يقع دوار السهوليين بضواحي مدينة القصر الكبير، يفصله عن العالم الخارجي واد الخلط الذي يتسبب في عزلة تامة للأهالي أثناء فترة الشتاء. ويشكل حاجزا بينهم وبين احتياجاتهم اليومية لانعدام قنطرة تؤمن الربط بين دوارهم وباقي المناطق وتساهم في إنقاذ روح امرأة على وشك ولادة مستعصية أو مواطن ألمت به وعكة صحية، لكون المنطقة تفتقد لمستوصف صحي. وكانت الجماعة القروية في التفاتة منها، قامت بوضع أعمدة الكهرباء للإنارة العمومية على طريق الدوار منذ سنتين،إلا أنها ولحد كتابة هذه السطور والإنارة بها معطلة بينما الأعمدة الكهربائية أصبحت مربطا للبغال والبعير. إضافة إلى مجال التربية والتكوين الذي يعاني الأمرين، من جهة من ضعف الآليات والتجهيزات وانعدام الظروف الملائمة للتمدرس ومن جهة أخرى، الغياب المتكرر للأطر التعليمية رغم علم الجهات المسؤولة بعدم توفر المواصلات وعزلة الدوار عن باقي المناطق، مما يؤثر سلبا على العطاء المدرسي ويساهم في الانقطاع المبكر عن الدارسة.الشيء الذي يدفع للتساؤل حول مصير الأطفال في مثل هذه القرى وفرصهم في التمدرس والقضاء على الجهل؟، وعن السبيل لتوفير آليات التدريس وضمان العيش الكريم للأطر التعليمية بما فيها المواصلات اليومية، وكيف ندبر الغياب عن المؤسسة -الشبه- التعليمية؟ كما نتساءل عمن يتحمل مسؤولية هذا الإقصاء الذي يطال هذا الدوار. وعبر عدد من سكان دوار السهوليين الذين يعانون من العزلة، على عكس باقي الجماعات القروية المحظوظة، عن رغبتهم في سد حاجياتهم الأساسية للبقاء في أرضهم والحفاظ على موروثهم دون الإضرار للهجرة كما فعل معظم أبناء الدوار، ورفعوا أصواتهم: ما نريد سوى قنطرة تدفع عنا بلاء الواد وتحمينا من اعتقال الطبيعة، وربط منازلنا بشبكة الكهرباء ومستوصف طبي يستجيب لحاجيات المرضى، إضافة إلى مدرسة نموذجية لتعليم أبنائنا، ومد الطرق والساهمة في التنمية المحلية. وهذا كله يحتاج إلى إدراج الدوار ضمن الدواوير التي تحتاج من المسؤولين إلى التفاتة ترفع عنها الإقصاء والتهميش.