ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحو الزيادة في إنتاج السلاسل الفلاحية بمياه أقل
نشر في بيان اليوم يوم 23 - 02 - 2023

INRA يوصي باعتماد تقنية النانو لمواجهة إكراهات ندرة الموارد المائية
يولي جلالة الملك محمد السادس أهمية خاصة لموضوع التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال، نظرا لما تشكله من أهمية في تحسين حكامة مختلف برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، لهذا يقدم توجيهاته في كل مناسبة من أجل تقوية نجاعة مختلف البرامج المنصبة في هذا الإطار، علما أن النموذج التنموي الجديد، أوصى أيضا، بضرورة جعل الرقمنة العمود الفقري للتنمية الاقتصادية.
ودأبت وزارة الفلاحة في السنوات الأخيرة، على تنظيم لقاءات ومعارض خاصة بالتكنولوجيا الفلاحية، من قبيل "أيام تكنولوجيا المعلومات في الفلاحة" الذي وصل إلى النسخة الثالثة.
وتشكل هذه اللقاءات فرصة لتبادل الخبرات بين الخبراء والمشاركين من داخل وخارج المغرب، من أجل التواصل حول المستجدات والتكنولوجيات الجديدة من قبيل صور الأقمار الصناعية، والبلوكشين، والذكاء الاصطناعي، والأجهزة المتصلة، والطائرات بدون طيار (الدرون)، إضافة إلى كونها مناسبة لاستكشاف فرص عمل وشراكات جديدة في هذا المجال.
وتم التوقيع في معرض "أيام تكنولوجيا المعلومات في الفلاحة" بمكناس، الذي افتتح يوم 13 يناير 2023، على ست اتفاقيات شراكة بين القطب الرقمي وعدد من المؤسسات والشركاء الاستراتيجيين، والتي تعتبر مهمة وحاسمة في مستقبل المجال الفلاحي بالمغرب، نظرا لوزن المؤسسات الاستراتيجية الموقعة عليها.
وتهدف الاتفاقية الأولى التي تم إبرامها مع المعهد الوطني للبحث الزراعي إلى تسهيل أعمال البحث والتطوير والابتكار وخدمات نقل التكنولوجيا في مجالات رقمنة القطاع الفلاحي ومتابعة الجفاف، لا سيما من خلال تبادل وتوفير البيانات والمنصات والموارد البشرية والمادية.
وتتعلق الاتفاقية الثانية الموقعة مع المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية بإنشاء آليات لتشغيل محطات الأرصاد الجوية التابعة للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية وتثمين بياناتها لصالح منصات الاستشارة الفلاحية ومرصد الجفاف وبرامج البحث والتطوير للقطب الرقمي.
كما تم توقيع اتفاقيتين مع القطب الفلاحي للابتكار بمكناس (AGRINOVA) و"تكنوبارك". وتهدف هذه الاتفاقيات إلى تحديد شروط وأحكام التعاون في مجالات الفلاحة الرقمية والفلاحة 4.0 ووضع الآليات اللازمة لتسهيل الاتصال بين الشركات الناشئة والمكونات الرئيسية لقطاع الفلاحة.
وتهدف الاتفاقية الخامسة الموقعة مع شركة "ABA TECHNOLOGY" إلى تحديد إطار الاتفاق بين الأطراف ومبادئ شراكتهما، وبشكل عام إلى إضفاء الطابع الرسمي على الالتزامات المتبادلة، خصوصا في مجال الفلاحة 4.0.
وتروم الاتفاقية السادسة الموقعة مع الجامعة الأورومتوسطية بفاس تحديد سبل التعاون بين الطرفين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما من حيث التكوين والبحث العلمي والتقني وتقاسم المعلومات والمعرفة.
التدبير المعقلن للماء في القطاع الفلاحي
إن المغرب على وعي منذ العديد من السنوات، بأهمية الحفاظ على الماء، من خلال التدبير المعقلن في القطاع الفلاحي، وكشفت وزارة الفلاحة أنه تم إحراز تقدم مهم من خلال تجهيز أزيد من 750 ألف هكتار بتقنيات الري الموضعي الموفرة للمياه.
