خلدت دول العالم الخميس الماضي يوم القلب العالمي الذي يصادف ال29 شتنبر من كل سنة، تحت شعار «عالم واحد، بيت واحد، قلب واحد»، وذلك بهدف إذكاء الوعي العام بكيفية الحد، إلى أدنى مستوى، من عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب والشرايين. وبهذه المناسبة، أطلق الاتحاد العالمي لأمراض القلب حملة تهدف بالخصوص إلى التذكير بمختلف الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل الوقاية من أمراض القلب والشرايين، وخاصة على مستوى الأسر، وذلك من خلال تحسيس الآباء بضرورة تنظيم أنشطة في الهواء الطلق واعتماد نظام غذائي متوازن قصد تقليص نسبة احتمال الإصابة لدى أطفالها. وتشمل هذه الحملة المنظمة بتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أنشطة في أكثر من 100 بلد تشمل إجراء فحوص طبية وتنظيم مسيرات ومسابقات في العدو ودورات للحفاظ على اللياقة البدنية وندوات عامة وعروض فنية ومنتديات علمية ومعارض وحفلات غنائية ومهرجانات ومباريات رياضية. وحسب المنظمة الأممية، فإن أمراض القلب والشرايين، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية، تمثل أهم الأمراض الفتاكة في العالم، إذ تحصد أرواح 17.1 مليون نسمة كل عام. وفي المغرب،، تتسبب أمراض القلب والشرايين في ما بين 10 إلى 12 في المائة من مجموع الوفيات المسجلة وطنيا. كما تتهدد عوامل خطر الإصابة بهذه الأمراض عددا كبيرا من المغاربة، إذ يفوق عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم ثلث الساكنة، ويفوق عدد المصابين بداء السكري 3 ملايين شخص، بينما تصل نسبة المرضى بارتفاع الكوليسترول إلى 29 في المائة. وتقوم خطة عمل وزارة الصحة في مجال الوقاية من أمراض القلب والشرايين للفترة ما بين 2008 و2012، بالخصوص، على إنجاز دراسات وبائية في هذا المجال، ومكافحة عوامل خطر ارتفاع ضغط الدم من خلال إدراج مواضيع تربوية في المدارس وتنظيم حملة وطنية سنوية للتحسيس بخطورة هذا الداء، علاوة على تحسين الولوج للعلاجات المرتبطة به. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى إمكانية توقي 80 بالمائة من الأزمات القلبية والسكتات التي تحدث في سن مبكرة وذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام والامتناع عن التدخين. وحسب المصدر ذاته، فإن النظام الغذائي المتوازن يعد ضروريا لصحة القلب والشرايين، وهو يشمل الإكثار من الخضر والفواكه والحبوب غير منزوعة النخالة، واللحوم الخالية من الدهون، والأسماك، والتقليص من تناول الملح والسكر. وفي هذا الإطار، أكدت الأخصائية في علم الحمية والتغذية الأستاذة أسماء زريول، ضرورة الامتناع عن إضافة الملح على المائدة أثناء تناول الطعام، والإقلال منه بقدر الإمكان أثناء تحضير الوجبات، وكذا تجنب الوجبات السريعة. وأضافت الأستاذة زريول في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن للتدخين بدوره تأثيرا سلبيا حيث يعجل تصلب الشرايين ما يتسبب لاحقا في الذبحة الصدرية، مضيفة أن خطر الإصابة بالأزمة القلبية يتقلص فور الإقلاع الشخص عن تعاطيه، ويمكن أن يتقلص بنسبة قد تصل إلى النصف بعد مضي عام على الإقلاع. كما شددت الخبيرة على ضرورة ممارسة النشاط البدني بانتظام باعتباره يساعد في تنشيط الدورة الدموية والحفاظ على ضغط الدم في مستواه الطبيعي، وإنقاص الوزن لدى المصابين بالسمنة، إضافة إلى دوره في التخفيض من نسبة الدهون والكوليستيرول في الدم. ودعت الأستاذة زريول إلى اعتماد تدابير وقائية تساعد في السيطرة على عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين ومن ضمنها المراقبة الدورية لمستوى الضغط الدموي، ونسبة السكر والدهون في الدم.