كشفت فاجعة الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز عن ارتفاع منسوب السعار لدى عديمي الضمير من مروجي الأخبار الزائفة عبر فيديوهات ينشرونها عبر شبكة مواقع التواصل الاجتماعي، واستغلالهم لمعاناة إنسانية ومآسي المواطنات والمواطنين للحصول على عائد ربحي من وراء ذلك، حيث يعمدون إلى ترويج إشاعات حول وشك حدوث هزة أرضية قوية داعين الناس لمغادرة المنازل، أو يلجئون إلى فبركة مقاطع فيديو تظهر انهيارات حدثت في بلدان أخرى ونسبها لمنطقة الحوز ومراكش، فضلا عن بث أخبار كاذبة عن وشك حدوث انهيار في إحدى السدود بمنطقة شيشاوة، وذهب بهم الجنون إلى بث الأقاويل المجانبة للعقل والتفسير العلمي لأسباب حدوث الزلزال، والتي يروج لها تجار الدين في ترهيب وترويع واضح لساكنة لازال آثار الصدمة من قوة الزلزال تجثم على نفوسهم.. ولم يقف المتاجرون بالأزمة عند هذا الحد بل امتدت إلى فبركة الأخبار الزائفة إلى فاعلين إعلاميين أجانب، حيث قامت إحدى الوكالات الأجنبية بفبركة أخبار زائفة عبر نشر تدوينات على موقعها أفادت بوجود مصابين ممددين على الأرض عند مدخل المستشفى لعدم توفر قاعات العلاج، كما عمدت مواقع الكذب والبهتان إلى نشر أخبار كاذبة حول وصول مساعدات من دولة مافتئت تعلن جهارا عن عدائها السافر لبلدنا. وبشأن طلبات المساعدة التي تلقاها المغرب من الدول، أعلن في بلاغ رسمي أن المملكة، قررت تنفيذ أربعة أطقم مساعدة حتى الآن، مكونة من 360 فردا، وذلك بمشاركة دول إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات، وذلك حتى لا يتم إهدار جهد الدول في حاجيات لا تلائم ما هو مطلوب، علما أن المغرب تلقى 90 طلبا لمساعدة من دول صديقة ومنظمات غير حكومية، وهذه الطلبات تنقسم بين 60 طلبا من الدول و30 طلبا من المنظمات غير الحكومية. وأظهرت الفاجعة كم هي خسيسة بعض النفوس التي جعلت شبكات التواصل الاجتماعي، التي باتت مجالا خصبا لنشر الإشاعة وترويع الناس، فضاء لتحقيق الربح المادي عبر خلق ما يسمى «البوز»، لا تحكمهم في ذلك أية أخلاقيات قيمية، يقومون ببث الشك والريبة وسط الجمهور مستغلين ظروفهم الهشة، خاصة في هذه الظرفية التي تعرضت فيه الساكنة لخطر الموت جراء أعنف زلزال يشهده المغرب عبر تاريخه الممتد. وما يزيد من توسيع الشائعة بما يعني الرفع من أرباح الذين عمدوا إلى بثها، هو كون عدد كبير من المواطنات والمواطنين يتابعونها بحكم السياق الذي يرتبط بحادث الزلزال، وتطلعهم للحصول على الأخبار المتعلقة بها، بل والمؤسف أنهم يصدقون ما يتم ترويجه. وفي محاولة لوقف سيل هذا التضليل الذي تمدد بشكل مريب خلال هذه الأزمة، عمدت الوكالة الرسمية للأخبار ممثلة في وكالة المغرب العربي للأنباء إلى عملية حرصت فيها على الفرز بين الأخبار الزائفة والصحيحة، وأوضحت للعموم بشأن ما يروج، أن الأمر بالنسبة لانهيار البنايات، يخص فيديوهات قديمة لانهيار بنايات سكنية هشة وقعت سنة 2022 بمدينة الدارالبيضاء. كما فندت الخبر المزيف المرتبط بنشر نداء أضيف له شعار أحد المنابر الإعلامية، يدعو فيه المواطنين إلى مغادرة منازلهم تحسبا لحدوث هزة عنيفة، حيث أعلن الموقع نفسه أنه لم يبث أي خبر من هذا النوع على مواقعه الإلكترونية الرسمية ومجموع حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي. ويشار أن المغرب فتح مواجهة مباشرة ضد الأخبار الزائفة منذ أكثر من عام بقليل، وذلك عبر الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) التي أصدرت دليلا سمته «دليل محاربة التضليل الإعلامي: مرجعيات وأدوات وممارسات»، تضمن أدوات تبرز كيفية تفكيك الخبر الزائف، ويمكن المواطنات والمواطنين من تملك المهارات اللازمة للعثور على الخبر الكاذب، وتمييز الصحيح من الخاطئ، واعتماد التدابير الاحترازية عند مواجهة الأخبار المضللة.