وأوضحت الوزارة على لسان الكاتب العام رضوان عراش، في افتتاح أشغال المناظرة الدولية العاشرة حول الري الموضعي، تحت شعار "الري الموضعي في عصر الابتكار التكنولوجي والتحول الرقمي"، التي نظمت بمدينة الداخلة ما بين 25 و27 يناير الماضي، (أوضحت) أن الاستراتيجيات الفلاحية لمخطط المغرب الأخضر 2008-2020 والجيل الأخضر 2020-2030، جعلت من التحكم في استخدام المياه بالقطاع الفلاحي في صلب التدابير المعتمدة.
ومكنت تقنيات الري الموضعي في القطاع الفلاحي، من مواجهة إكراهات ندرة الموارد المائية، ورفع التحدي المتمثل في زيادة الإنتاج بمياه أقل وبطريقة تنافسية ومستدامة.
وفي هذا الإطار، حددت استراتيجية الجيل الأخضر لنفسها، هدف مضاعفة القيمة المضافة لكل متر مكعب من الماء في أفق سنة 2030، من خلال الاستفادة من مكتسبات مخطط المغرب الأخضر ومواصلة تعزيز تقنيات الري الموفرة للمياه، لا سيما أنه تم تعميم تقنيات الري الموفرة للمياه على مجموعة من الأراضي المخصصة للزراعة في إطار مخطط المغرب الأخضر.
وتشدد وزارة الفلاحة، على ضرورة تكيف الفلاحين مع التغيرات المناخية والتخفيف من آثارها بفضل ترشيد استعمال المياه لضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة، علما أن تقنية الري الموضعي تمكن من توزيع المياه بدقة ونجاعة، والتحكم في الموارد من الأسمدة وتحسين نمو النباتات.
وراكم المغرب خبرة مهمة في مجال تصميم وتنفيذ واستغلال مشاريع الري الموضعي، حيث أصبح يتوفر على نسيج من الشركات النشطة والمهمة في سلسلة قيمة الري الموضعي بأكملها، من تصنيع المعدات إلى تركيبها واستغلالها وتقديم المشورة بشأن الري.
وبخصوص كفاءة الموارد البشرية المغربية في تدبير هذه القنوات المائية المستدامة في القطاع الفلاحي، تشير وزارة الفلاحة إلى أن "بلادنا تتوفر على منظومة مقاولات متنوعة، بعض منها له نطاق دولي"، كما تزخر بالكفاءات والابتكارات التي تساهم في نشر تقنيات الري الموفرة للمياه، ورفع التحدي المتمثل في فلاحة أكثر إنتاجية ومقاومة للتغيرات المناخية.
وينخرط المغرب في الاستراتيجية الدولية للري وصرف المياه 2030، كما جميع دول العالم، من أجل تقديم حلول قائمة على التقنيات الجديدة لرفع تحديات التغيرات المناخية التي تواجه كوكب الأرض.
ويضع المغرب على رأس أجندة هذه الاستراتيجية، مسألة زيادة الإنتاج بمياه أقل، ذلك أن هذا التحدي تخوضه جميع الدول التي تحاول أن تتكيف مع التغيرات المناخية، بناء على ما توفره التقنيات الجديدة والمقاربات الرقمية المطورة في مجال الري الموضعي.
ويشدد الخبراء المختصين في البيئة والتغيرات المناخية، على ضرورة مواكبة الحكومات لما يتم اختراعه في مجال التكنولوجيا، لاستغلالها في تدبير مياه الري، بهدف الحفاظ على جودة منشآت التهيئة المائية والهيدرو فلاحية لتدبير معقلن للمياه.
وتشدد وزارة الفلاحة المغربية، على ضرورة الزيادة في إنتاج القطاع الفلاحي، بالاعتماد على نفس الكميات من المياه، نظرا للحاجة الكبيرة إلى ضمان الأمن الغذائي الذي بات الهاجس الأكبر لدى جميع حكومات الدول، ولا يمكن أن يحصل ذلك إلا من خلال زيادة نجاعة استخدام المياه، وكذا تحديث أنظمة الري، بناء على ما توفره الحلول المبتكرة التي ينتجها الخبراء المعلوماتيون الذين باتوا يقدمون حلولا من أجل الحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان استدامته، فضلا عن الزيادة في المنتجات الفلاحية والزراعية.
