أكدت كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، لطيفة العابدة، السبت الماضي بالرباط، أن نجاح أي إصلاح تربوي رهين بوضع التصورات السليمة ورصد الإمكانيات اللازمة وتوفير الموارد البشرية الكفأة والمحفزة ونهج نظام الحكامة. وذكر بلاغ لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي توصلت وكالة المغرب العربي بنسخة منه، أن العابدة أوضحت خلال ترأسها، رفقة أحمد اخشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، أشغال اللقاء التواصلي مع الهيئات الممثلة لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، أن «اهتمام الوزارة بهذه الجمعيات لا يدخل في باب إغناء الحقل الجمعوي داخل المجتمع المدني، وإنما يسعى، أساسا، إلى الرفع من مستوى التعاون بين المدرسة والأسرة حتى تتمكن الأسر من الاضطلاع بمهامها التربوية على أكمل وجه والانخراط بشكل أكبر في الحياة السياسية والرفع بالتالي من مردودية المؤسسة التعليمية. وأشارت -حسب البلاغ- إلى أن المكاسب التي تم تحقيقها في هذا المجال تؤكد على «نجاعة توجه الوزارة الرامي إلى نهج حوار قار ومنتظم على مستوى مجالس المؤسسات والمجالس الإدارية للأكاديميات الجهوية، أو على الصعيد المركزي، وهو ما يستدعي التفكير في إغناء هذه الآليات بفضاءات جديدة للتشاور من أجل تطوير أساليب التعاون». ودعت كاتبة الدولة إلى تقاسم رؤية تربوية موحدة تصب في خدمة المصلحة التعليمية للتلميذ، وتعمل على نسج روابط مبينة على التعاون المتبادل بين الأسرة والمدرسة. واعتبرت أن أحسن وسيلة لتفعيل ميثاق العلاقة بين المؤسسات التعليمية وجمعيات الآباء تكمن في النهوض بهذه العلاقة إلى مستوى التعاقد حول أهداف واضحة في صدارتها تأمين الزمن المدرسي وكذلك في تركيز الجهود على المؤسسة التعليمية من خلال العمل على بلورة مشروع المؤسسة.ويهدف هذا اللقاء الذي نظمته وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني لجمعيات الآباء تحت شعار «المدرسة والأسرة تفاعل وتكامل وتعاقد من أجل الارتقاء بالمدرسة المغربية»، إلى تعبئة جميع الفاعلين من أجل تفعيل دور الأسرة في النهوض بالمدرسة المغربية وإعطاء الانطلاقة لسيرورة صياغة مخططات عمل على جميع المستويات في أفق أجرأة ميثاق العلاقة مع جمعيات الآباء، كما سعى إلى دعم العمل التشاركي من خلال كل مكونات مشروع المؤسسة. وأشار البلاغ الى أنه تم خلال هذا اللقاء تقديم عروض حول مشروع المؤسسةوتأمين الزمن المدرسي، فضلا عن تقديم مشروع ورقة تأطيرية تناولت موضوع العلاقة بين الأسرة والمدرسة. كما تميز اللقاء بتنظيم ورشات عمل ناقش من خلالها المشاركون الورقة التأطيرية التي حددت الإجراءات العلمية لإشراك الأسر في تفعيل الاستراتيجية الوطنية لمشروع المؤسسة، وكذا أدوار جمعيات الآباء في تفعيل تدابير الزمن المدرسي، بهدف إرساء تقاسم حقيقي للمجتمع المدرسي مع الأسر في إطار شراكة مبنية على الثقة والاحترام المتبادل والانفتاح على الآخر. وتوج اللقاء ببلورة مجموعة من التوصيات والمقترحات منها، إحداث جائزة وطنية لتحفيز الجمعيات المتميزة وتوحيد القوانين الأساسية للجمعيات، إضافة إلى بلوة مجالات الإشراك الفعلي لجمعيات في مشروع المؤسسة وتدبير الزمن المدرسي وإصدار دليل مرجعي خاص بالجمعيات.