دعا المشاركون في الدورة الثانية من المنتدى المتوسطي للنسيج والألبسة «ميدي - تيكس»، يوم أمس الخميس بطنجة، إلى تنسيق أكبر بين دول المتوسط من أجل مواجهة الأزمة الظرفية التي يواجهها قطاع النسيج على المستوى العالمي. وأكد المشاركون، خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي تنظمه غرفة التجارة والصناعة والخدمات لولاية طنجة بتعاون مع جمعية غرف التجارة والصناعة لبلدان البحر الأبيض المتوسط (أسكامي)، على أن بلدان المنطقة تتوفر على إمكانيات التكامل ومؤهلات الإنتاج المشترك الكفيلة بمواجهة التغيرات الظرفية التي أثرت على المبادلات العالمية في قطاع النسيج والألبسة، فضلا عن المنافسة القوية للبلدان الأسيوية. في هذا الإطار، شدد رئيس جمعية «أسكامي» مراد يالسينطاس على أن «التضامن والتنسيق بين بلدان المتوسط من شأنه الرفع من التنافسية ومواجهة التأثيرات الظرفية»، مبرزا أن بلدان المنطقة تتوفر على المواد الأولية لصناعة النسيج ووسائل الإنتاج القادرة على تغطية حاجات السوق. لتحقيق هذا الهدف، أبرز أنه على حكومات المنطقة أن تعمل على عقد اتفاقات لتسهيل المبادلات، ودعم تحديث قطاع النسيج والرفع من جاذبيته للاستثمارات، بينما على المهنيين الزيادة في حجم الاستثمار وتكوين الموارد البشرية والرفع من التنسيق بين الشركاء التجاريين بضفتي المتوسط. بدوره، أشار مدير المرصد الاقتصادي بالمعهد الفرنسي للموضة جيلداس مينفييل إلى أن المنطقة الأورو-متوسطية تتوفر على مميزات التكامل، من بينها على الخصوص التلاؤم في قواعد المنشأ، والعلاقات التجارية المتينة بين مصانع النسيج بأوربا ومصانع الخياطة جنوب المتوسط. وأبرز أن القرب الجغرافي بين السوق الأوربية، الأولى عالميا في قطاع النسيج بمعاملات قدرها 112 مليار دولار، ومناطق الإنتاج بجنوب المتوسط من شأنه أن يشكل أسس شراكة متينة قادرة على الاستجابة للتحولات الظرفية والسريعة للقطاع. كما اعتبر رئيس الجمعية المغربية للنسيج والألبسة مصطفى ساجد أن التعاون الثنائي بين بلدان المتوسط بلغ مستويات مرضية، لكن المنطقة لا تتوفر على نظرة شمولية قادرة على جعل المنطقة أكثر تنافسية وقادرة على الحد من «نزيف» المبادلات لفائدة البلدان الأسيوية. وأكد على أنه يتعين أن يتم تثمين قيم التكامل لقطاع النسيج والألبسة بالمنطقة لأن التضامن والإنتاج القريب يعد الحل الأمثل لقطاع النسيج والملابس الجاهزة لتجاوز الأزمات الظرفية. من جهته، اعتبر رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لولاية طنجة عمر مورو أن منتدى «ميدي - تيكس» يشكل فرصة للتداول في القضايا المتعلقة بهذه «الصناعة الاستراتيجية» والخروج بحلول واقعية وعملية للرفع من المنافسة وتسهيل التوزيع والتحكم في الدورة الإنتاجية في عالم تحكمه قواعد العولمة التجارية. وتم خلال اللقاء استعراض المجهودات التي بذلها المغرب من أجل الرفع من التنافسية ومواجهة تحديات الأزمة العالمية ومواكبة التحولات التي شهدها سوق النسيج والألبسة خلال السنوات الأخيرة. حضر هذه الجلسة كل والي جهة طنجة تطوان محمد حصاد والكاتبة العامة لوزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، ومدير التجارة الخارجية، وممثلين عن الجمعيات المهنية من بلدان البحر الأبيض المتوسط.