تطوير الشركات في القطاع الفلاحي
ويواصل المغرب الاشتغال مع شرائكه في تطوير القطاع الفلاحي، من قبيل التعاون المحرز في مجال مياه الري مع البنك الأوروبي للإنشاء والتنمية، حيث استقبل محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في 16 فبراير الماضي، أوديل رينو-باسو، رئيسة البنك الأوروبي للإنشاء والتنمية، وناقشا معا التعاون بين المغرب والبنك في المجال الفلاحي.
وقال محمد صديقي في تصريح صحافي عقب اللقاء، إن المحادثات شملت بالخصوص مواضيع مياه الري، وتحديدا تحديث قنوات الري، وتحسين نجاعة الري من خلال تطوير الري المقتصد للمياه. وأكد أن المناقشات تركزت خلال هذا الاجتماع أيضا على توزيع المواد الغذائية والفلاحية وتسويقها، عبر تحديث قنوات التوزيع والأسواق ولا سيما البيع بالجملة.
من جهتها، شددت أوديل رينو-باسو على أن البنك الأوروبي للإنشاء والتنمية منخرط بقوة في المغرب، عبر تمويل 94 مشروعا بأكثر من 4 مليارات أورو، مبرزة أنه طور مشاريع في المجال الفلاحي، لا سيما في ما يتعلق بمياه الري. وتابعت المسؤولة "نطمح إلى مواصلة هذا التعاون في مجموعة من القضايا المرتبطة بالفلاحة، والولوج إلى الماء، وتحلية المياه وكذا تنظيم الأسواق الزراعية".
اعتماد تقنية النانو في الري
يحمل المعهد الوطني للبحث الزراعي (INRA)، على عاتقه مهام كبيرة، تتمثل في تقوية بحثه من أجل التحسين الوراثي والبيوتكنولوجي، حيث يتوفر على وحدة بحث خاصة بهذا الشأن في مختلف فروعه الجهوية.
وتتوخى هذه الوحدة، تطوير الأصناف الجديدة من الحبوب والبقوليات الغذائية والأشجار.. التي تتكيف مع الظروف المناخية للمناطق القاحلة وشبه القاحلة، والتي تتمتع بإمكانيات محصولية عالية، ومقاومة أو تحمل للأمراض والحشرات والأمراض والجفاف.
إلى جانب ذلك، تعتبر هذه الوحدة البحثية، المسؤول عن تقييم وتوصيف العدة الجينية، حيث يضمن جمع وحفظ البلازما الجرثومية وتبادلها مع برامج البحوث الوطنية والدولية من خلال بنك الجينات الخاص به.
ومن جهة أخرى، يعمل INRA على نقل التكنولوجيا لخدمة التنمية الفلاحية، استنادا إلى مصاحبة الهياكل التنموية والمهنية، الفلاحين، الجماعات المحلية، المنظمات غير الحكومية، فضلا عن تعزيز وتشجيع التكنولوجيا الجديدة عبر مواكبة المشاريع التنموية، وتثمين إنتاج أهم القطاعات.
وأوصى المعهد الوطني للبحث الزراعي، في تقرير أنشطته برسم سنة 2021، أن إنتاج الحبوب يمكن أن يرتفع بشكل ملموس إذا تم اللجوء إلى الري بتقنية النانو. وهو ما سيقلص من كميات المياه المستخدمة، ناهيك عن الزيادة الملحوظة في إنتاج الحبوب نتيجة استخدام هذه التقنية (الري على نطاق صغير بأنابيب مدفونة ومسامية) مقارنة بالري بتقنية التنقيط.
ويوضح المعهد في تقريره، أن تآكل التربة والتلوث والتصحر تبقى من بين المشاكل الرئيسية التي تهدد الإنتاجية والتي تتسبب فيها الأنشطة الزراعية القائمة على الحرث المكثف، مسجلا أن الأوساط العلمية تقترح بدائل تركز على التقليل من الحرث وتناوب المحاصيل بشكل مناسب وتدبير المخلفات الزراعة.
ويعطي المعهد الوطني للبحث الزراعي الأفضلية للممارسات الزراعية الجيدة، لا سيما في مجال البذور والغراسة، التي تحدد في الوقت نفسه حجم الإنتاج والجودة التكنولوجية والتجارية للمحاصيل. وفي هذا الصدد، يهدف المعهد إلى تعزيز نظم الإنتاج المستدامة ويدعو إلى التدبير عن طريق التوقع وكذا استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات.
