مرحبا يا أكتوبر، يا دفء أصواتهم الغافية فوق عِطف الحنين، ويا رائحة القهوة العتيقة في أحضان تشرين، كلما هبت نارٌ في جوفي، وسبقني الوقت الذي خذلني واحتضر، مللت مِن كل هذا الذهول الذي يحاصُرُني، وتركت روحي تلملم أذيال خيبة صارت في وجه الريح، أهرب من خيبتي، وأصل قبلها فقط امنحوني بعض الأمل وبقايا السنين، أكابد لئلاّ أنفُثَ كلماتٍ تحرق مَن أمامي. أنتظر طيفي كل صباح في المرآة، ليتبلور شكلي وتتلاشى روحي بعيدا عني في عزلتي العميقة، نظري خاطف، وورقي مُبعْثَر أمام بؤرتي المشتتة، ثم ماذا؟ ثم روحي والوحدة الغارقة، أتت إليَّ تبحث عني، ولا أعرف أين؟ والتعب صحو، والحلم غريق من كفاح الأيام، كلما أقبل ظلي من يناع الماضي الكفيف، تحتفظ روحي بالضوء المرتعش، وفاءًا للنذور، ومكافأةً للعمر المتهالك، وكل هذا الفرح المحتضر، وأنا مازلت جافة كورد الخريف، منذ عام مضى أنادم الليل، وكلما نظرت للسماء العارية، تمنيّتُ الرحيل. وكيف لي أن أغمسَ نفسي في بياضها، وملامحها أوسع من الليل، أذوب في الرماد المتساقط من مجراتها. لأندمج فيه حتى أصبح أنا البياض، أو يصبحَ ذاك الرماد أرجوحة على هيئتي، لا يتحدّث فيها؛ معها؛ إليها سوى عِرقُ غضبي الذي ينزُّ براءة وطُهراً منذ زمن بعيد. صمت بات يلازمني، يتبعثر في ذاتي، يكتبني بنبض القلب، ويمحوني بدمع العين. وبات مُتعبٌ جدا هذا الفراغ المنتشر بداخلي، فعلا كم هو مليء بالتعب زماني، وكم هو جميلٌ كل هذا الصمت تحت خطى حطب الغضب، لأني بلغت نصيب الأسد، فقط اصبروا عليَّ لأجمع نثري، وأشرح لكم لما كل هذه النجوم في سمائي، وأنا مازلت سوداء ليليّة القلب والروح، ف لله در من ضاقت عليهم الحياة. تمنيّت لو أن الوجع في جسدي يتفاقم، يتفاقم كثيراً حتى أنفجر، ثمّ أتناثرُ، ويأتي طفلٌ تعلّم المشيَ حديثاً، لا يمشي فوقي، يحمل كل قطعة مني، ويجمع الأحلام المتناثرة. حلما، حلما، يركبها كما يتخيّلُ الدنيا على شكل قصائد شاخت، والبوح شحيح، فأغدو من بين يديه، علني أرمم تجاعيد الصبر، وكم من الكلمات لم يكتب لها نصيب، لترى كل هذه الثرثرة والكلام الكثير، والصمت غلال، وأنا ك صبح يتيم أصابه الخرس، وكل الكلمات واللحظات العجاف، ترتع في جوفي تحرقني، وأحرقها ف أدونها بكلّ ما أوتيَت ذاكرتي من حرقة. ووحده الحرف يدلنا على السبيل، ووحده الصمت يحفنا بأجنحة الليل، إلى ال هُناك بعد صراع طويل مع الأمل. فخلوا سبيل العمر، واستقلوا الريح، وغازلوا أقحوانها، لتنام الأماني بين السنابل، وتسافر عبر القلب الجريح، ليتنا نستطيع أن نحيا كما نريد، تارة نغازل الأقحوان، ونستلف من الشمس لحظات صفاء، نملأ منها عيون