مسيرون ولاعبون قدامى يشيدون بأخلاقه وعلاقته الطيبة مع الجميع انتقل إلى عفو الله اللاعب زكرياء الزروالي، وسلم الروح لباريها في فجر يوم الإثنين إثر مرض مفاجئ لم يمهله. والراحل زكرياء من مواليد 24 ماي سنة 1978 بمدينة بركان، وهناك في هذه المدينة مسقط رأسه، في حي كرابة العليا زنقة بني واكلان، نشأ وترعرع وسار على درب والده اللاعب السابق لفريق نهضة بركان وإخوته المولعين بالرياضة، ومارس الركض رفقة البطل هشام كروج قبل أن يوجهه شقيقه امجيد الى كرة القدم. لعب زكرياء الزروالي لفريق نهضة بركان، ثم انتقل إلى مولودية وجدة، ورصدته عيون تقنيي الرجاء، ونقله مسيروها الى الدارالبيضاء في 18 غشت 2005، وبفضل مستواه الجيد ومؤهلاته الفنية والبدنية سجل حضورا وازنا في صف الدفاع، وأحرز مع الرجاء مجموعة من الألقاب، وتعرض للتوقيف من لدن الكاف في لقاء بأنغولا مع فريق «أنتركلوب» توقيف لمدة سنة، فرض عليه الرجوع الى بلجيكا، واستمر في التحضير ليعود في الصيف الأخير بطموح كبير الى الرجاء، لكن كان على موعد مع النهاية. عاد من رحلة الكامرون مع الفريق وداهمه ألم في البطن ألزمه البيت ثلاثة أيام، وأربعة في المصحة، ويودعنا في فجر الاثنين مخلفا الجميع في خندق الحزن. والزروالي مثال البركاني المغربي الصلب صلابة المشرق الجاد والمشبع بالقيم المغربية الأصلية، والنخوة، جيد وجاد في علاقاته الإنسانية، وبهذه المناسبة الأليمة التقينا مجموعة من الفعاليات الرجاوية وسجلنا الشهادات التالية: صلاح الدين بصير «... كل نفس ذائقة الموت، ولكل أجل كتاب، وقد ودعنا الأخ والصديق زكرياء الزروالي في أجله ونرجو الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جنانه. وفاة زكرياء خلفت أسى عميقا لدى الجمهور الرجاوي ولدى عائلته وأصدقائه، وعرفت الراحل الزروالي عند التحاقه بفريق الرجاء، واستقبلته لأول مرة في محطة القطار، ومنذ تلك المناسبة وأنا أحترمه لحسن أخلاقه وجودة سلوكه، إنه لاعب محترف، طيب، وعلاقته حسنة مع الجميع. إنه لاعب مميز، يجسد قيمة في الفريق، ووجوده في الرجاء لاعبا رسميا يؤكد قوته والدور الذي يقوم به وسط المجموعة، إنه لاعب كبير...». أمحمد فاخر «... رحيل زكرياء الزروالي فاجعة لعائلته الصغيرة وأسرة الرجاء وللرياضة الوطنية، الوفاة مفاجئ وقاسي، لأن الزروالي شاب طموح ومتوهج وعلاقتنا به طيبة، اختار الإلتحاق بفريق الرجاء في فترة انتقاله من مولودية وجدة، وكل مدرب يتمنى أن يكون له لاعب في حجم ومستوى زكرياء الزروالي، ولن أنسى أسلوب لعبه وتحوله في الممر الأيسر من الدفاع الى الهجوم بقوة وذكاء، وهو من أقوى المدافعين في الجهة اليسرى، ومن خيرة ما أنجبت كرة القدم الوطنية على غرار اللاعبين: لمريس، العربي أحرضان، تلقى الدعوة من المنتخب الوطني، وفاجأه قرار توقيفه من الاتحاد الافريقي لمدة سنة، فغادر الوطن ليلتحق بعائلته في بلجيكا وبعد ذلك عاد وحمل قميص الرجاء بترحيب من فعاليات الرجاء، لكن شاء القدر أن يغادرنا في بداية الموسم. تعازينا الحارة إلى عائلة الزروالي وفريق الرجاء والأسرة الرياضية الوطنية...». الدكتور محمد العرصي «... أصيب اللاعب الزروالي بنزلة-وعكة استمرت أربعة أيام، تناول خلالها بعض الأدوية، ونشك أن تكون هي السبب، وتعرض لالتهاب حاد في الكبد، وسببه إما ميكروب وهذا مستبعد، وقد يكون التسمم سببه الأدوية، فالمصاب بنزلة برد يستعمل أدوية لتخفيض الحرارة ومواجهة الألم، وبعض الأدوية (لن أذكر اسمها) يمكن أن تسبب التهابا. والالتهاب الحاد الذي تعرض له زكرياء أثر له على الكبد ثم الكليتين والقلب والمخ. الزروالي قضى أربعة أيام في المصحة من دخوله ووفاته، وكان في حالة حرجة يوم الأحد، تعطلت وظائف الأعضاء المذكورة في جسده (الكبد- الكلي- القلب والمخ)؛ والتوقف الأول لقلبه كان على الساعة الخامسة من صباح الإثنين -عند الفجر- وبعد ذلك انتقل الى عفو الله...». عبد الله غلام «... عند تحملي المسؤولية وجدت الراحل الزروالي ضمن الفريق، ولاحظت أنه إنسان منضبط وجدي، يتفانى في خدمة المجموعة؛ مكانة الزروالي هامة وواضحة في التشكيلة يمارس الكرة بإخلاص ووفاء، وعلاقته ممتازة مع زملائه ومؤطريه...». الحاج عبد السلام حنات الزروالي مثال اللاعب الجاد والمنضبط وأخلاقه رفيعة، لاعب بدون مشاكل، يدرك الحق والواجب، ويكون في الموعد، وسلوكه جعل الجمهور يحبه ويحترمه، وقد خلف حزنا عميقا لدى الجميع وخاصة زملاءه في الفريق...». عبد الحميد الصويري «... الزروالي لاعب جيد لم يتغير ومردوده في تطور مستمر؛ قبل تحملي مسؤولية الرئاسة، تابعته وهو في فريق مولودية وجدة واقترحته على الطاقم التقني للفريق، وتحمست كثيرا لتضمه الرجاء، وتحركت فرق أخرى ترغب في ضمه، والحمد لله أمكن لنا جلبه ليحمل قميص فريق الرجاء؛ وشخصيا سررت كثيرا لانجاح عملية الحاقه بفريق الرجاء، إنه لاعب الواجب، منضبط، تحول من مدينة وجدة الى الدارالبيضاء، ودافع عن مكانه ورسميته في تشكيلة الفريق، يتعامل باحترام كبير. إنا لله وإنا إليه راجعون...».