اختتم ليلة يوم الإثنين الميركاتو الشتوي والذي انطلق منذ 17 من الشهر الماضي، وإن كان قد عرف كسادا بالنسبة لسوق انتقالات اللاعبين المحليين، ذلك أن أغلب الأندية لم يعد بمقدورها التفريط في بعض قطع الغيار من جهة، وبسبب الأزمة المالية التي باتت تهدد أكثر من فريق خلال بطولة هذا الموسم. وبالرغم من ذلك يبقى فريقا الوداد والرجاء والكوكب المراكشي في مقدمة الأندية التي عززت صفوفها ببعض العناصر العائدة من تجربة الإحتراف بالبطولات الخارجية كانت أوروبية أو خليجية، وذلك بهدف شحن بطارياتها والعودة من جديد من حيث أتت. وقد شهد الميركاتو الشتوي بعض الأشياء التي لم نعهدها من قبل في البطولة الوطنية، حيث طفت إلى السطح قضية المقايضة بشكل كبير بين مجموعة من الأندية، لكن الفشل كان نصيب هذه العملية، إضافة إلى فسخ العديد من عقود اللاعبين في ظل النظام الجديد للبطولة. ويمكن اعتبار الكوكب المراكشي أولى الفرق التي دخلت سوق اللاعبين مبكرا، حيث قام المكتب المسير بانتداب ثمانية لاعبين وبمبالغ كبيرة من شأنها أن تؤثر على مالية النادي في مرحلة الذهاب، خاصة أن المدرب بادو الزاكي صرح في مناسبات عديدة أنه يروم من هذه التعزيزات تكوين فريق تنافسي خلال بطولة الموسم المقبل. وقد صرف الكوكب المراكشي مقابل هذه الإنتدابات ما يزيد عن 424 مليون سنتيم مقارنة مع العدد الكبير للاعبين، فيما استغنى عن خدمات بعض الوافدين الذين تم استقدامهم في بداية الموسم الرياضي الحالي، ويتعلق الأمر بسمير الزكرومي وعبد الله الجلايدي. ويبقى فريق الوداد البيضاوي صاحب الصفقات المثيرة للجدل، رغم أنه تعاقد مع ستة لاعبين بقيمة 700 مليون سنتيمم، وإن كانت هذه الأرقام تقريبية، على اعتبار أن الغالبية العظمى من الأندية لا تكشف عن القيمة الحقيقية للصفقات التي تقوم بها، وإن كانت صفقة اللاعب عبد الرحمان كابوس هي الأغلى على الصعيد الوطني والتي بلغت حسب الأرقام المتوفرة لنا 225 مليون سنتيم لمدة عام ونصف. ويمني الفريق الأحمر من هذه الإنتدابات التي قام بها الإنتقالات إلى سد الخصاص الذي يشكو منه في بعض المراكز، إلى مشاركة إيجابية ضمن المنافسات الإفريقية بعد غياب دام أزيد من ست سنوات، وإن كانت بعض الصفقات لا تساير طموحات أنصار ومحبي القلعة الحمراء. أما الغريم التقليدي الرجاء، فلم يتوفق بشكل كبير في الإنتدابات الشتوية، خاصة إذا تعلق الأمر بالمراكز التي كان المدرب فاخر قد حددها، ذلك أن المسؤولين عن الفريق طرقوا كل الأبواب من أجل انتداب لاعبين في الدفاع، وهذا في ظل فشل بعض الصفقات التي قام به المكتب المسير خلال الإنتقالات الصيفية. بالمقابل استطاع الفريق أن يجني أموالا هامة من وراء انتقال هدافه عمر نجدي إلى نادي المقاصة المصري، وهذا من شأنه أن يخفف من الأزمة المالية التي باتت تهدده بعد المبالغ الكبيرة التي صرفها في الميركاتو الصيفي والتي حددت في أكثر من 800 مليون سنتيم. أما بالنسبة لبطل الخريف المغرب الفاسي فقد قام بانتداب لاعب واحد، ويتعلق الأمر بسمير الزكرومي، فيما قرر رشيد الطاوسي الإعتماد على بعض العناصر الشابة التي فازت الموسم الماضي بالبطولة الوطنية للشبان، وهي سياسة من شأنها أن تمنح لممثل العاصمة العلمية الخلف خلال مستقبل الأيام. بالمقابل صرف أولمبيك خريبكة 200 مليون سنتيم لانتداب أربعة لاعبين، نظرا للنقص الذي يشكو منه الفريق، خاصة أن المدرب يوسف لمريني سبق أن صرح لوسائل الإعلام أن الأولمبيك سوف ينافس على اللقب هذا الموسم، وقد أظهرت المباريات السابقة طموح الرجل، وأن السرعة النهائية هي التي ستحسم في أمر لقب هذه السنة. بخصوص البطل الإفريقي الفتح الرياضي فقد حافظ بنسبة كبيرة على تركيبته البشرية التي أبهرت جميع المتتبعين، وإن كان المدرب الحسين عموتة قد قام بتعزيز التركيبة الحالية ببعض اللاعبين الذي ينتظر مهم أن يقدموا إضافات جديدة للفريق. باقي الأندية الأخرى اكتفت بانتدابات على المقاس أي «على قد الحال»، من خلال التعاقد مع لاعبين أحرار انتهت مدة صلاحيتهم، فيما فضل البعض الآخر الإعتماد على العناصر الشابة، خصوصا الدفاع الحسني الجديدي، الوداد الفاسي، الجيش الملكي وأولمبيك أسفي.