حرب الشوارع بين الثوار والكتائب تشتد في مدينة سرت ومنظمات الإغاثة تدق ناقوس الخطر قال قائد ميداني من ثوار ليبيا إنهم يسيطرون الآن على أكثر من نصف مدينة سرت، وإن سيطرتهم ستكتمل على المدينة خلال يومين. في الوقت الذي تقول وكالات الإغاثة إنها تشعر بالقلق بشأن المدنيين المحاصرين داخل المدينة وسط القتال بينما ينفد ما لديهم من غذاء وماء ووقود ودواء. وأفاد مراسل الجزيرة أن معارك طاحنة تدور في سرت وأن عشرات الثوار قتلوا أو جرحوا خلال اشتباكاتهم مع كتائب القذافي. وخفت حدة نيران المدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية من جانب الموالين للقذافي ضد مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي عند أطراف المدينة الأربعاء مما سمح لقوات المجلس بالتقدم. وقالت مراسلة لرويترز قرب وسط سرت إن بإمكانها سماع دوي قذائف الهاون وهي تسقط قرب مواقع مقاتلي الانتقالي لكن الكتائب التابعة للعقيد معمر القذافي لجأت إلى استخدام الأسلحة الصغيرة مع تحول القتال إلى حرب شوارع. وفي الجبهة الشرقية للمدينة قال مراسل الجزيرة أسامة سيد أحمد إن الاشتباكات لا تزال متواصلة بين الثوار والكتائب، ونقل عن أوساط الثوار أن حسم الموقف في المدينة بات وشيكا لكنه أقر بصعوبة الموقف بشكل عام. وفي وقت سابق قال القائد المحلي لقوات الانتقالي عادل الحاسي إن قوات المجلس تسيطر حاليا على أكثر من نصف مدينة سرت وإنه خلال يومين «ستكون سرت حرة بإذن الله». ويأتي الحديث عن سيطرة وشيكة على مدينة سرت وشن هجوم شامل عليها بعد انتهاء مهلة للسكان لمغادرتها وسط اتهامات للكتائب باستخدام المواطنين دروعا بشرية. وفي الطريق نحو بسط السيطرة التامة على سرت، تمكن الثوار في وقت سابق من السيطرة على منطقة بوهاي بالأطراف الجنوبية للمدينة. وبعد ذلك الإنجاز تقدم الثوار بضعة كيلومترات نحو المدينة، لكن الوضع في المنطقة الشرقية كان مغايرا حيث أفادت وكالة رويترز بأن قوات الثوار تعرضت على مدى ثلاثة أسابيع لنيران المدفعية والصواريخ في الأطراف الشرقية لسرت. وعلى وقع الاشتباكات المستمرة، تقول وكالات الإغاثة إنها تشعر بالقلق بشأن المدنيين المحاصرين داخل المدينة وسط القتال، بينما ينفد ما لديهم من غذاء وماء ووقود ودواء. وتركز القلق بشأن الأزمة الإنسانية على مستشفى ابن سينا الواقع وسط المدينة، حيث قال عاملون في المجال الطبي فروا من سرت إن المرضى يموتون على طاولة العمليات لنقص الأكسجين ووقود مولدات الكهرباء بالمستشفى. وقد دعت منظمة العفو الدولية أطراف النزاع في ليبيا إلى تأمين سلامة المدنيين، وضمان إيصال الإمدادات المطلوبة بأمان إلى مدينة سرت. وقالت المنظمة إن تقارير صحفية أوردت أن المدنيين المحاصرين في سرت معرضون للخطر بفعل استمرار القتال، وتضاؤل الإمدادات الطبية والمواد الغذائية والوقود والمياه. وأضافت أن هناك حاجة لإنشاء ممرات إنسانية تشمل إقامة مناطق محايدة وطرق معرفة بوضوح، لتمكين العاملين في المجال الإنساني من الوصول إلى المرضى والجرحى بشكل آمن. من جانب آخر أصدر الانتقالي أمرا بإخلاء طرابلس من كل الأسلحة الثقيلة التي «يعطي انتشارها واستخدامها العشوائي صورة سلبية عن الثورة والثوار». وقال أحمد باني المتحدث باسم «وزارة الدفاع» بالانتقالي في مؤتمر صحفي بطرابلس إنه تم إصدار أوامر بسحب الأسلحة الثقيلة من طرابلس ومن كل المدن المحررة وإنه يتم جمعها خارج المدينة. وأضاف «البعض يستخدم هذه الأسلحة للتسلية مما يعطي انطباعا سلبيا عن الثورة والثوار». من ناحية أخرى أعلنت السلطات الليبية الجديدة الأربعاء العثور على مقبرتين جماعيتين تحتويان على قرابة تسعمائة جثة من ضحايا النظام السابق بمدينة طرابلس على حد قول هذه السلطات. وقال رئيس كتيبة طرابلس ناجي العيساوي «اعترافات الشهود التي حصلنا عليها قادتنا إلى العثور على مقبرتين جماعيتين لضحايا النظام السابق في قرقارش وبئر اسطه ميلاد». وتقع قرقارش على الساحل على بعد سبعة كيلومترات من وسط المدينة، وبئر اسطه ميلاد وهي منطقة زراعية على بعد عشرة كيلومترات منه.