*مدينة سلا ترسخ سينما المرأة تبدأ يومه الاثنين 19 سبتمبر ولمدة 6 أيام، فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان «سلا لسينما المرأة»، وتضم المسابقة الرسمية للمهرجان 12 فيلمأ تمثل قارات العالم، وهي أفلام تهتم بجميع القضايا التي تخص المرأة في كل مكان. ومن أهم الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان هذا العام، الفيلم المصري «678» بطولة نيللي كريم، بشرى، باسم سمرة، ماجد الكدواني، إخراج محمد دياب، كما تشارك العديد من الأفلام ومنها، فيلم «أجنبيتا» وهو إنتاج مشترك بين فرنسا وبركينا فاسو، كما يشارك الفيلم الأمريكي» شتاء العظام»، والفيلم الأسترالي «لو»، الفيلم الفرنسي»17 فتاة»، والفيلم السويسري»الغرفة الصغيرة»، الفيلم المغربي « أكادير بومباي». تترأس لجنة التحكيم هذا العام، الكندية لويز بورتال، وتشارك في عضويتها الفنانة المصرية هالة صدقي، والمخرجة الإيرانية مريم خاكيبور، والمنتجة الفرنسية لوسيل هاردزي، والمخرجة المغربية ليلى التريكي. مرة أخرى، وبثبات رصين، وتبعاً لآلية تنظيم قارة وثابتة، ستعيش مدينة سلا أيامها السينمائية الدولية المميزة. تحت عنوان سينمائي متألق وكبير، سينما المرأة. المرأة حين تنتج، وحين تُخرج، وحين تُمثل. المرأة كمبدعة للصورة وللسينما، وأيضاً المرأة كقضية وموضوع ومثال. المثال عنواناً للجمال، أيقونة، والقضية كأحد أبرز مظاهر تجلي التسلط والقمع والتفرد بالقرار والإقصاء، وموضوعاً بما أن العين حين ترى الموضوع الإنساني من خلال المرأة، تختلف وتُخالف بما تضيفه وتلقيه من ضوء جديد بحساسية جديدة بخاصة حين تتأسس على النعومة وعلى تأكيد المساواة وإعلاء شأن الذات كيفما كان جنسها. نورد هذه المقدمة، ونؤكد هذا المعطى، بما أنه كان العنوان الأبرز والراسخ للدورات الأربع السابقة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة في مدينة سلا. وبالتالي تَرسخ كهمّ فني من خلال العروض السينمائية، والنقاشات التي تليها، ومن خلال الندوات والموائد المستديرة التي غالباً ما تسلط العين والفكر على موضوع تتعالق فيه السينما بالمرأة. وهو أمر لا تخفى أهميته في مجتمعاتنا التي لا تزال ذكورية في شتى المجالات، عادة وفكراً وممارسة. والحق أن الدورات السالفة عرفت مشاركة واسعة لجميع الحساسيات الفنية والثقافية المغربية والعربية والدولية، فالمنظمون ومبرمجو المهرجان بما أنهم رجال ونساء ثقافة وعمل جمعوي أصلاً، لا يألون جهداً في استدعاء كل من له مساهمة أساسية في موضوعة المرأة. إخراجاً لأفلام أو تأليفاً لكتب مخصصة أو ممثلاً له باع طويل في مجال التشخيص. ويأتي على رأس هؤلاء المنظمين جمعيةُ أبي رقراق وهي إحدى أكبر الجمعيات المغربية، وتضم شخصيات معروفة في مجال السياسة والثقافة والفن، وعبداللطيف العصادي مدير المهرجان معروف كإطار سينمائي كبير ذي خبرة واسعة في مجال الفن السابع ومجال الثقافة السينمائية والتنظيم والتسيير والإدارة. لكن مع إضفاء مسحة ثقافية كبرى على المهرجان، وعلى مسابقته الرسمية، الشيء الذي يمنح ميداناً لتبادل الفكر، وتخصيب الجدال، وفتح الأبواب أمام الأفكار المختلفة السينمائية والفنية والمجتمعية والتجارب المتعددة. وهو ما يزيد وينمي الإنتاج الفيلمي، ويعضد أواصر التعاون ما بين مختلف السينماتوغرافيات التي تحضره، مع تأكيد المشاركة الأساسية للعنصر النسوي، أو الإلحاح عليه كموضوع. لكن مع التدقيق في أن المهرجان بثيمته هذه يدعو الجميع رجالاً ونساء إلى تكريس حسّ مشاركة مهم. والدورة الخامسة التي ستبدأ فاعلياتها الاثنين المقبل لم تشذّ عن هذه القاعدة الرئيسة. وقد