الليل، وتارة، نحتاج لحفنة هذيان، وكبسولة بوح طريح، وأكواب قهوتنا لنستريح. كتبتك آلاف القصائد، وحلما جميلا، وليلا طويل، ف أتعبتنا فيه الدروب الطويلة، والأرواح العليلة لنصم أذان الحزن العميق. ليلا طويلا يناجي كلينا، لنغلق أبواب العتاب، ولأبعث مع الحمام الزاجل لفجرك قبلة، وأرسم فلا على راحتيك و ياسمينا، لنشرد مع قطعان الحلم، ونستريح بجوار قصائد العمر، فحين التقينا، زرعتك بدرة أمل بين الضلوع، وينبوع حب يفيض علينا، كلما لاح طيفك أغلقت نوافذ الوجدان، لترقد في ضفائر الليل والياسمين. لأحجب رياح الحسد عن كلينا، فتمنيتك عمرا لا يبلى، وصدرا حنونا نشكي عليه فيهفو إلينا، عزفتك ترانيم عشق على وثر حساس، كلما سمعناه يمحو بكانا، ويحنو علينا، وحين التقينا يقولون لي لمن كل تلك القصائد؟ أقول لهم هي لي، وأخاف العزال، وأمنع البكاء عن مقلتينا، لأنك علمت قلبي الوفاء. أيقنت فيك الصدق، وزرعت لك في حنايا القلب زهورا ورياحين، أتوقُ لمرفأ الأحلام في عينيي، وأستسقي من كلامك حلما وأعود لأبحث عنا في ذاكرتينا، أوقَد مواسم الشوق، وعشقي الدفين، لأدفئ كلينا، وحين احترقت الحروف، وصمت فلاسفة الكلام، وحين تاهت أمانينا، وحين التقينا، سرقني الخريف، وباغتني من حيث لا أدري، أقلم أطراف الحديث. بالأمس كنت أمضي على وجعي، بطيف إنسان، أرتق الجراح بالملح علها تنمو رياحين، فأكتحل القلب برؤيتك، وأجدد عهوده مع العالم، ليكتب فيك أشعارا ودواوين، رأيتك حلما كبيرا، ورأيتك كلاما كثيرا، تردده كل الأمسيات في أدنينا، ثم أستجمع أشلائي، والدمع محاجم، ألملم الحلم العسير لكلينا، وإن لم نلتقي ظل الخمائل بعدها، نربط على قلب القصيدة حلمنا الجميل، أستجدى منه ظلك عسانا التقينا، ولم نته، أو انتهينا ولم نلتقي، بذاك الأمس الذي كانت تتزاحم على شرفاته الذكريات. واليوم أتعبنا الوقوف على العتبات الهرمة، فمن يخبر السنونوات أن تؤوب، ومن يخبر سروتنا أن تفتح ذراعيها لليمام؟ ومن يتفقد ساعي البريد؟ فقد تاه منذ عشرين لهفة، وبللتْ بالحزن ياقةَ انتظار المكاتب، وكم نحتاج لصباحات عتيقة، تنتشلني من بئر الحنين، وتعيدني إلى ذاك الدرب، لتظللها غيمة نسجتها أمي من حكايات إغريقية، يكون فيها العيد كهلا، يركب عربة تجرها أيائل بلقانية، في إحدى يديه زنبقة، وفي الأخرى حبات تين، يخترق جدران أحلامي، ففقدت نفسي في حقيبة ذاكرتي، ونسيت أن أكبر. يمسد على نبضي بماء الورد وآيتين، ويبقي لي صندوقا من همس، فيه عطر العود، وبعض النرجس وأنفاس الصبح وقصيدتين، تنام على كتفي الأرجوحة، حيث صغار العصافير. فقط أخبروا أيلول أن يتأخر، فمن ينادي على الأزقة لتستيقظ، أتظاهر دوماً