حقق المنتخب المغربي انتصارا تاريخيا على نظيره الكوري الجنوبي بهدف للاشيء، في المباراة التي جمعتهما صباح أول أمس الأحد، على أرضية ملعب «هيندمارش» بأديلايد (أستراليا)، برسم الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثامنة لكأس العالم للسيدات، لينعش حظوظه في بلوغ الدور المقبل. وتمكن المنتخب المغربي من تحقيق أول انتصار في مشاركته الأولى في كأس العالم، ليتجاوز بالتالي الهزيمة الثقيلة التي مني بها خلال مباراته الأولى أمام نظيره الألماني بنتيجة (0-6). وسيكون المنتخب المغربي أمام فرصة لمواصلة كتابة التاريخ عندما يواجه الخميس المقبل، في ختام مبارياته ضمن دور المجموعات، نظيره الكولومبي، من أجل الدفاع عن حظوظه للتأهل للدور المقبل. ودخلت «لبؤات الأطلس» تاريخ المونديال النسوي بعد أن تمكنت ابتسام جرايدي من تسجيل الهدف الأول للمنتخب المغربي في الدقيقة السادسة، لتصبح أول لاعبة مغربية وعربية تسجل في هذا الحدث العالمي. واستغلت جرايدي تمريرة على المقاس من حنان أيت الحاج، لتتمكن من هزم الحارسة الكورية بضربة رأسية جميلة. بعد ذلك ضغط المنتخب الكوري من أجل تسجيل هدف التعادل، وخلق فرصتين خطيرتين، من تسديدة قوية، وضربة رأسية جانبتا مرمى الحارسة خديجة الرميشي. وردت اللبؤات على ضغط الكوريات بفرصتين عبر تسديدة كل من سلمى أماني وغزلان الشباك، غير أنهما لم تنجحا في تعزيز النتيجة، لتنتهي الجولة الأولى بتقدم المنتخب المغربي. وعرفت بداية الشوط الثاني سيطرة للمنتخب الكوري على مجريات اللقاء بحثا عن هدف التعادل، وتمكن من خلق بعض الفرص، غير أن تركيز دفاع لبؤات الأطلس حافظ على نظافة شباك الحارسة الرميشي. وفي الدقائق الأخيرة من المواجهة أهدرت روزيلا عيان أبرز فرصة لتعميق الفارق، بعد تمريرة من غزلان الشباك. وصمدت لبؤات الأطلس في الدقائق الأخيرة أمام ضغط الكوريات، لينتهي اللقاء بفوز المنتخب المغربي، وتحقيق فوز تاريخي في هذا الحدث العالمي. إلى ذلك، اعتبر المدرب الفرنسي رينالد بيدروس أن الفوز الأول للمغرب في كأس العالم، يشكل مبعث فخر لجميع مكونات المنتخب الوطني. وقال بيدروس، خلال الندوة الصحافية عقب مباراة «نهدي هذا الفوز الأول، والذي يصادف احتفاء المغاربة بعيد العرش المجيد لجلالة الملك محمد السادس». وأضاف أن هذا الفوز يعد مبعث فخر لمكونات كرة القدم الوطنية، كما يؤكد العمل الجبار الذي قامت به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيسها فوزي لقجع. وأشار المدرب الوطني إلى أن «المجموعة الوطنية التي تتوفر على لاعبات موهوبات ويتمتعن بقدرات تقنية كبيرة، تمكنت من تجاهل نتيجة المباراة الأولى ضد ألمانيا وتحقيق الأهم». وتابع «بعد الهزيمة أمام ألمانيا، انصب تفكير اللاعبات على العمل بروح المجموعة والتركيز الجيد الشيء الذي أثمر هذه النتيجة الإيجابية أمام خصم قوي». وأردف «فوزنا جاء نتيجة الاستعدادات المكثفة، فضلا عن الحالة الذهنية الرائعة للاعبات اللواتي خضن المباراة بالعزيمة والشجاعة، وبالتالي الانطلاق من جديد في كأس العالم». وختم حديثه قائلا «لقد نجحنا في وضع الفريق الخصم في مأزق. بدأنا المباراة بشكل جيد وأن الفعالية والروح القتالية مكنت اللاعبات من الدخول في اللقاء بطريقة جيدة». من جانبها، قالت اللاعبة ابتسام جريدي التي سجلت هدف الفوز للمنتخب المغربي، إن هذه النتيجة الإيجابية تعد ثمرة عمل متواصل، مضيفة أن هذا الفوز هو إهداء لجلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي. وأكدت جريدي التي اختيرت أحسن لاعبة في المباراة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أن تحقيق هذه النتيجة الإيجابية والمشرفة جاءت نتيجة الاستعدادات المكثفة للمنتخب الوطني في هذه التظاهرة الكروية العالمية. وختمت قائلة «مشاركة المنتخب الوطني في هذا العرس العالمي هو تشريف لكرة القدم المغربية». من جهتها، قالت اللاعبة غزلان الشباك «نهدي هذا الفوز للجماهير المغربية التي ظلت تساندنا وتؤمن بقدراتنا وشكل حافزا كبيرا بالنسبة لنا لبذل مجهود أكبر لانتزاع ثلاث نقط خلال هذا اللقاء «. وأضافت الشباك «سنحاول التركيز على المباراة المقبلة ضد منتخب كولومبيا للظفر بنقاطها الثلاث وحجز بطاقة التأهل لدور ثمن النهاية».