راهنت قناة ميدي1 تي.في على الطاقات الشابة لتنشيط مجموعة من برامجها الجديدة، التي أعدت خصيصا للعرض خلال شهر رمضان، وبالأخص في أوقات الذروة، والمؤكد أن رهانها هذا لم يكن خاسرا، بدليل نجاح تلك الطاقات في استقطاب المشاهدين، مع العلم أن القناة الآنفة الذكر، تنخرط لأول مرة في البرمجة الرمضانية. من بين تلك الطاقات من كرست حضورها، سواء في مجال التمثيل أو التنشيط، كما هو الحال بالنسبة لطارق البخاري وأمل الأطرش ونبيل بناني..وهناك أسماء جديدة، غير أنها أكدت على أهليتها في تنشيط برامج تلفزية، مثلما هو الشأن بالنسبة لسعد وعدنان وأسامة وقمر وغيرهم..والمثير للإعجاب بهذا الخصوص، أن بعض الحصص التي ينشطها هؤلاء، تبث بشكل مباشر،كما هو الحال بالنسبة للحصة الموسومة بميدي1 لايف شو، وهذا يشكل تحديا بالنسبة إليهم، مع العلم أن المباشر لا يقوى عليه إلا من تمرس في العمل الإعلامي، وأدركته حرفة الصحافة. وطبعا، كان من المرتقب أن يأتي هؤلاء الإعلاميون والفنانون بأشياء مبتكرة وجديدة، علما بأن الشباب كان على الدوام وثيق الصلة بالتجريب والتحديث والمغامرة وتكسير الجمود والسائد..وتم ذلك بالفعل، حيث أمكن لمتتبع هذه الحصص المباشرة على الوقوف عند جملة من العناصر التجديدية في تنشيط برنامج حواري داخل الأستوديو، أو أثناء مباشرة العمل الميداني. ولعل أبرز هذه العناصر، التمرد على البروتوكولات وكل ما يشي بالتكلف والتحفظ وما إلى ذلك. ففي إحدى الحصص التي كانت تبث مباشرة من داخل الاستوديو بالمقر الرئيسي للقناة بطنجة، كان أحد الضيوف قد تلقى مكالمة هاتفية عبر جهازه النقال؛ فبادره أحد منشطي البرنامج بأنه باسطاعته الرد على المكالمة بكل حرية، وهذا مبعث على الإثارة، ويمكن القول إنه من النادر أن يحدث في برنامج حواري مباشر، في أي قناة أخرى من قنواتنا التلفزية التي ما تزال تضع العديد من السياجات والخطوط الحمراء، وقد وجد ضيف البرنامج ذاته في وضع حرج: هل يرد على المكالمة الهاتفية الخاصة التي تلقاها في عز البث التلفزي المباشر، كما شجعه على ذلك منشطو البرنامج؟ أو يتجاهل المكالمة ويواصل الحديث مع الحاضرين؟ وفي النهاية، قرر أن يقفل على المكالمة، وأمكن للمشاهد آنذاك أن يراه وهو يخرج جهاز الهاتف، ويحاول جاهدا إقفاله في نوع من الارتباك، إلى حد أنه استعصى عليه ذلك، وأعاده إلى جيبه؛ فعاود الرنين، وأخرجه من جديد، وحاول مرة أخرى إقفاله، غير أن شدة ارتباكه جعلته يغفل عن كيفية القيام بذلك، إلى أن نهض أحد معدي البرنامج وتسلمه منه.. هكذا يتبين أن حدثا طارئا يجعل البرنامج يأخذ مسارا آخر، وهذا بالطبع ساهم في تكسير رتابة برنامج حواري من هذا القبيل، كما أتى الشاب سعد بالجديد في حصته التي يقوم من خلالها بتشخيص بعض الظواهر الاجتماعية، حيث يرتكز على التعبير بالحركات والأقوال مع حرصه على تكسير الطابوهات، والظهور بمظهر تلقائي إلى حد بلوغ الهذيان، وهو أسلوب مستحسن، سيما وأنه يحبل بالدلالات والمعاني، دون أن يكون ذلك على حساب بعده الفني، كما وقفنا في الحصة التي نشطها أسامة على مجموعة من الأفلام المصورة النادرة، وهذا بفضل توظيف وسائل الاتصال الحديثة، وفي الحصة التي نشطتها قمر، كنا أمام ممثلة تتقن دورها في تقمص نماذج مختلفة من مجتمعنا، سواء كانت هذه النماذج أنثوية أو ذكورية، وذلك بأسلوب مبتكر حابل بالصور الساخرة، يشد إليه انتباه المشاهدين، رغم أنه في بعض الحالات قد يثير استفزازه، غير أنه يتبين أن ذلك يدخل ضمن اللعبة الفنية.. لعل إذن من بين ما تميزت به قناة ميدي1 تي.في، خلال البرمجة الرمضانية، هو اعتمادها على تلك الطاقات الشابة في تنشيط مجموعة من حصصها التلفزية، سواء ذات الطابع المباشر أو غير المباشر، ولا شك أنها لم تخيب انتظارات المشاهدين.