مشاركون يبرزون الدور الريادي للأميرة للاعائشة في مجال تحرير المرأة الراحلة شكلت جزءا من ذاكرة المغرب في الدفاع عن كرامة المرأة وحقها في المساواة أكد المشاركون في المهرجان الوطني الخامس للمرأة المغربية المقاومة، يوم السبت الماضي بالدارالبيضاء، أن الراحلة صاحبة السمو الملكي الأميرة للاعائشة، بأدوارها الطلائعية في مجال تحرير المرأة، هي عنوان للمرأة المغربية المتحررة الواعية بمسؤوليتها في مسيرة بناء المغرب الحر والحداثي. وأبرز المشاركون في هذا المهرجان، المنظم تحت الرئاسة الشرفية لسمو الأميرة للا مريم، ويحمل إسم الفقيدة الأميرة للا عائشة، الدور الريادي للفقيدة التي عملت بجد، وفي مختلف مراحل حياتها، على تشجيع الفتيات على التمدرس وتمكينهن من صقل كفاءاتهن في شتى المجالات حتى يتمكن من مواكبة التحولات التي شهدها المغرب منذ الاستقلال وحتى اليوم. وبهذه المناسبة، اعتبرت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن نزهة الصقلي أن الأميرة الراحلة شكلت أول صورة للمرأة المغربية المتعلمة والملتزمة التي تعدى إشعاعها حدود المغرب ليشمل الوطن العربي، مشيرة إلى أن الأميرة هي جزء من ذاكرة المغرب في مجال الدفاع عن كرامة المرأة وحقها في المساواة. وذكرت في هذا السياق بالمهام التي اضطلعت بها الأميرة الفقيدة سواء في المجال الاجتماعي التضامني أو السياسي أو الدبلوماسي، إذ كانت أول سفيرة عربية عندما تم تعيينها سفيرة للمملكة بلندن إلى جانب تقلدها عددا من المهام والمسؤوليات ذات الطابع الاجتماعي (رئاسة التعاون الوطني وتدشين عدد من المؤسسات والمعاهد لتعليم الفتيات وترؤس أول مجلة نسائية مغربية تحمل إسمها). وشددت الوزيرة على أن سيرة الأميرة الراحلة وتفانيها من أجل بناء الوطن والرقي به من خلال تأهيل نصف المجتمع ليتحمل مسؤوليته كاملة، والاحتفاء بها في هذا اليوم الذي هو يوم وطني لكل النساء المغربيات، مناسبة لاستحضار الجهود التي تبذلها المملكة للنهوض بالمرأة وترسيخ مبدأ المساواة بين الجنسين من خلال تضمينه في أسمى قانون للبلاد والانخراط في جملة من الإصلاحات ابتداء من مدونة الأسرة الجديدة ومرورا بتعديل مدونة الشغل والقانون الجنائي وقانون الجنسية وغيرها من الإصلاحات التي تنشد تمكين المرأة من المشاركة في تدبير الشأن العام على المستويين المحلي والوطني. ومن جهته، عرض مؤرخ المملكة ومحافظ ضريح محمد الخامس عبد الحق المريني نماذج مشرقة لنساء مغربيات كان لهن تأثير بالغ في تاريخ المغرب، مؤكدا أن «المرأة المغربية شاركت الرجل عبر تاريخ المغرب الحافل في تسيير دواليب الدولة وفي تمتين العلاقات بين بلادها والدول الأخرى، وفي حركات الجهاد وإخماد الفتن وفي كل المواقف التي شرفت المغرب وارتادت به أسمى المقامات». وأبرز المريني جهود المغفور له الملك محمد الخامس من أجل إخراج الفتاة المغربية من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة لتشارك في معركة التحرر والانعتاق أولا والبناء والتشييد ثانيا، مضيفا أن المغفور له قدم في ذلك المثال بكريماته الأميرات الجليلات حيث كان يتابع بنفسه تطور دراستهن وتعليمهن. وتابع أن المغفور له محمد الخامس «نصب كريمته المرحومة صاحبة السمو الملكي الأميرة للاعائشة قدوة للفتاة المغربية الناهضة وحملها متابعة الرسالة»، مشيرا إلى أن سموها قامت، تنفيذا لهذا التشريف، بتدشين عدد من المدارس لتعليم الفتيات في كل من سلاوالدارالبيضاء وفاس ومراكش. وبعد أن استعرض محطات من مسيرة النهوض بالمرأة في عهد جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، أبرز ما يقوم به الجلالة الملك محمد السادس من مبادرات لتشجيع المرأة المغربية قصد الحصول على حقوقها كاملة وحمايتها من الحيف والإقصاء وإدماجها في عمليات التنمية والنماء التي تتماشى مع القوانين الدولية لحقوق الإنسان. واعتبرت باقي المداخلات في هذا المهرجان، الذي نظمته مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث بتنسيق مع المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، أن حياة الأميرة الراحلة للا عائشة ومسارها الطويل في الذود عن حق المرأة المغربية في المساواة كانت الجسر نحو مغرب جديد يهتم بالنساء وبقضاياهن كأحد مداخل الانعتاق من التخلف والارتقاء إلى مصاف الدول الحديثة المتقدمة، لتكون بذلك الأميرة للاعائشة زعيمة النهضة النسائية المغربية، داعين إلى تجميع كافة خطب الأميرة وتوثيق أرشيفها ليحفظ كذاكرة جمعية تؤرخ لمسيرة كفاح المرأة المغربية من اجل انعتاقها وتحررها. وتضمن برنامج هذا الحفل، الذي نظم بمساهمة من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء الكبرى وعمالة مقاطعات مولاي رشيد ومجلس العمالة ومجلس المدينة وفعاليات تربوية وجمعوية، عرض شريط سمعي بصري توثيقي لسيرة المرحومة الأميرة للا عائشة وتقديم وصلات وأناشيد دينية ووطنية من قبل شباب جمعية دار الطالب ومؤسسة الرحمان لتحفيظ القرآن وتلاميذ الثانوية الإعدادية الزرقطوني بنيابة انفا. وكانت الأميرة للاعائشة، عمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قد انتقلت إلى عفو الله يوم 4 شتنبر الماضي. وعملت الأميرة الراحلة (من مواليد 17 يونيو 1930) سفيرة للمغرب في المملكة المتحدة (1969-1965) وفي اليونان (1970-1969) وفي إيطاليا (1973-1970).