الغرب يبدي شكوكا في قدرة المجلس الانتقالي على قيادة المرحلة الجديدة تضارب الأنباء بشأن مكان القذافي واعتقال سيف الإسلام لم يتخيل ثوار ليبيا وهم يتقدمون باتجاه العاصمة طرابلس أن الجماهيرية البوليسية التي بناها معمر القذافي على مدى أربعين عاماً ستنهار كبرج من ورق. إلا أن هذه الحقبة باتت من ماضي ليبيا، حيث يسجّل ليل الأحد - الاثنين انتهاء عهد القذّافي. واشتبك الثوار الليبيون صباح أمس الاثنين مع فلول تابعة للعقيد معمر القذافي في محيط باب العزيزية بعدما كانوا أحكموا في وقت سابق سيطرتهم على كل أنحاء العاصمة بما في ذلك الساحة الخضراء التي غيروا اسمها إلى ميدان الشهداء، والتي احتفل فيها سكان المدينة حتى الفجر. وقالت مصادر الثوار إن دبابات خرجت صباح أمس من مجمع باب العزيزية الواقع في القسم الجنوبي من طرابلس، وقصفت حي سيدي خليفة المجاور. وتحدثت وكالة الصحافة الفرنسية في الوقت نفسه عن معارك عنيفة في محيط المجمع الذي تعرض أمس لقصف من طائرات حلف شمال الأطلسي بينما كان الثوار يتقدمون داخل المدينة. وقال آمر المجلس العسكري للحركة الوطنية للتحرير العميد منير محمد المبروك للجزيرة إن الثوار يحاصرون مجمع باب العزيزية من أكثر من جهة. وأضاف أن الثوار بصدد استقدام دبابات من أحياء أخرى في طرابلس مثل فشلوم للتعامل مع فلول القذافي في باب العزيزية. وردا على سؤال عما إذا كانت معركة باب العزيزية قد بدأت، رد المبروك بنعم، وتوقع أن تستغرق المعركة ما بين عدة ساعات إلى يومين. ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن اشتباكات عنيفة سمعت أيضا في جنوبطرابلس، ولم يتضح ما إذا كانت نفسها التي تدور في مقر إقامة القذافي الذي أشارت بعض المصادر إلى احتمال وجوده داخل المقر. وتحدثت الوكالة أيضا عن إطلاق أعيرة نارية قرب فندق ركسوس الذي يقيم فيه صحفيون أجانب. وذكرت أنباء أن مسلحين موالين للقذافي لا يزالون داخل الفندق الذي كان مسؤولو النظام ومن بينهم أمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الوزراء) البغدادي المحمودي، والناطق باسم الحكومة، يعقدون فيه مؤتمرات صحفية. وفي وقت سابق، كان الثوار أكدوا أن الاشتباكات توقفت في طرابلس. وكان الثوار أكدوا في وقت سابق أنهم سيطروا على 95% من طرابلس، وأن أحياء بن عاشور وفشلوم وزاوية الدهماني وسوق الجمعة وتاجوراء وعرادة والسبعة تحت سيطرتهم، وكذا مقر شركة هواتف متنقلة، ومبنى الإذاعة والتلفزيون التابع لنظام القذافي. وأشارت مصادر للجزيرة إلى أن الكتيبة المكلفة بحماية القذافي سلمت نفسها وقررت إلقاء السلاح، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن قائد كتيبة حماية طرابلس أمر بإلقاء السلاح وفتح بوابات طرابلس. كما نقل المراسل عن مصادر الثوار تأكيدهم اعتقال أكثر من مائة أسير من كتائب القذافي في الساعات الماضية. وتمكن الثوار من إطلاق سراح السجناء في سجون كل من تاجوراء وبوسليم والجديدة وعين زارة، وتم تحرير آلاف من المعتقلين السياسيين كانوا فيها، وتمكن بعضهم من التواصل مع ذويهم في مدينة بنغازي. وتحدثت مصادر عن انسحاب الكتائب وتخليها عن الزي العسكري، وهي تحتمي بمبنى باب العزيزية، في حين أفادت مصادر أخرى بأن هناك وجودا مكثفا لكتائب القذافي في فندق ريكسوس بطرابلس وفي محيطه، مرجحة أن يكون فيه بعض المسؤولين في نظام القذافي. وفي غضون ذلك، أبدى مسؤولون غربيون شكوكا في أن تكون المعارضة الليبية جاهزة لتسلم مقاليد الحكم ومخاوف من انكفاء التقدم السريع نحو طرابلس. ولكن قادة المعارضة أكدوا أنهم جاهزون للانتقال من الثورة إلى السلطة على الرغم من حل هيئة السياسية للمجلس الانتقالي التي كانت بمثابة حكومة دون إقامة بديل حتى الآن، في مؤشر إلى أن حركة المعارضة تعاني من الانقسامات والتوترات في صفوفها ، بحسب بعض المراقبين. وأعرب هؤلاء المراقبون عن خشيتهم من ألا تكون قدرات المعارضة بمستوى المهمة التي تنتظرها وان الخطة التي أعدتها لمواجهة المرحلة المقبلة خطة «لا يُعتد بها»، على حد تعبير احد الدبلوماسيين الغربيين.