تذمر سكان مدينة بني ملال والإقليم من الحالة التي وصلت إليها هذه الأخيرة التي تحولت إلى قرية بالمعنى الكامل، فأينما وليت وجهك إلا وصادفت موائد وسط الطريق عرضت عليها مختلف السلع وأصناف التجهيزات المنزلية والخضر والفواكه كما ظهرت العربات المجرورة بالدواب من جديد بعد محاربتها، وقد تحولت الطرقات المخصصة لمرور السيارات والعربات إلى سويقات عشوائية أصبح المرور منها مغامرة غير مضمونة العواقب، فغالبا ما تتحول هذه التجمعات إلى حلبات للصراع وتبادل السب والشتم خصوصا خلال هذا الشهر الفضيل، وكثيرا ما تحسم السواعد في الأمر ليتجمهر المارة حول المتعاركين مما ينبئ بأخطر السيناريوهات في غياب تام للسلطة والأمن والمسؤولين الذين اكتفوا بدور المتفرج، وتعرف المقاطعات الأمنية وخصوصا مركز المداومة توافد العديد من المشتكين عليها: منهم من تعرض للضرب والجرح ومنهم من سرقت منه دراجة نارية أوغيرها، وقد استغل اللصوص الثورة العربية ليعلنوها ثورة على المواطنين لسلب ممتلكاتهم في واضحة النهار تحت التهديد بالسلاح الأبيض، فالأمر يندر بما لا تحمد عقباه، ساحة الحرية التي تتوسط المدينة والتي كانت منذ القدم عبارة عن حديقة عمومية تجلب إليها الأنظار بمختلف أصناف الورود والأزهار والأشجار ونافورتها المشهورة والتي تحولت إلى ساحة إسمنتية تعج الآن ببائعات الهوى والباعة المتجولون بل أصبحت موقفا للدراجات النارية، فأين نحن من تأهيل المدينة يقول أحد المواطنين؟ أما بوابات المدارس المتمركزة بالمدينة فقد احتلها الباعة الذين عاثوا فسادا أينما حلوا وارتحلوا مخلفين وراءهم ركامات من الأزبال وفضلات البهائم، وإذا بقي الحال على ماهو عليه، فإن الدخول المدرسي المقبل سيعرف اضطرابا خصوصا وأن جمعيات آباء وأولياء التلاميذ والنقابات التعليمية راسلت والي الجهة والسلطات ونيابة التعليم في هذا الشأن للتدخل وتحرير جميع الفضاءات المتاخمة لهذه المؤسسات.