اختارت هذه السنة أن تخصص موضوعة اللقاء عن السينما الأفريقية في التفاتة بالغة الأهمية للقارة العظيمة بالمساحة وبالديموغرافيا وبالثقافات الإثنية المتنوعة لكن التي لا يُهتم كثيراً بمنتوجها الفني والإبداعي، بقدر ما يتم تصوير كل ما تعانيه من مشاكل وقلاقل وويلات. وفي هذا الإطار ستكون دولة بوركينا فاسو هي ضيفة الشرف، وهي الدولة السينمائية بامتياز بمخرجيها الكبار المعروفين دولياً، وبمهرجانها السينمائي قي «وغادوغو»، وبأفلامها المعروفة ومنها خمسة ستعرض خلال أيام المهرجان. وموازاة ذلك تمت برمجة عدد من الأفلام لكل من الغابون والكوت ديفوار وبنين والكونغو الديموقراطية والكاميرون وموريتانيا والسنغال ومالي وتشاد والطوغو والنيجر. كما ستخصص قضايا المرأة والسينما الأفريقيين كموضوع للندوة التي تعقد على هامش للمهرجان. أما المسابقة الرسمية فتضم اثني عشر فيلماً من كل من سويسرا وسلوفينيا وبوركينا فاسو وأستراليا والولايات المتحدةالأمريكية والفيتنام وفرنسا وإيطاليا والنمسا ومصر والمغرب. وهكذا نلاحظ وجوداً قارياً متوازناً. وستتكلف بانتقاء أحسن هذه الأفلام لجنة تترأسها الممثلة والمنتجة والكاتبة الكندية لويز بورتال وتضم في عضويته الممثلة المصرية هالة صدقي إلى جانب نساء من عالم النقد والإخراج والإنتاج والتمثيل. وكالعادة سيكرم المهرجان شخصيات من بينها الممثل المصري المعروف حسين فهمي والحقوقية التركية حليم كونير مؤسسة مهرجان سينما المرأة بأنقرة، والتشكيلية المغربية فاطمة العلوي بلحسن، والحقوقية الإيفوارية ناكي كي سافاني. هذا إضافة إلى تنظيم ورشات كتابة السيناريو وعروض موازية لأفلام مغربية وأجنبية وأفلام وثائقية وأفلام قصيرة. وهكذا نجد دورة معدة بفقرات متنوعة وشاملة لجل ما يمكن أن يضمه المشهد السينمائي الاحتفالي، وما المثابرة التي تنبئ عنها إلا دليل على علامات نجاح مستقبلي أكيد. فسلا هذه المدينة التي تتعملق يوماً بعد يوم بالبنيان المترامي، تتجاوز أسوارها العتيقة ومدينتها القديمة بشقيها الروماني والأندلسي، كي تجدد انخراطها الحداثي مضيفة لمسة أخرى للحاضرة الحالية. أبواب سلا مفتوحة ومشرعة للألق والبهاء ما دامت السينما تعرض وتحتفي بنفسها وأناسها في قاعة هوليوود الجميلة. * المدير عبد اللطيف العصادي من عناصر النجاح المستمر لمهرجان سلا السينمائي الدولي لا يجادل أحد في الدور الذي لعبه ويلعبه عبد اللطيف العصادي، مدير المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، في انطلاق واستمرارية هذه التظاهرة الفريدة من نوعها ضمن خريطة المهرجانات السينمائية المنظمة ببلادنا. فالرجل يجر وراءه تجربة طويلة في تدبير الشأن السينمائي تنظيميا، إداريا وثقافيا، راكمها داخل وخارج مؤسسة المركز السينمائي المغربي، التي يشغل بها حاليا وظيفة المساعد الأول للمدير العام لهذا المركز والمسؤول عن خزانتة السينمائية، وله شبكة واسعة من العلاقات مع مختلف الفاعلين السينمائيين من مخرجين وممثلين وتقنيين ونقاد وصحافيين وجمعويين وغيرهم. لا يتردد في استدعائهم للإفادة والاستفادة بغية الدفع بالمهرجان الذي يشرف على إدارته إلى جانب جمعية أبي رقراق وشركائها، إلى الأمام. إن تمكنه من تقنيات التدبير المحكم وعقليته المتفتحة وروحه المرحة وإيمانه بجدوى العمل الجماعي وديبلوماسيته في التعامل مع الناس هي السر في نجاح كل التظاهرات التي يشارك في الإشراف عليها وعلى رأسها مهرجان سلا. فتحية لهذا الرجل الخدوم وتحية لكل جنود الخفاء الدين يعملون إلى جانبه بمناسبة افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة بفضاء هوليود السينمائي والثقافي.