بالثبات حينَ تعبرني أيام متعبَة، كنتُ أظُن أنها سبيلي للنجاة، حتى داهمتني أصعب الأيام، فشعرت بالعجز من الداخل وكأنني أصبحت فارغة، تخبطتُ يميناً ويسار حتى ارتجفت أطرافي، تلاشت قوة مقاومتي في لحظات، ووجدتُ نفسي أنهار، ومنذُ تلك اللحظة، ما عدتُ شعرتُ بالهدوء على الإطلاق. ما أن يحل الصباح، حتى تبدأ طقوس القهوة، فتتمايل قصيدتي على رائحتها، كيمامة تعانق حبات النبق، فأنا في حضرة القهوة عرافة، أصنع من نقوشها حكايات لذيذة، وتلك القصائد وذاك الليلك مداد محبرتي كل صباح. فأحلامي لا تبرح ذاكرتها، والقوافي على مقاس غيابي، ومن عِطف سحابة تهطل مكاتيب منسية، فليت كل شيء بنكهة القهوة ومطر تشرين. ما يوجعني يا صديقي، أنهم لم يرحلوا حينَ كنتُ أخشى فقدهم يوماً، حينَ كنت أراقبهم بعيون قلقلة، خائفة، توقيت رحيلهم كان بعد أن انتصرتُ على خوفي وأيقنتُ بقائهم للأبد، استيقظتُ فجأة من غفلتي وتلقّيتُ صفعة الفقد.. لقد رحلوا جميعهم في أكثر أوقاتي يقيناً، وتأكيداً وثقة. لا أصلح أن أكون إلا غيابا، ووهما أو إن شئت قل خيال نبض قلبي الموجوع، وفي وريدي لا يسري إلا ألم أخاف أن أجزع منه وفي حرفي ينام وجل عظيم. لا أصلح للإلهام، هرمت مراكبي ومواقدي، لا يشعلها غزل لا أصلح إلا للبكاء فأنا امرأة مجبولة من حزن أمسياتي، ذكريات رحيل ومع قهوتي احتسي همومي فدعني، كنورس أغيب واحضر ولا تسأل عني إلا غيم البوح. لم أعُد أشعر بأي ألم، أو خوف أو حتى إرهاق، قضيتُ حياتي أركض بلا أنفاس وسلكتُ الطرق الخاطئة، ما عادَ عامل الوقت يعنيني وما عدتُ أكترث للجروح التي كانت في قلبي، لقد تخبطتُ وحدي من وجعٍ لوجع، لم أجد كتفاً يسندني أو قلبي يحتويني لم أستطع أن أكون قوية أو أن أحظى بلحظة طمأنينة، لم يُهدّئ أحد من روعي ثمّ ماذا؟؟ لم يعُد يهمني إخفاء تعبي، توقفتُ عن تمثيل أنني بخير، لقد سقطتُ دفعة واحدة، سقطتُ حتى من نفسي، ولم أعرف كيف سأشفى ولا من أحد يكترِث ثمّ ماذا؟؟ ابتسمتُ ابتسامة السّاخر من نفسه لكبت رغبتي بالبكاء، تحدثتُ كثيراً مع نفسي وكأنني في حالة هذَيان، تظاهرت بأنّ ما حدث عادي، لكنه أبداً لم يكن عادي، لقد شقّ طريقه وسط قلبي وسلبَ طمأنينتي للأبد.. تضاعف الخوف بداخلي من أن أفقد عقلي للأبد أطلق عنان البوح وروض السابحات في المقل جئت اليوم أمتطي أيل الأرق فاستلف ظلال ستائرك وعلى عاتق قهوتي رميت همومي كلما مرت ببابي هذا الصباح ظبية بين عينيها يغفو النسيان وفوق عِطف مآقيها يختال الغزل أهدتني مكاتيب تغفو تحت أهدابها يفوح منها عبق الذكرى وتشتعل بين سطورها مواقد توثق بالقرب من الحرف قوافي حزينة لا أدري يا صديقي ما هو شعوري