تقع افريجة على هضبة سوس في الجهة الشمالية الشرقية، على بعد 12 كيلومترا من تارودانت، وقيل إن افريجة الحالية هي الموقع القديم لمدينة تارودانت، لكونه موقعا استراتيجيا؛ يشكل نقطة هامة لمراقبة مداخل هضبة سوس برمتها؛ أيام الدول المتعاقبة على المنطقة من المرابطين والموحدين والمرينيين والوطاسيين والسعديين ، تتكون افريجة من جماعاتافريجة الأم وسيدي دحمان، و سيدي بورجا، وتنتمي إثنيا إلى قبيلة أولاد إحيى؛ المكونة من دواوير الخرب، وافريجة، وأولاد عجال، زاوية سيدي صالح أيت بوعيشة، اغشي أولاد مسعود، زاوية سيدي بنور، أولاد أحمد، زاوية سكرات، دوار الكدية، أيت حمو، الركادة، أولاد علي . تضاريس المنطقة متنوعة، تغلب فيها السهول ذات التربة الخصبة الصالحة للزراعة، خاصة افريجة، ويسودها مناخ قاري شديد البرودة في فصل الشتاء، معتدل في فصل الربيع، حار وجاف في فصل الصيف، مساحتها تقدر بـ 80 كلم2 وعدد ساكنتها حسب إحصاء 2004 تصل إلى بـ 7685 نسمة وأراضيها شبه منبسطة. يعتمد أهلها على الفلاحة البورية، وبعض منها مسقية بشكل غير منتظم. وقد قامت المنطقة من قبل بدور مهما في المجال العسكري والاقتصادي والعلمي بسوس، أما الآن فتعيش جل دواوير افريجة جملة من المشاكل الناتجة عن التهميش الذي لقيته من لدن المسؤولين، وغض الطرف عن شكايات المواطنين المتكررة. حاجز مائي التقت التجديد بعشرات من مواطني دواوير افريجة في لقاء تواصلي مع برلماني المنطقة بـ أولاد عجال، حضرته ساكنة دواوير المنطقة، وعبرت خلاله هذه الساكنة عن استيائها لما آلت إليها أوضاعها التي كادت تتشابه، بما في ذلك حرمان فئة عريضة من الاستفادة من الدقيق المدعم، كما يشكو المواطنون في هذه الدواوير من الظلام الذي يسود مسالكها، ففي أولاد عجال أعمدة الإنارة العمومية مثبتة دون مصابيح، وقد صرح العديد من المصلين لـ التجديد أنهم يعانون من هذه الظلمة أثناء الصلوات الليلية، وغالبيتهم يأتي من الضفة الأخرى من الوادي الذي يقسم الدوار إلى شطرين، هذا فضلا عما يعانيه التلاميذ الذين يخرجوا من الدراسة أيام الشتاء وقد سقط الظلام. وقال أحد أبناء الدوار إن جمعية الماء الصالح للشرب هي الأخرى تشهد اختلالات؛ تجلت بالخصوص في عدم تجديد مكتبها منذ 7 سنوات، لكون رئيسها هو نفسه رئيس الجماعة، وقد طالبته الساكنة غير ما مرة بالحسابات، لكن مؤخرا ـ يقول المتحدث ـ طلع علينا برأي مفاده أن اجتماعات الجمعية تم نقلها من المقر إلى منزله، وقد جوبه اقتراحه بالرفض، وظلت الجمعية تحت سيطرته إلى الآن، وأضاف المتدخل أن إحدى الطرق بمسالك الدوار، فقيل إنها صرفت عليها ملايين من السنتيمات لإصلاحها، لكن دون نتيجة تذكر... أما أحد شبان المنطقة؛ فقد صب جام غضبه على الذين يستغلون مقالع واد سوس بـ شكل غير قانوني على حد قوله، حتى أدى ذلك إلى إحداث حفرة ضخمة وعميقة؛ سبق أن ذهب ضحيتها أحد الأطفال، وتشكل حاليا خطورة بالنسبة لرعاة الماشية، خصوصا الرحل من غير أهل البلدة الذين لا يعرفون موقعها. والتمس أحد ساكنة أيت حمو، من خلال تدخله في اللقاء، من ناظر الأوقاف بتارودانت، سداد فاتورة كهرباء المسجد المهدد بقطع التيار، والذي تطوع المحسنون بأداء تكاليف ربطه، هذا مع العلم ـ يقول المواطن ـ أن في المنطقة أحباسا متعددة من أراضي وأشجار الزيتون لا يستفيد منها المسجد... ومن جهة الفلاحة؛ فمنطقة حوضي عزوزية ومهدية تعد من المناطق الفلاحية بامتياز، وقد كانت فيما مضى تعتمد على الري التقليدي، إلى أن جفت المنطقة برمتها منذ الثمانينيات، فتم تطبيق مشروع الري، لكن المنطقة تأثرت أخيرا كباقي مناطق سوس بتوالي سنوات الجفاف وتدني الفرشة المائية، وكانت من جملة البدائل التي تفكر فيها الساكنة؛ هي استغلال مياه الأمطار، من خلال حاجز مائي بأرغن إيشو، حتى تستفيد المنطقة من مياه هذا الوادي ووادي سوس في الوقت نفسه؛ لالتقائهما في نقطة موصلة بالحاجز المراهن عليه حاليا، لسقي حوالي 408 هكتار. وكان قد كلفت لجنة لإصلاح مجرى المياه من أوله إلى نهايته، لكن يبقى الوادي هو العقبة الكؤود، إذ كلما سقطت الأمطار إلا وجرفت الحاجز الترابي، وراكمت الأوحال في المجرى الرئيس، ولهذا تلح الساكنة على ضرورة بناء قنطرة على سهب أيت جرمون، لفك العزلة عن الساكنة، سيما في فترات تهاطل الأمطار. معاناة رغم التفوق يقوم التلاميذ الصغار بدوار إغشي برحلات يومية على بعد خمس كيلومترات للوصول إلى المدرسة، ولتجاوز هذا المشكل وضع الأهالي بقعة أرضية رهن إشارة الوزارة الوصية لإحداث مدرسة بالدوار، ورغم إثارة هذا الملف عدة مرات في دورات المجلس الجماعي، إلا أن دار لقمان أبت إلا أن تبقى على حالها! وفي السياق ذاته؛ وقبل سنة خلت وجه النائب البرلماني بالمنطقة سؤالا إلى وزير التعليم لم يجب عنه بعد، حول التهميش الذي طال بعض المتفوقين في الدراسة بجماعة افريجة، وحول المعايير التي اعتمدتها نيابة تارودانت لتحديد مفهوم القرب من المدرسة، حيث فوجئ بعض الآباء، باستثناء أبنائهم المتفوقين من منحة التعليم الإعدادي، بدعوى القرب من الثانوية الإعدادية، مع أن هناك أحد المتفوقين من فرعية آيت حمو التابعة لمجموعة مدارس أولاد أحمد؛ حرم من هذه المنحة، وتبلغ المسافة بين الإعدادية ومحل سكناه أربعة عشر كيلومترا، ولا وجود لنقل مدرسي، مما ينذر بضياع طاقات بشرية واعدة، وتعرضها للضياع.