إصرار على السعي نحو توحيد الصفوف استعدادا للانتخابات ولما بعدها عقدت أحزاب الكتلة الديمقراطية، أول أمس الخميس، اجتماعا تنسيقيا جرى خلاله تدارس الوضع السياسي العام في البلاد وآفاق العمل المشترك في أفق انتخابات الخامس والعشرين من نونبر القادم. وتم خلال هذا اللقاء الاتفاق على تشكيل لجينة، تضم عضوين من كل حزب، ستقوم بتهييء خارطة الطريق وتحرير بيان مشترك يتضمن العديد من الإجراءات العملية، من بينها حث المواطنين على المشاركة المكثفة في الانتخابات المقبلة، والبحث في إمكانية تقديم ترشيحات مشتركة في بعض الدوائر، على أن تقدم حصيلة عملها في اجتماع يوم الثلاثاء القادم تقرر أن يحتضنه المقر المركزي لحزب التقدم والاشتراكية بالرباط .. وأفادت مصادر من الأحزاب الثلاثة (الاستقلال، الاتحاد الاشتراكي، والتقدم والاشتراكية) أن وتيرة عمل الكتلة ستعرف تسارعا هاما خلال الأيام القليلة القادمة للنظر في حزمة من القضايا منها البرنامج الانتخابي والتقطيع الانتخابي والقوانين الانتخابية والترشيحات المشتركة، وذلك تحت الإشراف المباشر للأمناء العامين الذين قرروا عقد اجتماعات أسبوعية دورية. كما أفادت مصادرنا أن الأحزاب الثلاثة، التي مثلها في اجتماع أول أمس كل من احمد سالم لطافي وأمين الصبيحي عن حزب التقدم والاشتراكية، وفتح الله ولعلو وعبد الواحد الراضي عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعباس الفاسي وسعد العلمي ومحمد السوسي عن حزب الاستقلال، تسير بخطى حثيثة نحو اتخاذ قرار المشاركة مجتمعة في الحكومة القادمة، أو النضال مجتمعة خارجها (أي في المعارضة). واعتبر أحمد سالم لطافي عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في تصريح لبيان اليوم، أن اجتماع أول أمس يعتبر، من جهة، عاديا لكون مكونات الكتلة، بما لها من عمق تاريخي وسياسي ونضالي، اعتادت عقد مثل هذه الاجتماعات وإن بشكل منقطع، لكنه يعتبر، من جهة أخرى وفي الآن نفسه، اجتماعا على قدر كبير من الأهمية، لكونه تطرق لقضايا ترتبط بالمنعطف الحاسم الذي تجتازه البلاد، واتخذ قرارات حيوية ترتبط بالمحطات القادمة، وعلى رأسها إمكانية الترشيحات المشتركة التي قد تطال باقي أحزاب اليسار. وفي سياق ذي صلة، فإن «الأحزاب اليسارية» عقدت، هي الأخرى، على مستوى اللجنة التقنية المنبثقة عن الاجتماعات التنسيقية السابقة، في اليوم ذاته، بمقر حزب التقدم والاشتراكية، اجتماعا تم خلاله التداول في إعداد أرضية لندوة كبرى يرتقب تنظيمها حول موضوع «أي مشروع لليسار في المغرب؟»، فضلا عن إعداد خطة عمل مشتركة للخطوات التنسيقية القادمة والتي تحدد بدقة صيغ مواكبة تحديات الاستحقاقات القادمة، وسبل مواجهة التحالفات الجديدة في المشهد السياسي. وقال مصطفى عديشان عضو اللجنة المذكورة وعضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في تصريح لبيان اليوم، إن الأرضية ستكون جاهزة يوم الجمعة القادم وسيتم، بعد مناقشتها والمصادقة عليها، عرضها على الأمناء العامين للأحزاب الخمسة الذين سيحددون تاريخ ومكان انعقاد الندوة الكبرى. وإلى حدود اجتماع أول أمس، لم يتمكن اليسار من خلق الحدث المتمثل في حضور كل مكوناته إلى طاولة الاجتماع. فالأحزاب التي لبت النداء هي نفسها التي حضرت الاجتماع الأول الذي احتضنه منزل الدكتور عبد المجيد بوزوبع والاجتماع الثاني الذي انعقد بمنزل التهامي الخياري وهي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب التقدم والاشتراكية، وجبهة القوى الديمقراطية واليسار الأخضر، والحزب الاشتراكي. ولم يخل اجتماع لجنة المتابعة، حسب مصدرنا، من دعوة إلى ضرورة النظر في أرضية الأحزاب التي لم تلتحق بالركب. كما لم يخل الاجتماع من شد وجدب وتفاعل غني بين ممثلي الأحزاب الخمسة، وقد أفرزت حدة النقاشات، حسب مصدرنا، قناعات لدى ممثلي الأحزاب الخمسة بوجود إرادة في استمرارية العمل المشترك، ليس فقط بارتباط مع ظرفية الانتخابات، بل أيضا وأساسا بارتباط مع حاجيات البلاد لدور اليسار الطلائعي لمرحلة ما بعد الدستور الجديد ولعطاءات هذا اليسار الذي ستظل أبوابه، حسب تصريح للتهامي الخياري، مفتوحة في وجه باقي مكوناته.