يدخل أعضاء المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، يوم السبت القادم، في «خلوة تنظيمية» بمدينة المحمدية، بعيدا عن الأنظار والإعلام، بحضور مؤسس الحزب، وكاتب الدولة السابق في الداخلية، فؤاد عالي الهمة، لإعادة النظر في البيت الداخلي، خاصة بعد أن وصل «السيل الزبى» على المستوى التنظيمي، على حد تعبير قيادي في الحزب. وتهدف قيادة الأصالة والمعاصرة من خلوتها، من حيث الشكل، وضع كوادرها في الجو السياسي وخيارات الحزب في المرحلة المقبلة، ومن حيث المضمون، وضع الكوادر في جو التطوّرات الإدارية والتنظيميّة الداخلية، خاصة في ظل اشتداد الصراع حول المواقع بين برلمانيي الحزب، خاصة من المنتمين إلى الحزب الوطني الديمقراطي والعهد، وبين أعضاء حركة لكل الديمقراطيين. وفيما ينتظر أن يعقد لقاء وصف بالاستثنائي بين المكتب الوطني وبرلمانيي الحزب والأمناء الجهويين بالرباط يوم 10 يوليوز الجاري، قال قيادي في «البام»، تحفظ عن ذكر اسمه، إن «الخلوة ستعرف حضور سي فؤاد اللي غادي يطحن الناس اللي سوقهم خاوي، خاصة أولئك الأرقام الانتخابية داخل الحزب الذين ليس لهم القدرة على الإبداع. أناس إذا تغيب فؤاد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها»، مضيفا، في اتصال مع «المساء»، «نحن مشروع كبير يفوق سي فؤاد.. مشروع البلاد.. مشروع يريد بناء المشهد السياسي على علته، ولا يمكن أن يبقى خاضعا لطموحات شخصية ضيقة. نريد بناء حزب يتوفق في الجمع بين النخب والأعيان كقوة حقيقية في خدمة البلد، لا أن نعيد ما تعرفه الأحزاب التقليدية من واقع عنوانه البارز الحزب في خدمة الأعيان وليس العكس». وردا على سؤال ل «المساء» حول ما إن كان الحزب قد أخطأ حين شرع الباب أمام الأعيان لاكتساح صناديق الاقتراع، نفى القيادي في «البام» أن يكون حزبه أخطأ بهذا الصدد، معتبرا أن «أي حزب في المغرب لا يمكنه أن يشتغل بدون الأعيان، وأن الثقافة المغربية مبنية على هذا الأساس، وأن الأمر يتطلب بعض الوقت للقطع مع هذه الثقافة». وحسب نفس القيادي، فإن التحدي المطروح على الحزب هو إيجاد الكيفية الملائمة لإحداث التوازن بين النخب والأعيان. إلى ذلك، علمت «المساء» أن أعضاء حركة لكل الديمقراطيين يدفعون في اتجاه إصدار تصريح أو بلاغ رسمي يدعو إلى التوقف عن استقبال الحزب للرحل، وسد الباب على الراغبين في الالتحاق، تخوفا من إغراق الحزب بالبرلمانيين والأرقام الانتخابية، وأن يصبح حزبا انتخابيا لا حزبا حداثيا، كما يقول مؤسسه، ومخافة تحويله عن الهدف الذي رسم له، مشيرة إلى أن آخر الملتحقين كان المستشاران عبد الواحد الشاعر ويحيى يحيى. وحسب المعلومات التي توفرت للجريدة، فإن الدعوة إلى سد باب الحزب أمام الرحل أملاه تخوف المحسوبين على حركة لكل الديمقراطيين من أن تكون الالتحاقات الجديدة تدخل في إطار إستراتجية برلمانيي الحزب لتغليب كفتهم داخل أجهزة الحزب استعدادا لمحطة 2012. وبعبارة أدق إعادة صياغة الخريطة التنظيمية والهيكلية للحزب من خلال إبعاد المحسوبين على الحركة لفائدة المحسوبين على البرلمانيين. ومن جهة أخرى، تشير مصادر «المساء» إلى أن الهدف الرئيس لبرلمانيي الحزب هو التحكم في التزكية خلال محطة 2012، وهو ما يصطدم برؤية أعضاء حركة لكل الديمقراطيين الذين يراهنون على محطة 2017، مؤكدة أن معالم إستراتيجية البرلمانيين بدأت تظهر من خلال دفعهم في اتجاه منح الصلاحيات للمنسقين الجهويين فيما يخص التزكية، وإبعاد المنسقين المحسوبين على الحركة عن مواقعهم الحالية.