من أرض المقدس إلى حاضرة موكادور.. بين حواري القدس الشريف, ودروب المدينة العتيقة بالصويرة, تنتسج خيوط رواية تحمل عنوان التعايش بين أبناء أمة كبيرة واحدة, باعدت بينها تقاطيع الجغرافيا وألفت بينها قيم السلام العادل والشامل التي توحد بين أرض المشرق وبلاد المغرب. منتوجات الصناعة التقليدية المقدسية, قدمت إلى موكادور حاملة إرثا متواترا بين الأجيال والحضارات, حاكته أياد فلسطينية كما قصيدة تحمل نبض الثقافة والتاريخ, لتعرض ضمن معرض الصناعة التقليدية الفلسطينية الذي تحتضنه مدينة الصويرة, تراثا يربط الحاضر بالماضي, وينسل من بين ثنايا الذاكرة ليظل شاهدا على جمالية الإبداع وبساطة العيش. من القدس الشريف إلى الصويرة.. صناعات تقليدية تحمل رسالة التعايش نود, من خلال تنظيم هذا المعرض, أن نثبت على أرض الواقع أن نظرية التعايش السلمي بين القدس بمن فيها من الأطياف والأديان الثلاثة ممكنةيقول جمال محمود سعيد, رئيس جمعية القدس للبحوث والتنمية في على هامش حفل الافتتاح الذي أقيم الاثنين الماضي بالصويرة. ولم يكن اختيار مدينة الأليزي اعتباطيا, كما يؤكد ذلك المسؤول المقدسي, حيث يوضح «حين قدمنا إلى الصويرة وجدنا هذا النموذج قائما», حيث كانت المدينة ومنذ القديم أرضا للتعايش السلمي بين أبناء الديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية, مما أثرى ذاكرة المدينة وجعلها تنفتح على القيم الكونية المشتركة للإنسانية جمعاء. ويعتبر أن الجمعية تحاول, من خلال هذا المعرض, الأول من نوعه في العالم العربي والإسلامي, والمنظم بشراكة مع جمعية الصويرة موكادور وجمعية شباب المستقبل للثقافة والرياضة, أن تحمل إلى العالم قصة نجاح التعايش, لكونها «الطريق الوحيد لننعم بمستقبل هادئ ومجتمع مسالم لأنه لن يكون هناك رقي اقتصادي دون وجود الأمن/». القدس, بيت المقدس أو أورشاليم, أسماء عديدة حملتها أقدم المدن التاريخية في العالم, مهد الديانات السماوية الثلاث, شهدت على مر التاريخ, قيام حضارات وأفول أخرى, فكان لسكان المدينة ذلك البعد الكوني الذي طبع أيضا المنتوج الصناعي التقليدي, حيث اصطبغ هذا الأخير بمختلف التلاوين الحضارية للشعوب والأمم, ومختلف التوجهات الدينية, إسلامية ويهودية ومسيحية , لتغدو منتوجات الصناعة التقليدية مرآة تعكس طابعا تراثيا متفردا تعددت روافده وترسخت جذوره في قلب الحضارة الإنسانية.