المغرب يصدر 2.3 مليون طن من الخضر والفواكه
أعطى التطور الذي شهده القطاع الفلاحي بالمغرب نتائجه الإيجابية، سواء على مستوى تأمين الغذاء وطنيا، أو الرفع من حجم وقيمة صادرات البلاد من الخضر والفواكه نحو الأسواق الخارجية، والتي بلغت 2.3 مليون طن خلال سنة 2022، بمعدل نمو سنوي وصل إلى 10 في المائة، استنادا إلى معطيات وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.
ومس هذا النمو الذي شمل جميع فئات المنتجات وجميع الوجهات، صادرات الفواكه الحمراء التي ارتفعت بمعدل 20 في المائة، ذلك أنها بلغت 131 ألف و900 طن، وكذلك الأمر بالنسبة لصادرات الحوامض التي سجلت نموا ملحوظا، خاصة نحو السوق الأمريكية (2,2x).
وفيما يتعلق بالمنتجات الفلاحية المصنعة، فقد سجلت صادراتها زيادة بنسبة 5 في المائة من حيث الحجم و19 في المائة من حيث القيمة، برسم سنة 2022 مقارنة ب 2021. من جانبها، سجلت صادرات زيت الزيتون نموا بنسبة 85 في المائة من حيث الحجم و49 في المائة من حيث القيمة.
وهذه الأرقام لم تتحقق من العدم، بل هي نتيجة الإعداد الجيد للموسم الفلاحي 2021-2022، في إطار السياسة الشاملة لوزارة الفلاحة التي أصبحت على وعي بأهمية الرفع من الإنتاج، عبر دمج مختلف الخبرات البشرية والوسائل التكنولوجية.
وفي هذا الصدد، يتم توفير مدخلات الإنتاج الفلاحي بكميات كافية للفلاحين من أجل تغطية حاجياتهم من البذور المختارة المدعمة، بالإضافة إلى مواكبة الفلاحين والمستثمرين، وكذلك توسيع المساحات المغطاة بالتأمين الفلاحي، وتعزيز التمويل الفلاحي مع الشركاء في القطاع العام والخاص.
ويعزى هذا الأداء أيضا كما سبق وأن ذكرنا، إلى الاستراتيجيات طويلة الأمد التي تهدف إلى جعل القطاع الفلاحي، رافعة ذات أولوية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمغرب.
وتتيح استراتيجية "الجيل الأخضر" 2020-2030، جيلا جديدا من آليات المواكبة من أجل مهننة الفلاحة، عبر إصلاح برامج الإرشاد الفلاحي، وتعميم الخدمات الفلاحية الرقمية، وتعزيز مشاريع الجيل الجديد من الفلاحة التضامنية.
منصات الصناعة الغذائية
والحديث عن دينامية الإنتاج الفلاحي الوطني، يجرنا إلى سياسة تطوير المنصات الصناعية الخاصة بالصناعة الغذائية، حيث عملت وزارة الفلاحة على تهيئة العديد من الأقطاب الفلاحية بكل من مكناس وبركان وتادلة وسوس باعتبارها جيلا جديدا من المحطات الصناعية المندمجة المتخصصة في الصناعات الغذائية.
وتشير المعطيات التي حصلت عليها جريدة بيان اليوم، أن المساحة الصافية المجهزة بهذه الأقطاب تبلغ 253 هكتارا، فيما بلغ عدد المشاريع المسوقة 294 مشروعا، وذلك في إطار استراتيجية تروم خلق إطار ملائم لاندماج مجموع سلاسل القيم الفلاحية والرفع من مردوديتها.
ووعيا بأهمية تقوية الصناعة الغذائية بالبلاد، لتحقيق الأمن الغذائي الاستراتيجي، لا سيما في ظل الاضطرابات بين الفينة والأخرى في الأسواق الخارجية، تستمر وزارة الفلاحة في سياسة تقوية البنية التحتية لهذه الصناعة، حيث سيتم التوقيع على الاتفاقيات المتعلقة بقطبي الغرب والحوز، وإطلاق أشغال التهيئة والدراسات التقنية المتعلقة بأشغال بناء أقطاب الجودة، ومواصلة أشغال تهيئة قطب اللوكوس، وإطلاق أشغال بناء قطب الجودة، ومواصلة وإتمام الأشغال وعملية تسويق أقطاب مكناس وبركان وتادلة وسوس، وكذا بناء الوحدات.
