الحكومة الفلسطينية تقرر مشاركة الموظفين وعناصر الأجهزة الأمنية في قطف الزيتون مع المزارعين الفلسطينيين قرر رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض مشاركة الموظفين الحكوميين في السلطة وعناصر الأجهزة الأمنية المزارعين الفلسطينيين في قطف الزيتون للمساهمة في حماية الموسم من سرقات المستوطنين واعتداءاتهم على المزارعين الفلسطينيين. وجاء قرار فياض في ظل تزايد اعتداءات المستوطنين وإقدامهم على سرقة ثمار أشجار الزيتون الفلسطينية وقطفها بقوة السلاح إضافة إلى الاعتداء على المزارعين ومنعهم من الوصول لأراضيهم. وأفرد فياض حديثه الإذاعي الأسبوعي الأربعاء الماضي لموسم قطف الزيتون وأبعاده، ودلالاته، والجهود التي تبذلها الحكومة لحماية حصاد هذا الموسم من ممارسات الاحتلال الاسرئيلي واعتداءات مستوطنيه المستمرة على المزارعين وشجرة الزيتون، التي لطالما كانت هدفاً للمستوطنين، وقال: «ينطلق في فلسطين بعد أيام موسم قطف الزيتون. هذا الموسم الذي طالما مثّل لأبناء شعبنا مناسبةً اجتماعية واقتصادية، بل ووطنيةً أيضاً. فقد ارتبطت شجرة الزيتون في الوجدان التاريخي لشعبنا ليس فقط بما يمثله غصن الزيتون كرمزٍ للسلام الذي يتوق إليه شعبنا، بل وكرمزٍ للصمود والتجذر في الأرض في معركة البقاء عليها والدفاع عنها»، وأضاف: «لأهمية هذا الحدث وارتباطه بتاريخ شعبنا وتراثه الكفاحي، ارتأيت أن يكون حديثي الإذاعي لهذا الأسبوع حول موسم قطف الزيتون». ووجه فياض في بداية حديثه التحية للأسرى الفلسطينيين وقال: «أتوجه بكل التحية والتقدير لأسرى الحرية، وهم يخوضون نضالهم وإضرابهم عن الطعام دفاعاً عن حقهم الإنساني في الحياة والكرامة الإنسانية التي أقرتها كافة المواثيق الدولية»، وتابع: «في هذه المناسبة القاسية، فإنني أشد على أياديهم واحداً واحداً وأقول إن لهم حقاً طبيعياً في الحياة والكرامة الإنسانية وبأن فجر الحرية قادم بإذن الله، وسيبزغ من كل مدينةٍ وقرية وخربة وصولاً إلى القدس، العاصمة الأبدية لدولتنا المستقلة. فحريتكم جزءٌ من حرية الوطن، وكرامتكم الإنسانية جزء من الكرامة الوطنية لشعبنا». وشدد فياض على أنه وكما في كل عام يتزامن موسم قطف الزيتون مع تصاعد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وزيتونهم، وقال: «يشهد هذا العام تصعيداً نوعياً على هذا الصعيد. فقد سجلت اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على المزارعين وممتلكاتهم أرقاماً غير مسبوقة. إذ قامت قوات الاحتلال باقتلاع ما يزيد عن ثلاثمائة شتلة زيتون وهدم بئر للمياه وتدمير بركسات المزارعين في قرية بيت أولا في الخليل». وأشار فياض إلى أنه كان قد جرى تدمير واقتلاع وإشعال النار في أكثر من 4200 شجرة زيتون خلال العام الحالي، كما تركّزت اعتداءات المستوطنين خلال الشهرين الماضيين في محافظات نابلس وقلقيلية وسلفيت ورام الله، وأسفرت عن تدمير 1000 شجرة زيتون، وتكسير ما يزيد عن 990 شجرة، بينما شكلت عمليات قلع أشجار الزيتون أكبر نسبة اعتداء في كل المحافظات، حيث وصلت إلى ما نسبته 21٪ من إجمالي هذه الاعتداءات، وقال: «إن اعتداءات المستوطنين الإرهابية المُمنهجة، والتي