حذرت الولاياتالمتحدة، أول أمس الأربعاء، الفلسطينيين من مسعى طلب الاعتراف بدولتهم المنشودة في الأممالمتحدة، دون تحديدها أولا، ضمن محادثات مع إسرائيل، فيما عقد كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، لقاءات في واشنطن. يعتزم الفلسطينيون أن يقدموا في نهاية يوليوز طلب اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطينية وقال عريقات للصحافيين، بعد محادثاته في الخارجية الأمريكية، "لا نرى تناقضا بين الجهود التي تمارس لإحياء عملية السلام ومحاولتنا للذهاب إلى الأممالمتحدة". وصرح "لدينا الرغبة في تقديم الطلب إلى الأممالمتحدة (...) وينبغي أن يجري ذلك قبل نهاية يوليوز"، مشيرا إلى أن القرار النهائي لتقديم الطلب سيتخذ أثناء اجتماع لجامعة الدول العربية في 16 من الشهر الجاري في القاهرة. والتقى عريقات مبعوث الإدارة الأمريكية إلى الشرق الأوسط، ديفيد هايل، والدبلوماسي الكبير، دنيس روس، كما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، التي جددت التعبير عن الاعتراضات الأمريكية للخطة الفلسطينية. وقالت للصحافيين "هدفنا هو إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، وموقفنا حول فكرة القيام بعمل ما في الأممالمتحدة في شتنبر ما زال ذاته، وهو أنها ليست فكرة جيدة". وتأتي تعليقاتها في ما أعلن مسؤول أمريكي كبير أن ممثلين عن اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط، التي تضم الاتحاد الأوروبي وروسيا والأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة، سيجتمعون في واشنطن في 11 يوليوز الجاري. وسيحضر الاجتماع وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون. وكان وزير الخارجية الفرنسي، الان جوبيه، أعلن، سابقا، عن احتمال عقد هذه المحادثات. وأضافت نولاند أن "التركيز الأساسي لتلك الدبلوماسية يبقى تشجيع الفلسطينيين على العودة إلى طاولة المفاوضات، ضمن الإطار الذي حدده الرئيس الأمريكي باراك أوباما". ووسط هذه الحركة الدبلوماسية، يتجه مجلس النواب الأمريكي إلى التصويت بحلول نهاية الأسبوع على قرار رمزي يحذر الفلسطينيين من أنهم سيواجهون خفضا للمساعدات الأمريكية في حال مضوا في خطتهم في الأممالمتحدة. ويتوقع أن يدعم مجلس النواب بغالبيته الإجراء الذي أعده زعيم الغالبية الجمهورية في المجلس، اريك كانتور، وزعيم الأقلية الديمقراطية، ويب ستيني هوير، بعد أسبوع، على موافقة مجلس الشيوخ على قرار مماثل. وقال كانتور "على الفلسطينيين أن يدركوا أن حل هذا النزاع يأتي فقط عبر مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين وليس عبر الالتفاف على عملية السلام". من جهته، قال هوير "نعلم جميعا أن هذه المفاوضات ستكون صعبة وستكون مؤلمة وستتطلب شجاعة وتضحية من الجانبين، لكن الطريقة الصعبة هي أيضا الطريقة الصائبة، وإذا كان هناك أي أمل بالسلام فهو عند عودة الطرفين إلى الطاولة دون شروط مسبقة". ويحث القرار، أيضا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، على النظر في تعليق المساعدة إلى السلطة الفلسطينية رهنا بما سيؤول إليه الاتفاق حول حكومة الوحدة الوطنية بين حركتي فتح وحماس. ويقول "أي حكومة وحدة فلسطينية يجب أن تعلن رسميا نبذها الإرهاب وأن تقبل بحق إسرائيل في الوجود، وأن تؤكد مجددا الالتزام بالاتفاقات الموقعة سابقا مع إسرائيل". ومفاوضات السلام مجمدة، منذ شتنبر 2010، بسبب عدم تجديد إسرائيل العمل بقرار التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة. ومنذ ذلك الحين، يرفض الفلسطينيون العودة إلى المحادثات، طالما أن إسرائيل تواصل الاستيطان. ويعتزم الفلسطينيون ومع أخذهم بالاعتبار المهل القانونية، أن يقدموا في نهاية يوليوز طلب اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطينية في شتنبر في نيويورك بحدود العام 1967. وأعلنت فرنسا أنها يمكن أن تعترف بدولة فلسطينية مستقلة إذا لم يجري استئناف مفاوضات السلام بحلول شتنبر. وفي المقابل، فإن ألمانيا مثلها مثل الولاياتالمتحدة تعارض أي خطوة أحادية الجانب، وتؤيد الموقف الإسرائيلي بأن أي تقدم يجب أن يجري، من خلال المفاوضات.