وتتوقع المندوبية السامية للتخطيط أن يحقق الاقتصاد الوطني نموا بمعدل 3.3 في المائة سنة 2023، مقابل 2.3 في المائة المسجلة خلال العام الماضي. والرهان يظل معقودا على القطاع الفلاحي، باعتباره أكثر الأنشطة مردودية بالمغرب، خصوصا إذا كان الموسم متوسطا، خلال فصلي الشتاء والربيع، أخذا بعين الاعتبار مخاطر عودة شبح الجفاف، رغم هطول أمطار غزيرة نسبيا خلال شهر دجنبر 2022، وبداية شهر يناير وفبراير.
ولم تفت المندوبية السامية للتخطيط في تقرير لها، الإشارة إلى حاجة المغرب لتعزيز قوة قطاعه الفلاحي، انطلاقا من إعادة صياغة الاستراتيجية التنموية للقطاع الفلاحي من أجل ضمان السيادة الغذائية والحفاظ على البيئة وتحسين دخل المزارعين المتأثرين بشدة بتوالي سنوات الجفاف.
وتبقى أرقام المقاولات الناشطة في القطاع الفلاحي، صامدة في وجه الأزمة الاقتصادية الناتجة عن تداعيات جائحة كوفيد 19 والتحولات المناخية والجيو-سياسية خصوصا الأزمة الروسية-الأوكرانية، التي أثرت على مردودية المحاصيل والسلاسل الحيوانية، بفعل ارتفاع تكاليف الطاقة والأسمدة وأعلاف الماشية.
أحمد رحو رئيس مجلس المنافسة
الرقمنة أصبحت حاسمة في تحسين الإنتاج الفلاحي
يرى أحمد رحو، رئيس مجلس المنافسة، أن للتكنولوجيا الرقمية مجموعة من الأدوار الحاسمة في تحسين الإنتاج الفلاحي في المغرب، من خلال اعتماد البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي.
وقال أحمد رحو في تصريح لجريدة بيان اليوم، إن التكنولوجيا واكبت الفلاحة على الدوام منذ الثورة الصناعية، مؤكدا على العرض الرقمي في سوق الشركات والمقاولات الناشئة في هذا المجال.
وأصبحت الحاجة ملحة إلى اعتماد التكنولوجيا والبرامج المعلوماتية الرقمية، في القطاع الفلاحي بالمغرب، بحسب رحو، نظرا للظروف الصعبة التي تواجه مهنيي القطاع، خصوصا فيما يتعلق بالمخاطر المناخية والإنتاج، والتسويق، وتوافر المدخلات، والأمراض.
ومن جهة أخرى، دعا رئيس مجلس المنافسة، إلى ضرورة تعزيز البنية التحتية للقطاع الفلاحي باعتماد الوسائل التكنولوجية، خصوصا في الشق المتعلق بتدبير المياه في مختلف الأنشطة الخضراء، من أجل ضمان استدامة هذا المورد الحيوي، إلى جانب توفير الأمن الغذائي لفائدة المواطنين المغاربة.
محمد زاز المدير العام لمقاولة OLEATECH
استخدام التكنولوجيا مكننا من مراقبة الضيعات الفلاحية على مدار الساعة وتدخلاتنا أثناء الخطر باتت سريعة وفعالة
قال محمد زاز المدير العام لمقاولة "OLEATECH" المتخصصة في مجال الرقمنة والتكنولوجيا الفلاحية: "إن المقاولة مختصة في ضيعات الزيتون على مستوى كافة التراب الوطني، ونعمل في المجال منذ سنة 2006″، مؤكدا أنهم قاموا بتسيير أكثر من 3600 هكتار عبر المغرب في مناطق مختلفة مثل الفقيه بنصالح، قلعة السراغنة، مراكش، فاس، ومكناس.
