أخرباش تبرز في لقائها مع مسئولين تونسيين الرهانات التي يتعين على بلدان منطقة المغرب الكبير كسبها للتجاوب مع تطلعات شعوبها استُقبلت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، لطيفة أخرباش، أول أمس الخميس، في إطار زيارتها الرسمية لتونس (13 و14 يوليوز) من طرف الوزير الأول التونسي الباجي قائد السبسي. وأفاد بلاغ لسفارة المغرب بتونس، أن أخرباش نقلت إلى الوزير الأول التونسي رسالة مودة وتقدير من طرف أخيه عباس الفاسي، الوزير الأول في حكومة جلالة الملك، وكذلك اقتراح الوزير الأول المغربي عقد الدورة 17 للجنة الكبرى المشتركة بالمغرب قبل متم السنة الجارية. وأضاف المصدر ذاته، أن أخرباش أعربت خلال هذا اللقاء، عن «تضامن المملكة المغربية وإكبارها للجمهورية التونسية الشقيقة بنجاح ثورتها بفضل عبقرية الشعب التونسي»، مؤكدة بأن المملكة على ثقة تامة بأن هذه الثورة «ستفتح آفاقا واسعة وواعدة للشعب التونسي في العيش الكريم وفي الاستقرار الحقيقي المبني على دولة الحق والقانون وسيفتح كذلك بابا جديدا لمغربنا الكبير الذي يحتاج إلى تأصيل وتعميق تجاربه الديمقراطية». من جانبه، حمل الوزير الأول التونسي أخرباش أخلص تحياته إلى جلالة الملك محمد السادس، معبرا عن تقديره لما يقوم به جلالته من أعمال جليلة ومساندة تجاه تونس، وهو ما ينم عن علاقات عريقة ومتينة. كما أشاد ب»الثورة الهادئة» التي يقوم بها صاحب الجلالة وبمبادرته الرشيدة في وضع المغرب في مصاف الدول الديمقراطية. كما أكد الوزير الأول التونسي «ضرورة إخراج المغرب الكبير من وضعه الحالي والدعوة إلى تطوير العلاقات الثنائية بما يخدم مصالحنا المشتركة»، مبرزا ما تقوم به المملكة على الحدود التونسية الليبية، بناء على تعليمات جلالة الملك ، من «عمل إنساني نعتز به ونعتبره شرفا للمغرب كذلك». كما أجرت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، مباحثات مع كل من وزير الشؤون الخارجية التونسي، محمد المولدي الكافي، وكاتب الدولة في الشؤون الخارجية، رضوان نويصر. وأفاد بلاغ لسفارة المغرب بتونس، أن هذه المباحثات تناولت «الثورة التونسية والتحولات الديمقراطية التي واكبتها في العالم العربي والقفزة النوعية التي شهدها المغرب إثر خطاب جلالة الملك محمد السادس، ليوم 9 مارس الذي أعلن فيه جلالته عن إعداد دستور جديد للبلاد بالإضافة إلى قضايا إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك». وذكر البلاغ أن أخرباش أشادت خلال لقائها بوزير الشؤون الخارجية التونسي، ب»التحول الديمقراطي العميق الذي تشهده تونس»، مبرزة «الرهانات الكبيرة التي يتعين على بلدان منطقة المغرب الكبير كسبها للتجاوب بشكل ملموس مع التطلعات الحقيقية لشعوبها، وخاصة الفئات الشبابية». وأشارت في هذا الصدد إلى أهمية النهوض بالتنمية الشاملة وتفعيل الحكامة الجيدة، وخلق توازن بين الجهات، مبرزة المشروع الطموح الذي تقدم به المغرب بخصوص الجهوية المتقدمة بهدف مواجهة الاختلالات في التنمية التي تساهم في الهشاشة الاجتماعية، بالإضافة إلى توزيع السلط واللامركزية، والتعويل على النخب الجهوية، وإشراك المواطنين. من جانبه، أشاد وزير الشؤون الخارجية التونسي ب»التحولات الديمقراطية العميقة التي عرفها المغرب»، مثمنا «الخطاب الملكي ليوم تاسع مارس وكذا الدستور الجديد للمملكة». وأشار في هذا السياق، إلى ريادة المغرب «في مجال التعددية الحزبية والحرية الإعلامية» مؤكدا أن توطيد التعاون بين البلدين سينعكس إيجابا على علاقتهما مع الاتحاد الأوربي. من ناحية ثانية عقدت أخرباش، التي كانت مرفوقة بسفير المغرب بتونس نجيب زروالي وارثي و المكي كوان مدير الشؤون العربية والإسلامية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، جلسة عمل مع نظيرها رضوان نويصر، تناولت سبل تعزيز وتحديث التعاون بين البلدين للدفع بالعلاقات الثنائية قدما مع الأخذ بعين الاعتبار التطورات التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا والعالم العربي في الآونة الأخيرة. وعلى مستوى العلاقات المغاربية، أكد الجانبان على «الضرورة الملحة والعاجلة لتجسيد اتحاد المغرب الكبير باعتباره خيارا استراتيجيا وفضاء طبيعيا وحيويا لبلدان المنطقة». وقد عقدت أخرباش كذلك، لقاءين مع كل من عياض ابن عاشور، رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي، وكمال الجندوبي، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، تناولت خلالهما مع المسؤولين التونسيين آفاق التعاون بين المغرب وتونس، ولاسيما على المستوى الحقوقي والمدني في ضوء التحولات الديمقراطية التي واكبت الثورة التونسية.