قال المشرف العام على المنتخبات الوطنية بيم فيربيك، بعد نهاية المباراة الودية التي جمعت بين المنتخبين الأولمبي والغابوني، على أن نتيجة الفوز لا تعني الشيء الكثير في مباراة ودية إعدادية على الرغم من أن الكل مرتاح لنتيجة الفوز. وأضاف فيربيك أن المنتخب الأولمبي كان الأكثر استعدادا في المباراة خصوصا خلال النصف الأول من الشوطين الأول والثاني، الأمر الذي أتاح له تسجيل الهدفين، ومع ذلك لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به. المباراة كانت سهلة جدا وكنا نود مواجهة فريق أقوى لقياس إمكانات لاعبينا. ومع ذلك نحن راضون عن هذه المرحلة الإعدادية، التي أقيمت في طنجة والتي مرت في ظروف ممتازة ومكنتنا من تقييم أداء عدد من اللاعبين المنتمين للأندية المحلية»، وهنا تبدو تصريحات المدرب الهولندي معقولة. لكن الغريب هو قوله بعد ذلك، أن هذه التشكيلة ليست هي التي ستخوض الدور الأخير من التصفيات الإفريقية المؤهلة للألعاب الأولمبية، المقررة ما بين 26 نونبر و10 دجنبر المقبلين بمصر، وأنه ما زال لديه الوقت لاختبار لاعبين آخرين يلعبون في البطولة الوطنية أو المحترفين في أوروبا قبل تحديد اللائحة النهائية. يبدو أن المدرب بيم فيربيك لديه قناعة كبيرة من خلال اعتماده الكلي على اللاعبين المحترفين خلال المباريات الإقصائية، خصوصا تلك التي تقام داخل المغرب، أما مباريات الإياب التي تقام بملاعب الخصم فيتم اللجوء إلى اللاعبين المحليين من أجل سد هذا الغياب. فالمدرب الهولندي متشبت بأفكاره في ما يخص بناء المنتخب الأولمبي والذي يقوم أساسا على الاعتماد على اللاعبين المحترفين الجاهزين، بدل البحث عن لاعبين لاينقصهم سوى الإحتكاك وصقل المواهب، وكذا افتقادهم للإنضباط سواء داخل الملعب أو خارجه حسب فيربيك دائما، وهو ماجعله يقصي أبرز اللاعبين المحليين بسبب التبريرات السالفة الذكر. منذ أن تعاقدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع المدرب الهولندي فيربيك لتدريب المنتخب الأولمبي، وهو يخضع العناصر الوطنية إلى التجارب الواحدة تلو الأخرى، حيث استطاع أن يقوم بهيكلة شاملة من خلال الإستغناء على الكثير من اللاعبين الذين شاركوا في بعض الدوريات الخارجية والمحلية، وتعويضهم بعناصر محترفة لاتتفوق على نظيرتها المحلية من الناحية التقنية، ولعل المباريات الإقصائية أكدت على ذلك. إذن فالتصور العام الذي تقوم عليه فلسفة فيربيك هو بناء منتخب أولمبي من لاعبين محترفين دون الإكثرات بالعناصر المحلية التي لا تجلب إلا وجع الرأس حسب تصوره، وإلا كيف نفسر إقصائه لهؤلاء اللاعبين بالرغم من الإمكانات التقنية التي يتوفرون عليها والتي خولت لهم الاهتمام الذي أبدته العديد من الأندية الأوروبية في التعاقد معهم. لكن هذه الفلسفة ليست حبيسة أفكار فيربيك وحده بل هي مشتركة بين أفراد الطاقم التقني للمنتخب بكامله، حيث يتفق الجميع أن لا مكان للعناصر المحلية إلا في غياب اللاعبين المحترفين. ولعل ما يحدث داخل الفريق الأولمبي أثار فضول البعض حول الجهة التي أوكلت لها مهمة التفاوض مع اللاعبين المحترفين، خصوصا وأن أصابع الإتهام تشير إلى أن شقيق الدولي الهولندي المحترف بنادي برشلونة الإسباني أفلاي هو من يقف وراء هذه العملية عبر الإتصال عن طريق أسرة اللاعب وإغرائها بطريقته الخاصة، مما أثار ردود فعل قوية من طرف بعض العناصر المحلية التي شعرت ب «الحكرة» اتجاه هذا الموقف. خلاصة القول، ما مصير فلسفة الهولندي فيربيك في حالة الفشل في المنافسات الإقصائية النهائية التي ستقام بمصر، باعتبار أن هذه البطولة ستعرف مشاركة أبرز المنتخبات الإفريقية والتي ستكون هي الأخرى مدججة بسلاح اللاعبين المحترفين. أمام هذا الوضع وفي حالة عدم تأهل المنتخب الاولمبي إلى أولمبياد لندن لا قدر الله، هل سيكون مصير فيربيك مثل مصير المدربين الذين سبقوه، أم أن تصوراته ستظل قائمة إلى حين انتهاء التجارب التي قام بها المنتخب الأولمبي منذ التحاقه بالمغرب، ذلك ما سنعرفه مستقبلا.