ينظم نهاية الشهر الحالي في الصويرة معرض للصناعة التقليدية، ينتقل بعدها إلى مدينة القدس، وسيخصص رأسمال المعرض لتجهيز معرض للتراث المغربي بمختلف مكوناته في مدينة القدس، وسيتكون من التراث الفني الإسلامي والمسيحي واليهودي. ويهدف هذا المعرض إلى إظهار التعايش بين الحضارات والأديان من خلال تنوع المعروضات، وإبراز التراث التقليدي لمكونات المجتمع المقدسي ومهارة الصانع التقليدي في القدس. وقال المنظمون إن المعرض مبادرة للتعبير والاعتراف بالبعد الإنساني المجسد بين الصويرةوالقدس، وذلك عبر ما أبدعه الفنانون والصناع التقليديون والجمعيات. وأوضحت اللجنة التنظيمية أن عددا من الفعاليات من مختلف الجنسيات والديانات أسهمت في هذه التظاهرة الثقافية والفنية بما تراه مناسبا، وبكل ما يتيح للإبداع فرصة للتسامح والسلام بين الأجناس والديانات، بين المسلمين واليهود والعرب والأمازيغ وغيرهم. وقال سعدي ألوني، ممثل الجالية الفلسطينية بالسويد والمنسق بين «جمعية القدس للبحوث والتنمية» والمشاركين المغاربة، إن محتويات المعرض من نسيج وفخار وحلي ونقش ولوحات وغيرها، سيتم نقلها إلى القدسالشرقية في الأسابيع المقبلة لتعرض هناك، مشيرا إلى أن الجالية المغربية بالقدس الشريف هي التي ستستقبل المعرض وتتكفل بتنظيمه في الكنيسة الشرقية، ثم سينقل بعد ذلك للعرض في باقي المدن الفلسطينية مثل رام الله والخليل ونابلس وعكا وحيفا، ليعود بعد هذه الجولة للاستقرار في القدسالشرقية. وعن الهدف من تنظيم هذا المعرض بالقدسالشرقية، قال ألوني إن ذلك الهدف هو دعم الوجود المغربي بمدينة القدس باعتبار الجالية المغربية أقدم جالية بها، وإن المعرض خطوة أولى لفتح جسور التواصل مع هذه الجالية لدعم وجودها من خلال التراث. وفي السياق نفسه، قال أحمد حروز، منسق اللجنة التنظيمية، إن الجالية المغربية اندمجت بمدينة القدس لرسم تقاسيم الهوية المشتركة، وكل القيم الروحية والروحانية الموحدة للإنسان. وقالت فاطمة الحروري، رئيسة جمعية المرأة الصانعة التقليدية، إن مدينة الصويرة ثمرة لهذه الحضارة الإنسانية نفسها بأنغام أندلسية عربية وأمازيغية، إسلامية ويهودية ومسيحية، متحررة من كل أشكال التعصب والانغلاق العرفي أو العقائدي. وشاركت في تنظيم المعرض جمعية المرأة الصانعة التقليدية بالصويرة، وجمعية نور الحياة المغربية بالقدس، والجالية الفلسطينية بالسويد، بتعاون مع جمعية الصويرة موكادور.