احتضنت مدينة طنجة على مدى أيام 16-15 و17 سبتمبر الجاري اللقاء السنوي الثالث عشر حول ثقافة السلم والتربية على السلم، والذي ناقش مواضيع الوساطات والتربية على السلم والتدبير السلمي للنزاعات. اللقاء الذي ارتأت الجهات المنظمة أن يكون محصورا على أهل الخبرة في المجالات المذكورة عرف مشاركة 28 خبيرا أجنبيا يتوزعون على الشكل التالي 23 من إسبانيا (جهة الأندلس وكاطالونيا وإقليم الباسك)، 4 خبراء من أمريكا اللاتينية (خبيران من كولومبيا، خبير من المكسيك وخبير من فينيزويلا) وخبير من جامعة بيزا (إيطاليا)، إضافة إلى عشر ممثلين لمؤسسات مغربية تعني بالتربية وحقوق الإنسان والوساطات. اليوم الأول من اللقاء عرف اجتماع مجموعة البحثHUM-637 التابعة لحكومة الأندلس لمناقشة مختلف أشكال الوساطات، بينما خصص اليوم الثاني لاستطلاع ومناقشة تجربة برنامج حكومة الأندلس للتربية على السلم المدرسة كفضاء للسلم في شقيها النظري والإجرائي. وتجدر الإشارة إلى أن البرنامج الأندلسي قد تم الشروع في العمل به ابتداء من سنة 2002 وهو يضم اليوم شبكة تتكون من 1896 مركزا تربويا و56.340 مؤطرا تربويا، يقومون بتلقين قيم السلم والتأطير البيداغوجي في مجال التدبير السلمي للنزاعات لفائدة 657.000 تلميذ وتلميذة وهو البرنامج الذي يضعه الاتحاد الأوروبي على رأس قائمة أنجح التجارب في مجال التربية على السلم في أوروبا. أما اليوم الثالث فقد خصص لتبادل التجارب والخبرات الإسبانية والمغربية والأمريكولاتينية في المجالات التي تمت الإشارة إليها سابقا. اللقاء أيضا عرف تقديم ومناقشة كتابين في غاية الأهمية كتاب»ثقافة السلم في المغرب، تشخيص ورهانات لمؤلفيه الأساتذة محمد نوري بياطريث مولينا وفرانسيسكو مونيوث (معهد السلم والنزاعات)، وكتاب «المورسيكي» لمؤلفه الأستاذ حسن أوريد وكلا الكتابين توخيا أعمال مقاربة ثقافة السلم على العلاقات المغربية الإسبانية، ماضيا وحاضرا ومستقبلا. - ومن بين النتائج والتوصيات التي كانت كما يلي: أولا: تم خلق مجموعة مغربية تعنى خلال الشهر القادم بوضع أرضية مشتركة لطرحها خلال اللقاء المغربي-الإسباني، الذي سيعقب ذلك من أجل وضع الخطوط الكبرى لاستراتيجية دمج مفاهيم وقيم السلم والتدبير السلمي للنزاعات في المنظومة التربوية المغربية بشقيها النظامي واللا نظامي. ثانيا: نقل هذه المحاور الاستراتيجية إلى خطة عمل من خلال لقاء يعقد في المغرب بعد المصادقة على هذه الخطوط الكبرى. ثالثا: عقد مؤتمر بحضور المقررين في المجال التربوي، لإقرار خطة العمل على المستوى الوطني. رابعا: تكوين المكونين في مجال التربية على السلم والوساطات داخل الفضاء المدرسي والجامعي معتمدين على خبرة وتجربة المؤسسات الإسبانية الشريكة، في مجالي البحث الجامعي والتأطير التربوي. خامسا: خلق شبكة الأندية المدرسية التي تعنى بالتلقين والتأطير البيداغوجي في مجال التربية على السلم، والتدبير السلمي للنزاعات، مع التركيز على دور الوسيط التربوي من داخل وخارج المدرسة. سادسا: خلق شبكة مغربية -مغربية ومغربية- إسبانية للمربين والباحثين في مجال التربية على السلم. كما أشارت التوصية التي تقدمت بها مجموعة البحث الأندلسية الأمريكولاتينية المغربية HUM 637 إلى استعدادها بمعية معهد السلم والنزاعات (جامعة غرناطة) لتقديم خبرتهما، في مجال الوساطات والاستقواء السلمي للمجتمع المدني والحكومات في الدول العربية التي توجد اليوم في وضعية ما بعد النزاع أو داخله، أو لصياغة صمامات أمان للوقاية من السقوط في خانة الفراغ والعنف الذي يعقب فشل التدبير السلمي للنزاعات التي تعتمل في الواقع على المستوى السياسي أو الاجتماعي والثقافي والديني. - لائحة المؤسسات التي تشكل المجوعة المغربية-الإسبانية أكاديمية التربية والتكوين بجهة طنجة-تطوان، أكاديمية المملكة المغربية، الجامعة الدولية للرباط، المشروع الأندلسي «المدرسة كفضاء للسلم»، جامعة الأخوين، جامعة عبد المالك السعدي، جمعية القنطرة لتنمية العلاقات بين المغرب وإسبانيا، جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة، المجلس الأعلى للتربية، معهد السلم والنزاعات IPAZ (جامعة غرناطة)، النسيج الأندلسي للبحث حول السلم والتدبير السلمي للنزاعات RAIPA. كاتب صحافي