ميز التواضع وضعف المستوى الشطر الأول من الدوري الوطني، حيث لم تفرز مرحلة الذهاب الذي أسدل عليه الستار قبل أسبوعين أي شيء يذكر، باستثناء اجترار بعض المشاكل التي اعتدنا على سماعها ومعايشتها كل موسم من قبيل مشاكل التحكيم والبرمجة وإقالات المدربين. ولم يتمكن أي فريق ما عدا المغرب الفاسي من الظهور بمظهر الفريق القادر على التتويج باللقب، حيث شكل الفريق الفاسي الإستثناء، بينما اتسم حال القوى التقليدية التي اعتدنا على رؤيتها تتبارى على اللقب كالوداد والرجاء والجيش الملكي بعدم الإستقرار والتباين من لقاء لآخر. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، هل سيساعد الميركاتو الشتوي الذي أغلقت أبوابه قبل أيام معدودة من إعادة النفس للأندية الوطنية التي استغلت الفرصة لتدعيم صفوفها بعناصر جديدة قادرة على تقديم الإضافة، وضخ دماء جديدة؟ الميركاتو الشتوي فرصة لتدعيم الصفوف تشكل فترة الإنتقالات الشتوية فرصة مواتية أمام الأندية التي تبحث عن قطع نادرة لتدعيم صفوفها، قصد الظهور بصورة أفضل في النصف الثاني من الموسم، ومما لاشك فيه أن سوق الإنتقالات شهدت رواجا لابأس فيه قبل إغلاق أبوابها يوم 17 يناير، علما أن الجامعة أضافت أربع أيام حيث كان من المفروض أن تنتهي في 13 من الشهر ذاته، وفي الوقت الذي صرفت فيه بعض الأندية مبالغ مالية مهمة من أجل جلب لاعبين جدد، لجأت أندية أخرى لا تتوفر على سيولة مالية كافية إلى عملة جديدة ابتدعتها وفرضتها السوق، وهي عملية المقايضة. الرجاء أخطأ حينما سرح فتاح مجانا الشيء المؤكد بالنسبة للفريق الأخضر هو أن تحركاته في سوق الإنتقالات اتسمت بكثير من العشوائية والإرتجال، ويتضح ذلك من خلال الصفقات التي أبرمها قبل أن يتم إلغاؤها لسبب أو لآخر، فالفريق وقع عقدا مبدئيا مع المهاجم الكونغولي ليس مويتيس مقابل 100 مليون سنتيم لموسم ونصف، قبل أن يتأكد من أن اللاعب السابق للوداد قد أنهى ارتباطه رسميا بأحد الأندية البلغارية التي يلعب لها، ما شكل مفاجأة غير سارة للجماهير الرجاوية التي اعتبرت هذا التخبط مضرا بسمعة النادي التي عادت لتهتز بعد إبرام النادي لعقد مع المهاجم عبد السلام بنجلون قبل أن يتم إلغاؤه بعد 48 ساعة لأسباب تبقى لحد الآن مجهولة في ظل كثرة التأويلات. وتبقى أبرز صفقتين أبرمهما الفريق تعاقده مع المدافع الدولي السابق أمين الرباطي ومهاجم أولمبيك آسفي حسن الصواري، علما أن الفريق ضم أيضا مهاجما من إفريقيا الوسطى ووقع عقدا جديدا مع العلودي. لكن السؤال المطروح هو هل اختار مسؤولو الرجاء التوجه الصحيح بتخليهم عن مهاجمهم الأساسي عمر نجدي لنادي المقاصة المصري، على الرغم من أن المقابل كان مغريا؟ هذا السؤال سيجد إجابته مع انطلاقة النصف الثاني من الموسم ودخول الفريق إلى غمار دوري أبطال إفريقيا. الوداد نجح في إبرام صفقات هامة لأول مرة يمكن القول إن أكرم نجح بنسبة تفوق 98 في المائة من الإنتدابات التي قام بها، حيث أجمع كل الوداديين أن الرئيس الودادي كان دقيقا في اختياراته ودخل السوق برسانة وعقلانية وانتدب فقط العناصر التي يحتاج إليها، عكس ما كان يقوم به في كثير من المرات بالتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين فقط للتباهي بأن الوداد هو أكثر من صرف الأموال، ويبقى ضم المدافع الأيمن أيوب الخاليقي القادم من الفتح من أنجح الصفقات الودادية، دون نسيان قدوم المهاجم القناص مصطفى العلاوي، والمدافع الأوسط يوسف رابح، لكن رغم قيمة كل هذه الأسماء، إلا أن انتقالاها للفريق الأحمر لم يخلف نفس الصدى وردود الفعل التي خلفها انضمام سعيد فتاح للفريق، والذي وجه من خلاله الوداديون ضربة موجعة للغريم التقليدي أشعلت نار الإحتجاجات داخل البيت الرجاوي. الفتح والكوكب نشطا الميركاتو نجح فريقا الكوكب المراكشي والفتح الرباطي في إبرام مجموعة من الصفقات الهامة، ويمكن اعتبار الفتح الفريق الأكثر تميزا ونجاحا في التعاقد مع لاعبين وازنين بإمكانهم منح إضافة قوية للفريق الرباطي، حيث جلب الفريق لاعب خط الوسط خالد لبهيج من الوداد وحميد بوجار العائد من تجربة احترافية في ليبيا بالإضافة إلى الطاهر الدغمي وأسماء أخرى، بينما استعاد الكوكب جيفرسون وجلب أبرباش وحمادة..بالمقابل اكتفت بعض الأندية الأخرى بالوقوف موقف المتفرج كالجيش الملكي الذي لم ينتدب أي لاعب بالإضافة إلى المغرب الفاسي الذي لم تتجاوز انتداباته لاعب أو لاعبين وكذلك الشأن بالنسبة لحسنية أكادير. ملياري سنتيم رقم المعاملات المسجل والمقايضة عملة جديدة فاق رقم المعاملات المسجل خلال فترة الإنتقالات الشتوية الملياري سنتيم، حيث كانت بعض الفرق سخية في صرف أموال كبيرة على انتداباتها كالرجاء والوداد اللذين تجاوزت مصاريفهما الأربعمائة مليون سنتيم لكل منهما، بالإضافة إلى أولمبيك خريبكة والفتح والكوكب المراكشي، في حين لجأت بعض الأندية التي لا تتوفر على سيولة مالية مهمة إلى مقايضة بعض لاعبيها المميزين لجلب اثنين أو ثلاثة لاعبين آخرين من أندية أخرى. صفقات لم تكتمل لم تكتمل مجموعة من الصفقات خلال الميركاتو بسبب عدم التوصل إلى إتفاق نهائي حولها، وتبقى الصفقة الأبرز التي باءت بالفشل رغم كثرة الكلام حولها، تلك المتعلقة بانتقال الكروشي للوداد، وذلك التحاق الحارس فكروش بالكوكب، وانضمام الدنكير إلى الفتح، وانضمام حمزة حجي للرجاء، ويبقى القاسم المشترك بين كل هذه الصفقات أن المفاوضات بشأنها استمرت إلى غاية الساعات الأخيرة من الميركاتو.