شبان الطاس بين النفي والتهميش حينما يصير النكران والجحود العملة السائدة في الفضاء الرياضي بالحي المحمدي وتصير سياسة سد الأذن والتخلص من عناصر شابة أبلت البلاء الحسن وفازت ببطولة المغرب للشبان فاقرأ سورة من الذكر الحكيم عن الرياضة بهذا الحي الشعبي العتيق، حي البطولات والأمجاد في شخص فريقها الطاس. قد يتساءل البعض عن السبب في هذه النظرة السوداء والقاتمة، ولعل الإجابة تكمن في تسريح لاعبين فازوا ببطولة الشبان، في الوقت الذي كان من المفروض الاعتماد عنهم كخلف ورواد المستقبل. الكل يتذكر أن الطاس كان لها لاعبون بفرق الشبان، لاعبون صنعوا مجدها وطعموا أكبر وأعتد الأندية الوطنية ومنهم من عانق الاحتراف وارتدى القميص الوطني، وبعد غياب طويل دام أزيد من أربعة (4) عقود يعود شبان الطاس الى الواجهة وفريقهم الأول قابع في المجموعة الثانية ليتوجوا أبطالا للمغرب على حساب الرجاء البيضاوي في نهائي، لم يحض فيه أبناء الحي ما يستحقون، حيث غابت كل مراسيم التتويج سواء على المستوى الرسمي (الجامعة والعصبة) أو على المستوى المحلي (فريق الطاس). وكانت آخر الصور المؤلمة لهؤلاء المتوجين والتي عرت من جديد جسم الرياضة بالحي المحمدي وبفريق الطاس على وجه الخصوص وأزالت عنه مساحيق التجميل، تسريح هؤلاء اللاعبين دون أية عائدات مالية للفريق. وبالمناسبة لابد من تذكير من كانوا وراء تسريح هؤلاء اللاعبين أن العبرة بالكيف وليس بالكم، وهنا لابد من الاشارة الى تواجد هؤلاء اللاعبين ودعمهم ورعايتهم خير بكثير من تواجد المئات من الممارسين لا يحققون شيئا. فلو أخذنا مثلا فريقا يمارس بداخله مائة لاعب دون المستوى وفريقا يمارس بداخله ثلاثون لاعبا ذوو مستوى لا بأس به فإن وضع الثاني أحسن بكثير، لأن رعاية الثلاثين وتوفير الأجواء الصالحة لهم أسهل بكثير من رعاية المائة وبالتالي سيشكلون الخلف لفريقهم الأول الطاس. إن ما حدث لفريق الطاس في شخص شبانه الذين فازوا ببطولة المغرب وغادروا الفريق يتحمل مسؤوليته المسيرون والإطار التقني، وبالمناسبة لماذا طبع هذا المشكل النفاق والمداهنة وصب اللوم على شخص دون الآخرين مع أن المسؤولية مشتركة، أكثر من ذلك يشار الى بعض الأشخاص أنهم تلفوا مبالغ مالية في سبيل إقناع بعض اللاعبين بالرحيل. إذن المشكل الذي يجب أن يتجاوز مستقبلا بدعم الأندية العريقة ولو بالمجموعة الثانية لرعاية شبانها وصغارها وفتيانها خدمة للرياضة الوطنية، والإنسان معرض للخطأ، ومن الخطأ يتعلم الناس، أما إذا تمادى في تكرار أخطائه، عندئد يوجب العقاب. من المفروض إذن والحالة هاته، أن نفعل المستحيل من أجل استرجاع «الكرة» تنتعش من جديد فوق تراب الحي المحمدي ولن يتأتى ذلك حسب ردود فعل أبناء الطاس المتمثل في قاعدته الجماهيرية العريضة إلا بإناطة المسؤولية، مسؤولية التسيير والتأطير لأيادي آمنة تعرف كيف ترعى أبناء الفريق وتنمي مداركهم في حب الفريق وتحيطهم بحسن المعاملة من أجل الاستمرارية. ولتكن المبادرة بالبحث على رجال أكفاء قادرين على حماية كرة الحي والطاس من المتطفلين الذين نفذوا في أبنائه حكم النفي رغم أن التمثيلية تبقى مرتبطة بحي عرف إطلاق الشرارة الأولى ضد المستعمر؛ كل هذا يتردد على لسان جمهور الحي الذي يغلي ويطالب بمحاسبة المتورطين.