النهوض بأوضاع المتقاعدين رهين بإصلاح الصناديق الاجتماعية شكل موضوع «أنظمة التقاعد: أية آفاق» محور ندوة نظمتها يوم السبت الماضي بسلا، مؤسسة الفقيه التطواني للعلم والأدب بشراكة مع الجامعة الوطنية للمتقاعدين والمسنين بالمغرب. وشكل هذا اللقاء، الذي نظم تحت شعار «تضامن الأجيال»، فرصة للبحث الجماعي عن مداخل جديدة لورش إصلاح أنظمة التقاعد يستجيب لمطامح المتقاعدين بكافة شرائحهم وانتماءاتهم ومساراتهم الإدارية سواء بالقطاع العام أوالخاص. وأكد المشاركون في هذه الندوة أن النهوض بأوضاع فئة المتقاعدين باعتبارهم ثروة وطنية وقيمة مضافة في النسيج المجتمعي المغربي مرتبط بإصلاح وضعية صناديق التقاعد وأنظمتها المطبوعة «بالتباعد والتشتت وعدم الانسجام»، وكذا مراجعة القوانين المنظمة لمعاشات المتقاعدين. وأكدوا أن إصلاح أوضاع صناديق التقاعد المهددة بالإفلاس ليس مسألة اتخاذ قرارات تقنية مالية فقط، وإنما هو إصلاح اجتماعي عميق يرتبط بسياسة الدولة واختياراتها الاقتصادية والاجتماعية والمالية، وكذا بمدى رسوخ الوعي التضامني الاجتماعي الذي أصبح اليوم في سياق الحراك الاجتماعي أولى الأولويات ولم يعد يحتمل مراتب سلم الأولويات. وأضافوا أن موضوع التقاعد يجب أن يندرج ضمن سياسة الدولة في اختياراتها الاقتصادية والاجتماعية والمالية وفي برامج القطاعات الحكومية المعنية. وشدد المشاركون، خلال هذا اللقاء، على ضرورة رد الاعتبار لفئة المتقاعدين، التي تشكل اليوم ثمانية بالمائة من ساكنة المغرب، وذلك من خلال إعادة النظر في معاشات المتقاعدين «الهزيلة» تماشيا مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وإلغاء الضريبة العامة على الدخل باعتبارها «مدخرا وليس أجرا». وتم على هامش هذا اللقاء التوقيع على اتفاقية شراكة بين مؤسسة الفقيه التطواني للعلم والأدب والجامعة الوطنية للمتقاعدين والمسنين بالمغرب والتي تشكل إطارا للتعاون بين الطرفين في المجالات المختلفة المتعلقة بالمتقاعدين والمسنين، وذلك من أجل السهر على حقوق هذه الشريحة من المجتمع المغربي وتحسين أوضاعها. كما تم، بالمناسبة، وبحضور ممثلين عن قطاعات حكومية وهيئات نقابية وحقوقية وكذا منتخبين وفاعلين جمعويين ومهتمين بمجال التقاعد وثقافة المتقاعد، توزيع شواهد فخرية على عدد من المتقاعدين والمتقاعدات.