قالت مصادر أمنية بمدينة الداخلة لبيان اليوم إن عدد المشتبه في تورطهم في أحداث الشغب التي أعقبت مباراة كرة القدم، التي جرت الأحد الماضي بالداخلة، بلغ، إلى حدود زوال أمس الخميس، 25 فردا، ألقت مصالح الأمن القبض عليهم عقب عملية تمشيط واسعة. وهو ما أكده بلاغ لولاية وادي الذهب الكويرة، الذي استعرض مراحل الكشف عن المتورطين الذين تم إلقاء القبض عليهم «في إطار مواصلة البحث الذي أمرت به النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالعيون بخصوص أحداث الشغب وما ترتب عنها من ضحايا وتخريب لبعض الممتلكات الخاصة». ووفق مصادرنا بالداخلة، لازالت اليقظة الأمنية متواصلة بمداخل المدينة، وبجل أحيائها، رغم عودة الهدوء واستئناف المواطنين لنشاطاتهم اليومية العادية، وتطلعهم إلى مزيد من المعطيات التي تبرر العنف المبالغ فيه بعد تقديم العناصر التي ألقي عليها القبض إلى العدالة. وترى مصادرنا أن عيون الأمن لازالت ترصد كل وافد على الداخلة، تحسبا لكل الاحتمالات، وترقبا لكل الخيوط التي تمكنها من تفسير حالة الشغب الدامي، خاصة بعد تداول أخبار عن فرضية التدخل الأجنبي. وهي فرضية كغيرها من الفرضيات غير مستبعدة، يقول خالد الناصري الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي أعلن، أول أمس الأربعاء، أن الحكومة الحكومة لا تستبعد أية فرضية في أحداث العنف وأن السلطات تباشر تحرياتها «بدقة وهدوء». وقال خالد الناصري في لقاء صحفي، عقب اجتماع مجلس الحكومة، «إننا نعتقد حتى الآن أن الأمر يتعلق بأحداث شغب مرتبطة بمباراة في كرة القدم»، مشيرا إلى أن الحكومة «لا تستبعد وجود فرضيات أخرى يجب التعامل معها». وأضاف أنه «من البديهي أن ما حصل ليس عفويا، وأن هناك أياد خفية تتحرك من وراء الستار»، موضحا أن الحكومة لن تتهم أي طرف حتى تتوفر لديها العناصر اللازمة حول ملابسات هذه الأحداث. وأضاف أن التحريات القضائية في هذه الأحداث تجري تحت إشراف النيابة العامة بالعيون، مشددا على أن المملكة، التي «تعتبر دولة قانون تتوفر على الشجاعة الكافية لإعلان الإدانة لمن تثبت التحقيقات تورطه ومسؤوليته في هذه الأحداث». وفي بلاغ رسمي أصدرته عقب اجتماعها أول أمس، جددت الحكومة المغربية «استنكارها القوي وشجبها المطلق» لأحداث العنف والأعمال الإجرامية التي شهدتها مدينة الداخلة يوم 25 سبتمبر الجاري، مؤكدة أن مثل هذه الأعمال تتنافى مع القيم النبيلة للشعب المغربي. وأعلنت الحكومة، عقب هذا الاجتماع الذي ترأسه عباس الفاسي، إدانتها الصارمة للذين يقفون وراء تلك الأحداث وترحمها على أرواح الضحايا، مؤكدة حرصها التام على اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية أمن المواطنين وتأمين استقرار المناطق الجنوبية المعروفة بوطنيتها الصادقة وانخراطها في أوراش البناء والنماء التي يعرفها المغرب. وذكر البلاغ بأن مدينة الداخلة شهدت يوم الأحد 25 شتنبر الجاري أحداث عنف على إثر مقابلة لكرة القدم برسم بطولة المغرب هواة جمعت بين الفريق المحلي (مولودية الداخلة) وفريق (الشباب الرياضي للمحمدية). وأضاف البلاغ أن المواجهات المؤسفة التي شهدتها المدينة تطورت لأحداث عنف بين متفرجين ومشجعين ينتمون لأحياء سكنية مختلفة حيث حدثت هذه المواجهات على مراحل وفي نقاط متفرقة انطلقت بالتراشق بالحجارة بين الجانبين بعد الخروج من الملعب. وقد تدخلت قوات الأمن لإرجاع الأمور إلى نصابها، يقول البلاغ، غير أن المواجهات انتقلت إلى بعض أحياء المدينة وبأشكال أخرى تمثلت على الخصوص في تجمهر أشخاص بنقاط معينة ونصبهم لحواجز حجرية واستهدافهم للمواطنين والسيارات بالحجارة وبالأسلحة البيضاء. وأضاف أن هذه الأحداث خلفت من ورائها عددا من الخسائر في الأرواح والممتلكات إذ تم تسجيل وفاة سبعة أشخاص من بينهم عنصران من أفراد القوات العمومية.