تماس كهربائي يطبع العلاقة بين مسؤولين رفيعين على رأس الإدارة التقنية لمنتخبات كرة القدم ببلادنا، الأمر يتعلق بالبلجيكي إيريك غيريتس مدرب المنتخب الوطني الأول، وبين الهولندي بيم فيربيك المشرف العام على المنتخبات الوطنية، وسبب الخلاف أو لنقل التشنج بين المدربين يعود لكون مدرب المنتخب الكبار يضم في كل مناسبة يقرر فيها زيارة القارة العجوز، مجموعة من المحترفين المغاربة بالدوريات الأوروبية، هؤلاء يرى فيربيك أن سنهم يؤهلهم للعب بصفوف المنتخب الأولمبي، لكن غيريتس يقف حجرة عثرة أمام إمداد «أشبال الأطلس» بعناصر قادرة على دعم الفريق في التظاهرات الكبرى. الكل يلاحظ أن الأجواء بين المدربين ليست جيدة، وهو ما جعل فيربيك يتبرم من تصرفات غيريتس التي قد نعتبرها طبيعية، لأن المنتخب الأول ليس حكرا على اللاعبين الكهول أو العجزة حتى يتم استبعاد العناصر الشابة أو حسب العبارة المخصصة للأولمبيين (أقل من 23 سنة).. فيربيك غاضب لأن مجموعة من اللاعبين المحترفين بأوروبا انضموا لصفوف الفريق الوطني مباشرة ودون أن يمروا بأي فئة عمرية للمنتخبات الوطنية، وذلك جاء عبر غيريتس الذي قام بإقناع تلك العناصر بحمل القميص الوطني، وأكثر ما يغضب المدرب الهولندي أن هاته العناصر ما تزال في عمر الزهور، وبالتالي فهي مؤهلة للمشاركة مع المنتخب الأولمبي قبل إشراكها في صفوف فريق الكبار الذي يعد أعلى نقطة يمكن للاعب المغربي أن يصلها على صعيد المنتخبات. فيربيك يرى أن كارسيلا وتاعرابت وبلهندة والكوثري وآخرين، عناصر كانت ستضيف الكثير للمنتخب الأولمبي بحكم عامل السن، لكن غيريتس «يسرق» في كل مرة مواهب «أولمبية» بمفهوم فيربيك، لكن الغريب في كل هذا أن لا يقوم فيربيك بالحديث بشكل جدي وبدل المحادثات الالكترونية، مع غيريتس حول الموضوع ومحاولة إيجاد حل يرضي الطرفين، أو على الأقل أن يشير بيم إلى السلبيات التي تنتج عن اتصالات غيريتس العفوية، أو أن يقترح المدرب الهولندي باعتباره مطالبا بالحق المدني بتدخل جامعة كرة القدم. هاته الأخيرة ستكون حكما في الفصل بين المدربين لتجنب التشويش على استعدادات الفريقين لتظاهرات دولية كبرى بحجم نهائيات كاس أمم إفريقيا 2012 والإقصائيات المؤهلة إلى أولمبياد لندن في ذات السنة. فهل لغضب فيربيك من مبرر!!؟ وهل يمكننا أن نقول أن فيربيك يشعر بنوع من الغيرة بسبب الصلاحيات الواسعة التي يحظى بها غيريتس؟ مقابل نوع من التضييق على المدرب الهولندي. الأمر قد يبدو غريبا، فكلاهما محق في الدفاع عن مصالح الفريق الذي يشرف عليه، إذ يعتبر فيربيك انضمام أسماء ككارسيلا والسعيدي وتاعرابت إلى منتخب الكبار خسارة له ول «أشبال الأطلس»، خاصة وأن نتائجه إلى حد الآن تؤكد على البصمة التي تركها بيم في صفوف الأولمبي المغربي، بعدما قاده إلى التأهل إلى الدور الثالث من إقصائيات الألعاب الأولمبية بلندن، ولنكون منصفين فإن فيربيك يلمح بصورة أو بأخرى إلى الهامشية التي يعيشها المنتخب الأولمبي لصالح الفريق الأول، وإلى أن الأولوية القصوى موجهة للأسود، بينما على الأشبال البقاء تحت الظل. في المقابل، لا يمكننا أن نلوم غيريتس على خياراته أو اتصالاته التي من المنتظر أن ترتفع أكثر خلال الأسابيع القادمة، فهو الآخر يحق له أن يبحث عن الأفضل ولو اقتدى الأمر أن يضم لاعبا في سن السابعة عشر، إذا ما تبين أن ذلك سيكون مفيدا لمنتخب الكبار. وإذا كانت أسماء بلعربي وبرازيت ستدخل ضمن مخططات غيريتس.. فالأكيد أن هذا الأمر سيزيد من تفاقم الوضع بين المدربين وسط لامبالاة من الجامعة .!!مع العلم أن لاعبا كأيت فانا المؤهل بدوره للعب مع الأولمبي أبدى رغبة في أن يتم استدعاؤه إلى الفريق الأول، وما هذا إلا نموذج عن لاعبين كثر يحلمون بحرق المراحل والوصول إلى منتخب «أسود الأطلس» دون ما حاجة للعب لمنتخبات الفتيان أو الشبان أو الأولمبي. على فيربيك أن يقتنع بأن اللاعبين لهم حرية تامة في الاختيار وأن مصلحة الفريق الأول تبقى هي الأولى، وعلى غيريتس أن يعلم أن لاعبيه الصغار مؤهلون قانونيا للمشاركة مع «أشبال الأطلس»، ولكن ذلك لن يتم إلى بعد جلسة على طاولة المفاوضات بين غيريتس وفيربيك للحسم في مسائل سطحية والاهتمام أكثر بتحقيق الأهداف المسطرة، تهيئ لها الجامعة لإعادة الماء إلى مجاريها بين المدربين الأجنبيين يقرران في شؤون كرة القدم الوطنية...