أخرباش تستعرض تطورات الصحراء ومستجدات الإصلاح السياسي بالمغرب المغرب وأوكرانيا يستعدان لعقد الدورة الثانية للجنة المشتركة الحكومية أجرت لطيفة أخرباش كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أول أمس الخميس في كييف، مباحثات مع وزير الخارجية الاوكراني كوستانتين غريشينكو همت على الخصوص العلاقات الثنائية وآفاق التعاون بين البلدين. واستعرضت أخرباش، خلال هذا اللقاء، مسار التحولات السياسية العميقة والإصلاحات الديموقراطية الجارية في المغرب بعد اعتماد الدستور الجديد خلال الاستفتاء الشعبي في فاتح يوليوز المنصرم. كما أبلغت أخرباش رئيس الديبلوماسية الأوكرانية بآخر تطورات قضية الصحراء المغربية بعد الجولة الأخيرة من المفاوضات غير الرسمية، معربة عن خيبة أمل المغرب في عدم تحقيق الاندماج المغاربي بسبب استمرار النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية واستمرار إغلاق الحدود الجزائرية المغربية. وعلى صعيد العلاقات الثنائية المغربية الاوكرانية، أكدت أخرباش على إرادة الحكومة المغربية لتطوير شراكتها المتعددة الاهتمامات مع الجمهورية الأوكرانية للرقي بالتعاون الثنائي إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة التي تجمع البلدين. ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الأوكراني عن ارتياحه للمستوى الذي تحقق في جانب العلاقات الثنائية، مؤكدا رغبة أوكرانيا المشتركة مع المغرب لتعزيز التعاون في جميع القطاعات. وأبرز كوستانتين غريشينكو أن رغبة كلا البلدين في عقد الدورة الثانية للجنة المشتركة الحكومية المغربية الأوكرانية قريبا يعكس إرادة البلدين الصديقين للمضي قدما في تعزيز التعاون والعلاقات الثنائية على أكثر من صعيد. إثر ذلك ترأست أخرباش، إلى جانب نائب وزير الشؤون الخارجية الأوكراني ييفغيني ميكيتينكو، أشغال الدورة الثامنة للمشاورات السياسية المغربية الأوكرانية، وذلك بحضور سفير المغرب لدى أوكرانيا عبد الجليل صبري. واستعرض رئيسا الوفدين المغربي والأوكراني، خلال هذه الدورة، أهم الأحداث في الأجندة السياسية للبلدين وآفاق تطور المبادلات الاقتصادية البينية والعلاقات الثقافية، وكذا الوضع في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وملف الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وغيرها من القضايا ذات البعد الإقليمي والمتعددة الأطراف ذات الاهتمام المشترك. وتطرقت أخرباش بالمناسبة إلى آخر تطورات قضية الصحراء المغربية، مبرزة ثبات موقف المغرب والتزام المملكة بإيجاد حل سياسي تفاوضي عادل ودائم لهذا النزاع المفتعل تحت إشراف هيئة الأممالمتحدة. وأشارت أخرباش إلى التناقض الصارخ الذي يميز موقف أعداء الوحدة الترابية للمملكة، الذين يسعون إلى استغلال مسألة حقوق الإنسان في مخيمات تندوف بشكل سلبي، ويرفضون طلب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إجراء إحصاء السكان المحتجزين على الأراضي الجزائرية. وشكلت الدورة الثامنة للمشاورات السياسية المغربية الأوكرانية فرصة لعرض أهم محاور الإصلاحات السياسية العميقة الجارية في المغرب عقب اعتماد الدستور المغربي الجديد، والتي تهم العديد من الجوانب منها ضمان الفصل بين السلط، وتعزيز صلاحيات الحكومة والتكافؤ بين الجنسين ودسترة مؤسسات حقوق الإنسان والحكامة الرشيدة، خاصة ما يتعلق بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومؤسسة الوسيط والهيئة المركزية للوقاية من الرشوة ومجلس المنافسة. من جهة أخرى، أجرت أخرباش في نفس اليوم جلسة عمل مع نائب وزير التنمية الاقتصادية والتجارة الأوكراني فلاديمير باندوروف، وتركز النقاش خلالها حول واقع وآفاق التعاون والعلاقات الاقتصادية والتجارية المغربية الأوكرانية. واتفق الطرفان على أهمية إنشاء مجلس الأعمال الأوكراني المغربي في أقرب الآجال يضم أعضاء الاتحاد العام لمقاولات المغرب واتحاد أرباب العمل في أوكرانيا، بغية الرفع من مستوى التعاون والتنسيق بين رجال أعمال ومستثمري البلدين وتكثيف وتنويع العلاقات الاقتصادية الثنائية لترقى إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين الرباط وكييف. وأشارت أخرباش بالمناسبة إلى المجهودات التي تقوم بها الحكومة المغربية لتحسين مناخ الأعمال والاستثمار عبر مخطط الإقلاع الاقتصادي والاستراتيجيات القطاعية التي ينجزها المغرب بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، ولا سيما في مجالات الصيد البحري والزراعة والسياحة والطاقة. كما أجرت أخرباش لقاء مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني حيث أعرب النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني تاراس تشيرنوفول عن تقديره للمجهودات التي يبذلها المغرب في مجال البناء الديموقراطي، معتبرا أن المغرب يعد نموذجا هاما في المجال الديمقراطي يمكن الاقتداء به على مستوى شمال أفريقيا. وأشاد المسؤول الأوكراني أيضا بالإصلاحات الديمقراطية العميقة، التي يقودها جلالة الملك محمد السادس عبر مقاربات تشاركية ومنفتحة على جميع مكونات الطيف السياسي المغربي.