استضافة المونديال كما هو متوقع، ستكون النسخة الثانية في تاريخ الشرق الأوسط، بعد 12 عاما فقط من احتضان قطر نسخة 2022 في دجنبر، إثر نقل النهائيات إلى فصل الخريف بسبب درجة الحرارة المرتفعة في الخليج صيفا . وبعد دعوة فيفا، سرعان ما أعلنت السعودية نية الترشح، تلا ذلك ترحيب رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة "أسرة كرة القدم الآسيوية ستقف متوحدة في دعم المبادرة بالغة الأهمية للمملكة العربية السعودية، ونحن ملتزمون بالعمل عن قرب مع أسرة كرة القدم العالمية من أجل نجاحها". وكشف الاتحاد السعودي بعد إرسال خطاب الترشح في 9 الجاري، عن حصوله على تأييد "أكثر من 70 اتحادا مختلفا من مختلف القارات (من أصل 211)، عبر بيانات رسمية" بعد أقل من 72 على إعلان الترشح، فيما عبرت دول آسيوية عدة عن دعمها لها خلال كونغرس الاتحاد القاري، على غرار اليابان، أوزبكستان والهند. ويعد طموح السعودية لاستضافة نسخة 2034 أحدث خطوة في حملة لتحويل المملكة إلى قوة رياضية عالمية، هي عنصر رئيس في الأجندة الإصلاحية التي أطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والهادفة لتحويل المملكة إلى مركز للسياحة والأعمال، مع تحويل الاقتصاد وتنويع مصادره بعيدا عن الوقود الأحفوري. وفي وقت سابق من العام الحالي، تأكدت استضافة السعودية لبطولة كأس آسيا 2027 في كرة القدم، كما فازت العام الماضي بحقوق استضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2029. واستضافت المملكة بطولة "دوري ليف غولف" النهائية للموسم العادي، وتستعد لتنظيم كأس العالم للأندية في كرة القدم في دجنبر المقبل في جدة، إلى أحداث أخرى في رياضة المحركات، التنس، الفروسية، الرياضات الالكترونية… ودخلت السعودية بقوة على خط سوق انتقالات كرة القدم، فضمت إلى دوري المحترفين لديها عددا كبيرا من نجوم اللعبة بدءا من البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي افتتح عهد الجذب إلى المملكة برواتب هائلة من أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، لحق به أمثال البرازيلي نيمار، الفرنسي كريم بنزيمة والسنغالي ساديو مانيه. وأثار استعداد الرياض لإنفاق مئات الملايين من الدولارات على الأحداث الرياضية اتهامات ب"الغسيل الرياضي"، أو استخدام الرياضة لصرف الانتباه عن انتهاكات حقوقية دائما ما تضع المملكة في دائرة الانتقادات. وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الشهر الماضي، صرف بن سلمان النظر عن تلك الانتقادات قائلا "سأواصل الغسيل الرياضي" إذا كان ذلك سيفيد الاقتصاد السعودي. ومن جهة أخرى، انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش الجمعة الاتحاد الدولي معتبرة أنه "انتهك قواعده الخاصة بحقوق الإنسان عندما أعلن عن خطته لاستضافة المونديالين المقبلين (2030 و2034) وهو ما يلغي فعليا الترشح والعناية الواجبة بحقوق الإنسان". وقال مينكي ووردن من المنظمة إن "احتمال منح فيفا تنظيم مونديال 2034 للسعودية رغم سجلها المروع في مجال حقوق الإنسان وإغلاق الباب أمام أي مراقبة يفضح التزامات فيفا تجاه حقوق الإنسان باعتبارها خدعة". وأضافت المنظمة ان تحديد فيفا مطلع الشهر مهلة الترشح بحلول 31 أكتوبر هو "موعد نهائي ضيق وغير معقول لكأس العالم 2034 بعد 11 عاما، يجب أن يشمل مشاورات مع أصحاب المصلحة الوطنيين وقد يكلف مليارات الدولارات".