انتهت المهلة التي حددتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بالنسبة لأندية القسم الأول في ما يتعلق بالإنتدابات، والتي أسدل الستار عليها ليلة أول أمس الثلاثاء دون أن تحمل بعض المفاجآت كما هو الشأن خلال بداية هذه المرحلة والتي عرفت اكتساحا من طرف فريق الوداد البيضاوي الذي ظل وفيا لعادته من خلال استقطاب الأسماء الوازنة. وشهدت الأيام الأخيرة انتفاضة فريق المغرب الفاسي والرجاء البيضاوي والجيش الملكي، في ما اكتفت بعض الأندية الأخرى بالتفرج على ما يجري في سوق الإنتقالات بسبب الأسعار المرتفعة لصفقات اللاعبين في أول بطولة احترافية، وإن كانت هذه الصفقات الباهضة التكلفة تعود بالأساس إلى الوكلاء (السماسرة) الذين تحكموا في هذه السوق كما يحلوا لهم. ويمكن القول أن هؤلاء الوكلاء يعملون بمنطق من يدفع أكثر هو من يفوز بهذا اللاعب أو ذاك، وقد تبين ذلك عبر العديد من الصفقات، ذلك أن أندية معينة صرفت مبالغ كبيرة في استقطاب بعض الأسماء اللامعة والتي يتوخى من وراء التعاقد معها إلى تقديم الإضافة المرجوة. وإذا كان فريق الرجاء البيضاوي قد تلقى انتقادات كبيرة من طرف أنصاره ومحبيه بسبب ضعف انتداباته والتي لم تتعد الثلاثة في بداية الموسم، مما جعله يعيش بداية كارثية في كل الواجهات التي ينافس عليها خصوصا منافسات دوري عصبة أبطال إفريقيا، فإنه تدارك الموقف في الأسبوع الأخير من الميركاتو الشتوي، حيث تعاقد مع أسماء قد تساعد الفريق من الخروج من دوامة النتائج السلبية، نذكر منها عبد الحق أيت لعريف، حسام الدين الصنهاجي، الحسن يوسوفو وإدريس بلعمري، إضافة إلى الربان الجديد فتحي جمال. فالغرض من وراء هذه التعاقدات حسب البعض، هي كونه مسكنات لتهدئة الأوضاع المندلعة داخل البيت الرجاوي، إذ يطالب أنصار ومحبو القلعة الخضراء بتنحي الرئيس حنات، والبحث عن ربان جديد لسفينة الفريق لكي يبحر بها نحو الآمان. أما المغرب الفاسي الذي يعيش موسم متميزا من خلال مشواره الناجح في منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقية، فقد استطاع أن يتعاقد مع لاعبين متميزين من أجل تعزيز التركيبة البشرية التي تنافس على أكثر من مواجهة، ونخص بالذكر البرازيلي لويس جيفرسون، عبد المولى برابح وشكيب بنزوكان العائد من تجربة احترافية بالدوري البلغاري، إضافة إلى الحارس إسماعيل كوحا. ولم يعد يكتفي الفريق الفاسي بلعب الأدوار الثانوية وتنشيط البطولة، بل أن طموحاته بدأت تكبر رفقة مدربه رشيد الطاوسي الذي استطاع أن يمازج بين عنصري التجربة والشباب لخلق فريق تنافسي، خصوصا بعد الرتبة الثانية التي احتلها الموسم الماضي والتي خولت له المشاركة في دوري عصبة الأبطال. الجيش الملكي صاحب الرقما القياسي في سوق الإنتدابات، تعاقد مع أربع لاعبين دفعة واحدة ليصل العدد إلى 17 لاعبا، كان آخرهم جمال أيت بلمعلم وطارق النجار من اتحاد أيت ملول، زكريا أمزيل وهشام بوعمري. الفريق العسكري يروم من خلال هذا الكم من التعاقدات إلى عودة الفريق إلى سكة المنافسة على الألقاب، لكن شتان بين نجوم الأمس واللاعبين الحاليين، وليكن الله في عون المدرب مصطفى مديح. الوداد الفاسي بدوره كان له النصيب الأوفر من هذه الإنتدابات، حيث استطاع أن صوب وجهته نحو القارة السمراء و إلى الدوريات العربية، بعد أن تعاقد مع عبد السلام بنجلون، يزيد قيسي، الإيفواري سوانغا وعثمان بناي. أما الوداد البيضاوي الذي ضرب رقما قياسيا في بداية هذه الإنتدابات، فقد اكتفى بالتوقيع للكونغولي ليس مويتيس الذي فك ارتباكه مع تشيرنوموريتس بورغاس البلغاري، فيما فشل في التعاقد مع لاعب أولمبيك خريبكة بكر الهلالي. وعلى غير عادتها وجدت بعض الأسماء الكبيرة التي اعتادت اللعب على أعلى مستويات نفسها خارج أول بطولة احترافية والإنتقال مكرهة إلى القسم الثاني، ومن بين هؤلاء اللاعبين مصطفى بيضوضان، الذي فسخ عقده رفقة الوداد الموسم الماضي، حول وجهته إلى مدينة مراكش أملا في مساعدة أهلها على عودة فريق الكوكب إلى قسم الكبار. أما محمد مديحي، الذي كانت له صولات وجولات رفقة الوداد والجيش الملكي وجد نفسه هو الآخر بدون فريق فتوجه صوب مدينة البوغاز حيث حط الرحال باتحاد طنجة رفقة بعض الأسماء المخضرمة التي غدر بها زمن الإحتراف وظلت وفية لأصولها السابقة.