يبدو أن الحرب الباردة بين الناخب الوطني إيريك غيريتش والمشرف العام على المنتخبات الوطنية بيم فيربيك لازالت قائمة بين الطرفين، بالرغم من تدخل الجامعة لتذويب هذا الخلاف، لكن كل المساعي باءت بالفشل، و إن كانت الأخيرة قد التزمت الصمت ولم تكن قادرة على إيجاد حل لذلك، بل أنها وجهت تهديدات التي تلقاها الهولندي فيربيك بسبب تأخره عن العودة من إجازته. وما زاد من هوة الخلاف بين الرجلين هي التصريحات التي أدلى بها الناخب الوطني إيريك غيريتس قبل أيام لصحيفة « لوماتان « الناطقة بالفرنسية، بأن علاقته مع فيربيك ليست على ما يرام. بالمقابل أوضح فيربيك لأحد المواقع الهولندية أن المشكل بين الطرفين يكمن في كون غيريتس يستدعي لاعبين يلعبون مع المنتخب الأولمبي إلى فريق الكبار دون أن يخبره بذلك، مشيرا بأنه أرسل رسالة الكترونية لغيريتس من أجل مناقشة هذا المشكل، لكنه لم يتلق أي رد لحد الآن. وقال المدرب الهولندي أنه ليس هناك أي مشكل، بل بالعكس يجب أن يكون مسرورا وراضيا عن نفسه لأن لاعبيه يلتحقون بمنتخب الكبار، لكنه يرى فقط أنه يجب على غيريتس أن يخبره في البداية. فالمدرب غيريتس سواء تعمد في ذلك أم لا، كان عليه أن لايقوم باستدعاء عناصر تم توقيفها من طرف فيربيك لاسباب تأديبية (المهدي قرناص ويوسف الترابي)، حيث كان عليه أن يستشيره في الأمر، باعتبار أن اللاعبين أصبحا خارج حسابات مدرب المنتخب الأولمبي، وأن استدعائهما لمباراة ودية كانت من باب التحدي وإثارة المشاكل ليس إلا. منذ أن تعاقدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع المدربين غيريتس وفيربيك، كل واحد منهما يعمل بمنأى عن الآخر، ولم يكن هناك أي تنسيق بينهما، لأن المنتخب الأولمبي هو الرافد الأساسي لمنتخب الكبار كما هو معمول به في أغلب الإتحادات الوطنية، وأن الجامعة لم تستطع إذابة جليد هذا الخلاف بل أنها ظلت تراقب الوضع من بعيد وتلعب دور المتفرج دون أن تحرك ساكنا. فالجامعة هي الأخرى تحاول أن تتخلص من الهولندي فيربيك رغم ما قدمه لحد الآن من نتائج لم تكن منتظرة بتأهله على دوري المجموعات المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية التي ستقام في لندن السنة المقبلة، باعتبار أن له فلسفته الخاصة في التعامل مع العناصر التي يختارها والتي تقوم على معايير خاصة، تتعلق أساسا بفرض الإنضباط، وهو ما جعله يتجه نحو الدوريات الأوروبية للبحث عن هذه العينة من اللاعبين بعدما عانى من سوء تصرف بعض العناصر المحلية التي تدعي النجومية دون غيرها. رغم الإنتقادات التي تلقاها فيربيك في بداية الأمر باعتماده على اللاعبين المحترفين، فإنه استطاع أن يقدم أسماء كانت مجهولة بالنسبة للجماهير المغربية، كما أنه استطاع أن يقنع بعض العناصر في حمل القميص الوطني بعدما تلقت إغراءات مالية كبيرة للعب ضمن منتخبات البلدان التي نشأوا وتكونوا ضمن مراكز التكوين التابعة لها. وقد نطرح السؤال التالي، ما دور الإدارة التقنية حول هذا الخلاف، خاصة أن الدور الذي يجب أن يقوم به هو التنسيق بين جميع المنتخبات الوطنية، وهذا بطبيعة الحال باستشارة المدربين الذين يشرفون عليها، لكن يبدو أن المهمة التي أنيطت للخبير الفرنسي بيير مورلان تنحصر فقط في الإشراف على تكوين المدربين فقط. بعد الرباعية الشهيرة أمام الجزائر بمدينة مراكش أصبح الجميع يكيل المديح للمدرب البلجيكي، والتهليل بكفاءته وقدرته على إعادة أسود الاطلس إلى سكة الإنتصارات والتألق القاري رغم أن التأهل الى نهائيات كأس أفريقيا للأمم لم يحسم بعد حيث تنتظره مواجهة حاسمة أمام منتخب أفريقيا الوسطى في الشهر المقبل، فيما شهد الإنجاز الذي حققته العناصر الأولمبية على حساب الكونغو الديمقراطية نوعا من الفتور... تأسيسا على ذلك، فالجامعة مطالبة بوضع حد لهذه الخلافات التي لن تفيدنا في أي شيء، خصوصا أننا مقبلون على العديد من الإستحقاقات الخارجية، والتي من شأنها أن تعيد الرياضة المغربية إلى الواجهة، خصوصا بعد الغياب عن المنافسات القارية والدولية في السنوات الأخيرة، كما أننا وضعنا قطيعة مع كل من له صلة بالهواية ودخلنا عهدا جديدا يتطلب من الجميع تظافر الجهود لإنجاح أول بطولة احترافية والتي قد تكون بمثابة إقلاع جديد لكرة القدم الوطنية.