رفض غربي للتوجه الفلسطيني إلى الأممالمتحدة وإصرار عربي على الاعتراف بالدولة الفلسطينية رفضت كل من واشنطن والاتحاد الأوروبي سعي الفلسطينيين للحصول على الاعتراف بدولتهم في الأممالمتحدة، في حين اتفق العرب على التقدم بطلب إلى المنظمة الدولية للاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية. فقد وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما هذا المسعى الفلسطيني بأنه «انحراف» عن مسار السلام في الشرق الأوسط، وقال إنه لن يؤدي إلى حل النزاع. وأضاف أن ما يجري في نيويورك قد يجذب الكثير من انتباه الصحافة، ولكنه لن يغير ما يجري على الأرض، طالما أن الإسرائيليين والفلسطينيين لم يجلسوا معا حول طاولة المفاوضات. وشدد على أن بلاده ستعارض «بقوة» أي طرح للاعتراف بدولة فلسطين في مجلس الأمن، في إشارة إلى حق النقض (الفيتو) التي تمتلكه واشنطن، بصفتها أحد الأعضاء الخمسة الدائمي العضوية في مجلس الأمن. وخلص الرئيس الأميركي إلى أن بلاده ستدعم كل ما من شأنه أن يساعد على إطلاق مفاوضات مباشرة، وتعارض كل ما يمنع حصولها. الخارجية الأميركية كانت أوضح من رئيس البلاد في الإفصاح عن الموقف الحقيقي، حيث قالت المتحدثة باسمها للمرة الأولى الأسبوع الماضي إن واشنطن ستستخدم حق الفيتو إذا سعت الدول العربية إلى قرار للاعتراف بدولة فلسطينية من مجلس الأمن. الموقف الأوروبي جاء مطابقا للموقف الأميركي، حيث اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون -التي حضرت جانبا يسيرا من اجتماع لجنة المبادرة العربية في القاهرة- أن قيام الدولة الفلسطينية وحل الدولتين يجب أن يكون من خلال المفاوضات. وكانت آشتون قالت -بعد اجتماع مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو- إن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ حتى الآن موقفا موحدا من مسعى الفلسطينيين في الأممالمتحدة للحصول على اعتراف بدولتهم. وقد اتفقت لجنة مبادرة السلام العربية المنبثقة عن مجلس الجامعة العربية على التوجه إلى الأممالمتحدة بطلب للاعتراف بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدسالشرقية. وعقب الاجتماع -الذي ضم 13 دولة عربية، وحضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس- قال الأمين العام للجامعة نبيل العربي إن المفاوضات مستمرة مع الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة الأميركية والقوى السياسية الدولية، لإقناعها بالذهاب للأمم المتحدة بشأن حصول فلسطين على عضوية كاملة. وبدوره اعتبر رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الذهاب إلى الأممالمتحدة تكريسا للقانون والحق الفلسطيني، منوها بأن الاتصالات لا تزال مستمرة مع الولاياتالمتحدة حول هذه الخطوة. وأشار -عقب نهاية الاجتماع- إلى أن التوجه للمنظمة الدولية لا يتعارض مع المفاوضات، وقال إن «من يريد حل الدولتين لا يلوّح بحق الفيتو». وكان رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني -الذي ترأس بلاده لجنة مبادرة السلام العربية- قال في بداية الاجتماع إن الحاضرين فيه اعتمدوا الخطوات التنفيذية للتوجه نحو الأممالمتحدة. وشكلت لجنة مبادرة السلام العربية لجنة مصغرة ستظل في انعقاد دائم لحين وقت الاستحقاق في 20 سبتمبر، وتضم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وكلا من قطر ومصر والسعودية والسلطة الفلسطينية والأردن والمغرب. ويعتزم الفلسطينيون تقديم طلب الانضمام بعضوية كاملة إلى الأممالمتحدة، لكنهم لم يعلنوا ما إذا كانوا سيفعلون ذلك عبر مجلس الأمن أم عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة. والتوجه إلى مجلس الأمن يتيح الحصول على العضوية الكاملة إلا أن ذلك سيواجه بفيتو أميركي، أما في الجمعية العامة فيمكن أن يحصل الفلسطينيون على وضع مراقب غير عضو مثل الفاتيكان، وهذا يتيح لهم الانضمام إلى منظمات مثل اليونيسكو ومنظمة الفاو والمحكمة الجنائية الدولية.