قيادة البام تتصارع حول التزكيات وسط اتهامات بمحاولة الانقلاب على بيد الله تبادل أعضاء المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة الاتهامات بين بعضهم البعض خلال اجتماع وصف ب»العاصف» يوم الأربعاء الماضي، بالرباط. امتد لما بعد منتصف الليل. وبحسب مصادر بيان اليوم، فإن الخلاف احتدم بشكل كبير بين حكيم بنشماس رئيس فريق الحزب بمجلس المستشارين وأحمد التوهامي رئيس الفريق بمجلس النواب حول مطالب البرلمانيين بإعادة النظر في الأداة التنظيمية للحزب، كما اتهم إدريس بلماحي خلال الاجتماع ذاته، مجموعة من القياديين بتشكيل خلية للانقلاب على الأمين العام محمد الشيخ بيد الله، في وقت كال فيه رئيس قطب التنظيم محمد بنعزوز نقدا لاذعا لما سماه انزياح الحزب نحو أن يكون «حزب أهل الريف والعائلات». واستنادا للمعطيات التي حصلت عليها بيان اليوم، فإن حكيم بنشماس دخل في نقاش حاد مع أحمد التوهامي حول مطالب هذا الأخير بعقد جلسة خاصة بدراسة الهيكل التنظيمي للحزب، إلا أن بنشماس وصف تلك المطالب ب»الابتزاز غير المقبول»، ليرد عليه التوهامي بضرورة سحب هذا الاتهام. غير أن النقاش المحتدم لم يتوقف عند هذا الحد، إذ ساد الجدل بين جهتين داخل المكتب الوطني حول من له أحقية منح التزكيات خلال الانتخابات المقبلة، إذ طالب أعضاء المكتب من البرلمانيين بأن تكون صلاحية منح التزكيات من اختصاص المكاتب الجهوية، فيما دافع بنشماس على أن تستقر هاته الصلاحية في يد المكتب الوطني، ليحتج عليه البرلمانيون بدعوى أن ذلك يخالف توجه الحزب نحو التنظيم الجهوي للقرار الحزبي، وفهم من ذلك، أن البرلمانيين متخوفون من إقصائهم من تزكيات الحزب من طرف قياديين محسوبين على «حركة لكل الديمقراطيين». كما انتقد أعضاء بالمكتب الوطني بشدة تدبير الحزب، مركزين هجومهم على إلياس العماري المدير العام للحزب، بحيث انتقد مدير قطب التنظيم ما سماه «توجه الإدارة العامة للحزب نحو تحويل الحزب إلى أداة في يد أهل الريف وبعض العائلات»، فضلا عما سماه «ضعف الإدارة المركزية للحزب». ولم يخمد هذا النقاش حتى تبادل الطرفان من جديد الاتهامات بخصوص ما سمي محاولات لإفشال المجلس الوطني للحزب الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي، إذ اتهم بعضهم برلمانيي الحزب ب»محاولة نسف الدورة من خلال تأخير مباشرة أشغالها لنحو ساعتين من أجل اجتماع بينهم للتخطيط لكيفية فرض أجندة خاصة»، غير أن آخرين ردوا بالقول إن المجلس الوطني «كان ناجحا ولا يمكن بالتالي إلقاء اللوم على البرلمانيين». على أن النقطة التي أفاضت الكأس كانت هي الاتهامات التي قذفها عضو المكتب الوطني إدريس بلماحي في وجه عدد من القياديين بدعوى أن «خلية تشكل في الخفاء تهدف إلى المس بالأمين العام والانقلاب عليه، بفرض صيغة تسيير مشترك يهدف إلى التأثير على صورة مؤسسة الأمانة العامة»، مشيرا إلى أن عددا من القياديين «يتحركون في الخفاء ويعقدون اجتماعات سرية غامضة في أهدافها لكن ما ظهر يشير إلى أن هدفهم تقليص صلاحيات الأمين العام في أفق تنحيته»، غير أن الشيخ محمد بيد الله حاول تهدئة النقاش، سيما أن هذه الاتهامات كانت شديدة، فسخر من «ما قد يحاك ضدي، لأنكم إذا أردتم رأسي، فإني مستقيل من اليوم»، يرد بيد الله. ورغم أن الاجتماع شهد صخبا كبيرا، إلا أن البرلمانيين «خرجوا منتصرين منه» بعدما قرر المكتب الوطني عقد اجتماع خاص معهم لمناقشة الوضع التنظيمي للحزب في أجل أقصاه يوم الخميس المقبل، خلال جلسة استثنائية للفريقين مع مكتب الحزب، كان بنشماس يرفض أن تكون بهذه الصيغة، مفضلا أن تؤجل إلى نهاية الشهر لتكون جلسة عادية، إلا أنه فشل في ذلك. وكانت أبرز مستملحات الاجتماع، المناقشة المستفيضة لبنشماس حول مصادر صحيفة بيان اليوم حول أخبار الحزب، إذ حذر من مغبة الاستمرار في تسريب أخبار «البام» إلى الجريدة، إلا أن عضوا آخر تصدى له بالقول «إنكم ما فتئتم تسربون أخبارنا إلى جرائد بعينها، قصد تلميع صورتكم! فلماذا تمانعون تسريبها إلى جرائد أخرى في الوقت الحالي؟»