هاتوا الخوابي وأطعمونا ما بها أيتها العيرُ، كفى من حملها لقد سئمنا التذاذ راحها والعين لم تأْلف على هجْعتها ما بالُ أطْرابي نسوا ليلتها؟ أليس عيباً أن يُهَلْهَلَ عهدها؟ لا تدبري ياعيرُ عن قبابها فأنت من يشهد على مُعْوَجّها لمَ هذه الوجوه النادبة؟ في سالف الدهر فتحنا دوّلاَ كان ضرباً من خيال نزلا عشنا مُقامها شذا والأملا وانشرح الصدر لها والمللا ذاقت بلاد الروم فيها الحنضلا ومن مضى للعُرْب نداً جهلا طارق وموسى بات فيها جَنْدَلاَ دقُّوا لنا الأوتادَ دون الجدَ لا لم هذه الوجوه النادبة أندلس آفاقها لم تكْتمل وانْصاعَ أمْلاَكٌ عليهم إتَّكَلْ وافتضَّها غيلانها قبل الأجل بكت عليها العين والقلب اندمل غليلنا مازال ينبض بالفشل محاصر في كتل من العلَلْ ما كان لوْلاَ الأمر جاء مُفْتعَل غدر وبطش استدام فاشتعل لم هذه الوجوه النادبة؟ لم أبك عن أندلس السّاحرة أبكي المطايا الشامخات الزاخرة في الغرب والشرق عقول حائرة مهما صروف الليل كانت جائرة أبطالُ فكْر وعلوم وافرة وغيرهم شقوا الدروب الطاهرة يَرَاعهم مازال شعلة نادرة وملهماً للعولمة العاثرة لم هذه الوجوه النادبة؟ بيعت بأسواق الإوَزْ أعراضنا مارقَّ ليْثٌ لحمى رحالنا تلْهُو بنا الرياح، تطوي عمرنا في كل يوم تصْطَلي جباهنا حتى بقينا لا نرى رقابنا الْقَدْحُ فينا زاد من أغلالنا لم يبق للأفْعى سوى أطلالنا ويسْتغلُّ الوحش مأْوى مجدنا لم هذه الوجوه النادبة ؟ في كل عهد مَغْنطيس طاغية والعير في قبضة آثم نادبة حيرى كثلى في تخوم راسية يندى الجبين سرد عدوى دامية رحماك، الريح نراها عاتية ما أفظع الشكوى لأذن نائية أمَا أفاقتْ العروس الشادية؟ متى لغاطهم سيريح الساقية؟ لم هذه الوجوه النادبة ؟