تتم تحت عيون الحكومة الإسرائيلية وجيشها، إنما تهدف إلى المس بمقدرات المواطنين وبقدرتهم على الصمود والبقاء». وأكد فياض على أن الفلسطينيين الذين يخوضون معركة الصمود والبقاء على أرضهم في كل مدينةٍ وقرية ومخيم وخربة ومضرب من مضارب البدو، أثبتوا أنهم كزيتونهم متجذرون في أرضهم، ومصممون على التمسك بإرادة الحياة والبناء في مواجهة سياسات ومخططات الهدم والتدمير والاقتلاع والتخريب، وقال: «في هذه المناسبة، فإنني أتوجه إلى كل أبناء شعبنا من أجل إحياء روح التضامن والعون، والتطوع لحماية الأرض، ونجدة أصحابها، ومد يد العون لهم ومشاركتهم قطف زيتونهم، وخاصةً في الحقول المحاذية للمستوطنات والجدار، والتي تتعرض يومياً للاعتداءات». وأشار فياض إلى أن مجلس الوزراء الفلسطيني قرر وبدءاً من يوم الاثنين، الذي يُصادف اليوم الوطني لقطف الزيتون، البدء بحملةٍ تطوعية يُشارك فيها منتسبو المؤسسة الأمنية وموظفو القطاع العام، وقال: «أدعو موظفي القطاع الخاص والمؤسسات الأهلية للمساهمة في هذه الحملة تعبيراً عن وحدة شعبنا وتلاحمه وتضامنه»، مؤكدا على قرار مجلس الوزراء بتعويض أصحاب الأراضي الذين دمر الاحتلال ومستوطنوه أشجارهم خلال هذا العام. وحول الجهود التي تبذلها السلطة الوطنية لحماية قطاع الزيتون، قال فياض: «إن السلطة الوطنية تدرك القيمة الاجتماعية والاقتصادية لإنتاج الزيت والزيتون، وتعمل جاهدةً لتطوير قطاع الزيتون ورفع جودته وإنتاجيته وقدرته التنافسية، هذا بالإضافة إلى استكشاف فرص جديدة للاستثمار والتسويق والتصدير لإبقاء اسم فلسطين بزيتونها حاضراً في الأسواق العالمية» وتابع: «في بلادنا نحو 11 مليون شجرة زيتون، ونحن نشجع على زيادة مساحة الأراضي المزروعة بشجرة الزيتون، من خلال تأهيل المشاتل ودعم أشتال الزيتون، حيث تم من خلال مشروع تخضير فلسطين خلال السنوات الماضية توزيع ما يزيد عن مليون شتلة بسعر رمزي. ونعمل على تطوير البنية التحتية للزراعة المؤهلة، إضافةً إلى تنسيق الجهود مع القطاع الخاص للاستثمار في هذا القطاع الحيوي وتطويره والارتقاء بإنتاجيته». وشدد فياض على أن الأوان قد آن لإلغاء التصنيفات المتعلقة بما يُسمى بالمناطق (ج) في الأراضي الفلسطينية وفق اتفاق أوسلو، وإزالة الجدار الذي يحول دون وصول المزارعين لأرضهم وجني ثمارهم، وقال: «نعم، لقد آن الأوان لإلزام إسرائيل بالتقيد بالقانون الدولي، ووقف إرهاب المستوطنين وإنهاء هذا الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وتمكينه أيضاً من النهوض باقتصاده الوطني». وختم فياض بالقول: «أتوجه إلى أبناء شعبنا، وأشد على أياديهم جميعاً، وأحييهم على صمودهم وثباتهم، وهم يشقون طريقهم كل فجرٍ ليفلحوا الأرض ويحموها من اعتداءات الاحتلال وإرهاب مستوطنيه»، وتابع: «لهم أقول إن صمودكم أقوى من الاحتلال والاستيطان، وإنني على ثقة بأن موسم قطف الزيتون هذا العام سيشهد المزيد من التضامن والتوحد في مواجهة المشروع الاستيطاني. وسيظل شعبنا كزيتونه، متجذراً في أرضه، وستظل أصغر زيتونةٍ في بلادنا أكثر تجذراً من الاستيطان والجدران، وحتماً فإن الاحتلال إلى زوال، وإنا على هذه الأرض باقون».