وتابع محمد زاز في تصريح لجريدة بيان اليوم، أنهم يوفرون لزبائنهم مجموعة من الخدمات، من بينها الخدمات الأساسية المرتبطة بجني الزيتون، حيث يعتمدون على آليات ميكانيكية حديثة في عملية الجني، كما يعملون على مساعدة الضيعات في التسيير والخدمات، وإمدادها بالآلات الفلاحية العصرية والمتطورة.
وأوضح زاز أنهم يمثلون الجيل الثالث في ميدان تسيير ضيعات الزيتون، مشددا أن الرقمنة لها قوة إضافية في تسيير الضيعات، خاصة الضيعات الكبرى، مستطردا: "كي تسير ضيعتك وتراقبها في كل وقت لا يوجد أي بديل عن الرقمنة التي ستمكنك من الحصول على صورة كاملة عنها، هذا هو التغيير الأساسي الذي عشناه نحن كمسيرين للضيعات، ففيما سبق كان لزاما علينا أن نعتمد على خبرة الكثير من الموارد البشرية التي كان من اللازم تواجدها في الميدان، وتنقلها من منطقة لمنطقة أخرى في الضيعة لإعطائنا المعلومات الكافية والتي قد تكون أحيانا غير مضبوطة أو مكتملة، لكن مع الرقمنة والآلات التكنولوجية الحديثة وعن طريق استعمال تطبيق Greenfield أصبحنا نستطيع معرفة ما يقع تحديدا للضيعة بأكملها مما يمكننا من مراقبتها على مدار الساعة، ومعرفة ما إذا كان هنالك مشكل تقني أو خطر معين ناجم عن هجوم حشري أو غير ذلك من الأخطار حتى يكون تدخلنا للمعالجة متسما بالسرعة والفعالية اللازمين".
وتابع المتحدث ذاته: "كي نفهم نجاعة هذه التقنية التي تعتمد على تطبيق Greenfield، عن طريق تصوير الأقمار الاصطناعية، التي تعطيك بدقة المعلومات الدقيقة والصور الواضحة التي لا يمكن اكتشافها أو رؤيتها بالعين المجردة، بحيث تمكننا من تقييم وضعية كل جزء من الضيعة، فمثلا في حالة هجوم حشرة ما أو حدوث مرض يصيب أشجار الزيتون، بمجرد أن يبدأ الخطر سواء كان هجوما للحشرات أو وباء يتم رصده في الحال من قبل هذه التقنية التي كما أسلفنا الذكر تمتاز بسرعة وقوة استشعار صناعي فعال يمكن من نقل كل الصور والمعطيات، من أجل التدخل في الوقت والمكان المناسبين".
وتابع المصدر ذاته، أنه من بين الأمور الكثيرة التي ساهمت فيها هذه التقنية الحديثة، هو الكشف عن الخلل بأجهزة الري، وبالتالي الحفاظ على المياه وعدم تبذيرها، وإصلاح الأعطاب، على وجه السرعة.
وأشاد مدير مقاولة "OLEATECH" ونوه بفعالية هذه التقنية، وما تقدمه من معلومات ميثولوجية (الأحوال الجوية، حرارة الشمس، سرعة الرياح…)، مشيرا إلى أن جميع هذه المعلومات يتم الاستفادة منها وإدخالها في "لوغاريتمات" التطبيق ليقوم بتحليلها، مضيفا في حديث للجريدة: "التطبيق والحلول التي يقدمها، تساهم أساسا في ترشيد استهلاك الماء، واقتصاد أكثر من 30 في المائة من المياه وبالتالي المساهمة في ترشيد استهلاك المياه والمحافظة عليها خصوصا وأننا نعيش مؤخرا تحولات مناخية للأسف أدت إلى نقصان مخزون الفرشة المائية ومخزون السدود ببلادنا".
واعتبر محمد زاز، أنه رغم أهمية الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة في تطوير الفلاحة وتحسين جودة الإنتاج، إلا أن حضور الموارد البشرية بخبرتها وتكوينها في المجال ضروريين، مبرزا أن الآلات والتطبيقات تساعدك فقط في تقديم المعلومات الضرورية، لكن إذا لم يكن هناك خبراء وتقنيون متخصصون في المجال يفهمونها ويحسنون استعمالها، لن نتمكن من الاستفادة منها على الوجه الأكمل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.