مصر تعتذر عن استضافة الإقصائيات الأولمبية لأسباب سياسية الجزائر الأقرب للتنظيم وصمت مغربي غير مفهوم عجلت الأوضاع المضطربة في مصر بتقديم اعتذار للاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن تنظيم الدورة الإقصائية المؤهلة للألعاب الأولمبية بلندن 2012، والمقررة خلال الفترة الممتدة بين 26 نونبر إلي 10 دجنبر المقبلين، بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية. وحسب الأخبار المتداولة في الساحة المصرية، فإن الجزائر هي الأقرب لاستضافة البطولة الإفريقية الخاصة بالمنتخبات الأولمبية بدلا من مصر، مع العلم أن المغرب كان قد دخل في منافسة شرسة من أجل الظفر بشرف استضافتها لكنه فشل في ذلك أمام الملف المصري، رغم أن الكثيرين أبدوا رغبتهم في إجراء الإقصائيات الأولمبية بالمغرب نظرا للأجواء المستقرة التي يعيشها عكس بعض الدول العربية كمصر وتونس وليبيا. وهذا فلم تتحرك لحد الساعة أي أطراف من المغرب سواء الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أو وزارة الشباب والرياضة، لطلب حق استضافة البطولة في حالة تأكد قرار سحب (الكاف) حق تنظيم الإقصائيات المؤهلة إلى أولمبياد 2012، مما يثير علامات استغراب حول هذا الموقف المحتشم من الوصاة عن الكرة المغربية، خاصة وأن تنظيم البطولة كان سيمنح «أشبال الأطلس» جرعة كافية من أجل خطف إحدى البطاقات المؤهلة إلى الأولمبياد. وفي هذا الصدد، أوضح عزمي مجاهد الناطق الرسمي باسم الاتحاد المصري لكرة القدم في تصريحات صحفية أول أمس الاثنين، أن مصر اعتذرت عن عدم تنظيم دورة إفريقية مؤهلة لأولمبياد لندن 2012، وأضاف عزمي مجاهد في تصريحات لرويترز «اعتذرنا عن عدم تنظيم الدورة لتعارض موعدها مع الانتخابات البرلمانية في البلاد». وأضاف مجاهد «ما حدث الأحد (اشتباكات بين متظاهرين أقباط وقوات الجيش خلفت مقتل 25 شخصا) دفع مسؤولي اتحاد الكرة للاعتذار عن تنظيم المباريات المؤهلة لنهائيات دورة الألعاب الأولمبية، بالإضافة إلى تزامن تلك اللقاءات مع الانتخابات التشريعية بمصر». ونفى أن تكون الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم هي من سحب تنظيم مصر للتصفيات قائلا «لم يسحب الكاف التنظيم من مصر، بل إن جهات مصرية عليا هي التي طلبت ضرورة الاعتذار عن التنظيم بسبب الظروف التي تمر بها البلاد». وحسب عزمي مجاهد فإن الجزائر هي «الأقرب» لتنظيم التصفيات بدلا من مصر، خاصة وأنه سبق لها أن طلبت احتضان التصفيات قبل أن يؤول تنظيمها لمصر. من جهتها، نقلت صحيفة «الأخبار» المصرية أمس الثلاثاء عن علاء عبد العزيز، المدير الإداري للمنتخب الأولمبي المصري لكرة القدم، تأكيده للأنباء التي تحدثت أول أمس الاثنين عن اعتذار بلاده عن احتضان هذه التصفيات التي كان من المقرر أن تنظم في الفترة من 26 نونبر إلى 10 من دجنبر المقبلين. من جهة، أكد أحمد مجاهد عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم مجاهد في تصريحات صحفية أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «الكاف» طلب منذ فترة موافقة صريحة مكتوبة من الحكومة المصرية علي تنظيم الدورة، مشيراً إلي أن الحكومة لم تمنح هذه الموافقة حتى الآن بسبب الأوضاع التي تعيشها البلاد. وأضاف عضو الاتحاد المصري أن الكاف تمسك بشرطه لإسناد تنظيم التصفيات بالحصول علي الموافقة كما هو متبع في أغلب البطولات، لكن الحكومة لم تمنح الموافقة الكتابية، بسبب إجراء انتخابات مجلس الشعب في مصر في نفس التوقيت تقريباً، وهو ما يضع البلاد في موقف حرج أمنياً. وأكد مجاهد أن إسناد التنظيم إلي الجزائر لا يقلل من فرص صعود مصر إلي الأولمبياد، مضيفا أنه واثق في قدرات المنتخب المصري وحسن استقبال الجماهير الجزائرية لشباب الفراعنة. وفي موضوع ذي صلة، برزت أزمة جديدة بين الجهاز الفني للمنتخب المصري والاتحاد المصري لكرة القدم بعد أن رفض مسؤولو لجنة المسابقات بالاتحاد، مشاركة المنتخب في الدورة الودية الدولية لمنتخبات شمال أفريقيا التي يستضيفها المغرب خلال الفترة بين 1 إلي 7 نونبر المقبل، بداعي أنها تتعارض مع مواعيد الدوري المصري الذي ينطلق يوم الجمعة القادمة. إلى ذلك، أعرب طارق السعيد المدرب المساعد للمنتخب المصري الأولمبي عن حزنه الشديد بسبب قرار اتحاد الكرة بالاعتذار عن تنظيم دورة التصفيات الإفريقية ونقلها إلي الجزائر، «أن القرار خارج إرادة الجهاز الفني للمنتخب، وبالتالي فالفريق ليس أمامه سوى الالتزام والهدوء ومواجهة الأمور، موضحاً أن الفرصة باتت أصعب بكثير علي مصر في مسألة التأهل. وأوضح السعيد أن اللعب في الجزائر سيزيد من صعوبة مهمة شباب الفراعنة، نظراً للأجواء الجماهيرية بين مصر والجزائر والتي قد تصعب مهمة الفريق في حال مواجهة منتخب شباب الخضر في الدور قبل النهائي، ولكنه طالب اللاعبين بالرجولة والإخلاص من أجل تسهيل المهمة للمشاركة بالأولمبياد بعد غياب دام عشرين عاماً منذ خوض دورة برشلونة 1992. وأكد طارق السعيد المدرب المساعد للمنتخب أنه لا تراجع عن المشاركة في الدورة الودية بالمغرب إلا في حالة توفير مباريات ودية خارج مصر خلال هذه الفترة، موضحاً أن الفترة الحالية لا تحتمل التخاذل مع قرب انطلاق التصفيات. وتمسك الجهاز الفني للمنتخب الأولمبي المصري بخوض الدورة التي تعتبر مهمة للغاية في برنامج إعداد الفريق للتصفيات الأفريقية المؤهلة لأولمبياد لندن خاصة بعد أن تم نقلها من مصر إلي الجزائر في خطوة مفاجئة. تجدر الإشارة إلى أنه كان من المقرر أن تستضيف مصر الدورة في الفترة من 26 نونبر المقبل إلى العاشر من دجنبر بمشاركة ثمانية منتخبات أولمبية افريقية من بينها الجزائر والمغرب.