الآن بالضبط، متناقضة أبدو، ثمّة برد يجتاز أطرافي وناراً ملتهبة وسط قلبي، الشتات يملأ رأسي والثبات يمكث في وجهي، سواد يتحيّز بين ضلوعي والبياض يُعبّئ أنفاسي، أقتات من قوّتي لأحارب ضعفي، فصول تتلوها فصول وأغدو أنا امرأة حكاياتي فيها الخريف سيد الفصول وعلى بعد عقدين من حنين كانت تلك الملامح تعانق أنفاس الجدران رائحة الطين تخالط عطر ياقاتهم وهمس الريح يلتصق بزجاج النوافذ ووحده وجهك كان كل الحضور ووحده صوتك استحوذ على كل النبرات دميتي وأنا ما زلنا نحتكر الأماكن وما زالت غمازتي تقبع في وجهي وقلبي ما زالت صغيرة نبضاته حتى الفستان الليلكي لم يهرم ليت أحدهم يمنحني ملامحه العتيقة وأهداب تطبق على خصر النسيان ومقل محشوة صورَ رفاق طفولة أيدي تعبث بحوض البيلسان وشفاه تنفث على قارب صغير وصلنا إلى أعتاب النضج بهدوء، وصلنا متأخرين ولا يهُم، عرفنا أنّ الصمت أفضل الوسائل المُتاحة لنا، ما عادت تخدعنا كثرة الأحاديث، ما عُدنا نبحث عن التّواجِد الدائم لأصدقائنا، صرنا نرسل الصباحات دونَ انتظار الرّد، تركنا جميع الأمور تسير كما هو مُقدّر لها، لم نعُد نحزن ونتأثر من أبسط الأشياء، فهمنا أنّ الانهيار رفاهيّة لا نملُكها، أصبحنا أكثر هدوء، نمشي مع التيّار، لا نتمرّد ولا نقلُب الموازين نتقبّل كل ما يحدُث معنا، بهدوء تام بهزّة رأس فقط لأننا تعبنا ولسنا على استعداد لأي استنزاف كان و ما زال إلى الآن يبحر في نهر الأمنيات فصول تلو فصول فيها تشيخ ضفائر الخريف ويسقط كل زهر الرمان تعتق الشرفات مطر تشرين وعلى ساق حورة تتماهى حروف القصيدة منذ أكثر من عقد طويت دفتر أشعاري وفي سوق الوجل شريت بثمن بخس يراعي حزمت أمتعة الذكرى وعلى جيد الخريف علقت عقد الذكريات فصول تلو فصول ما فتئت تهرول ووحده الخريف يتربع على عقد أصابعي يصول مرة ومرات عدة يجول أريد أن أصل لشعور واضح لكنني في حيرة من أمري، غصة عالقة بقلبي حينَ ألقى كل من أحببتهم سلام الفراق بكل برود، كأنني عابرة أتسوّل الاهتمام، للوهلة الأولى شعرتُ أنّ قلبي سيتوقف وأنها آخر دقيقة لي في الحياة، لم أتخيّل يوماً أن تنتهي علاقاتي جميعها بهذه السهولة لماذا يجف النرجس قبل أوانه ويعشعش باكراً على أكتافه الخريف؟ ولماذا نشرّع لليالي نوافذ الود بألوانه لتلطم ريح عقيم سواقي اللهفة وتخرس في صدر السدرة أصوات الحفيف؟؟ أنا التي كنت مزدحمة بالأصدقاء أمسَيتُ في لحظة وحيدة، مرّ اليوم شريط ذكرياتي معهم جميعاً، شعرتُ بشيء ساخن يحرق وجنتي، كانت دموعي التي أيقظتني من غفوة الخذلان، كأنهم غرزوا سهامهم في قلبي الآن، سم فراقهم تجدد في كل ثنايا روحي، لم يغزوني مثل هذا الشعور من قبل، كأنه أتى ليوقظني، ليخبرني أنّ العمر مرّ سريعاً، وأنني أعيش وحدة قاتلة وطقوسها تجتاز جدران غرفتي والألم يتصدّع من عتمتها دون أن أنتبِه، يبدو أننا ألفنا النظر إلى الخلف كثيراً فما زلنا نحفر على ساق حورة أسامينا فكم محطة عبرنا و كم قطاراً غافلنا وهرب وكم وكم من السنين هرول ونحن ما زلنا نعقد الورد حول رسغ أمانينا اليوم يا صديقي تذكرت سلامهم الأخير لي، لقد أسقطني دهراً وأعوام دون أن أشعر، اليوم عادت التساؤلات مجدداً إلى رأسي: «كيف بسهولة ابتعدوا عني؟، ما بالك أنت والسطور أضداد تكتب حرفاً ينساب جدولاً تغرف من في القوافي وتشيّد لهمسك مواسم أعياد تتفيئ بظل نرجسة في روض أمنيات تبثها أشجانك وتلف سيجاراً من الحنين تشعله من لهيب الآهات وترسم للقاء أبعاد. تعاود الكرة تلو الكرة تتشاجر مع سيل أبجديتك فيلتهم السطر بعض البوح ويعود حزنك أدراجه وتصبح أنت ونظرات اللواحظ لمقهى قصائدي روّاد؟؟!! كيف لعِشرة طويلة أن تنتهي ولا يحاول أحد منا إنقاذها وهي تحتضر؟»، خائفة أنا من نفسي لا من أحد، كيف لم أكترِث لعلاقات كنت أتمسك بها جيداً وراهنتُ على دوامها للأبد، كيف امتلكتُ تلك القدرة على الاستغناء؟ يبدو أنّ هناك انطفاء بروحي حدث، ولكن من سببه وماذا حدَث؟؟ أتدرين ؟؟ كأنها سنوات و تلك الساعات التي تمتشق الانتظار منذ الصباح ألقيت السلام على القرنفل في الشرفة ونفضت الغبار عن مكحلتي ورحبت بالشمس فمنذ غيابك لم أعد اشرب القهوة في كوّتها حتى الحسون الذي يقيم على النافذة المرتفعة سمعته يحدث أقرانه عن ثوبه الجديد الذي سيرتديه عندما يتناول كسرته من يدك لم أع أن غمامك وحده من يمطرني أنساً إلا بعدما جدبت أحداقي إلا من الجمان لم أعلم أن الدفء يتسرب من الأطراف رغم قربي من المدفأة االا عند غيابك سوف أظل أثرثر اليوم وأثرثر لأني في حضرة أنفاسك وسوف أدون حكاياتي على ساق الكينا فوحدها العصافير من تحب سماع هذياني ما كانَ الفراق هيّناً، ولا كانَ الود صعباً، ما كانَ العشق سهلاً، ولكن أنين الفراق يعلو وللنسيان صوت يصفع القلب ويُحوّلهُ لبركان ثائر، نجمع خُطى اليوم والأمس ونلوذ هاربين من أنفسنا لنُعلن الهجر ونتوشح بالنسيان، إنها النهاية المفجعة التي أخرست مشاعر قلوبنا للأبد، هي الوجع القاسي الذي عجزنا عن هضم أثره المُر وحتى تجاوزته لُمّي شمل اللحظات، فلا تغرِّبي أيتها الحياة ربيع الذكريات فحرام عليه سكنى الآماق أن يرشقها بالقهر و كذا من ينام بين النبض لا يحق له أن يجري في الوريد. جبن يا أنا أن تمشي حافية القدمين خوفاً من صرير العبارة فمن كفك يستمد الورد شذاه ومن أفق الخزامى تتجلى في عينيك منارة.