حجم الإهمال الكبير الذي يتعاطى به المسؤولون مع مدينة أزمور، ولامبالاتهم تجاه مستقبلها التنموي وأوضاع سكانها المتردية، جعلت عددا من المتتبعين للشأن المحلي يحتجون على هذا الواقع ويطالبون بتدخلات عاجلة من طرف الجهات المسؤولة إقليميا ووطنيا، لإيجاد حلول فعلية وناجعة للمشكلات التنموية والتأهيلية لإخراج المدينة من النفق المسدود. شهدت مدينة أزمور عشية السبت الماضي تنظيم وقفة احتجاجية، وذلك للمطالبة برفع التهميش والإقصاء عن هذه المدينة التي تعد من اعرق المدن التاريخية على الصعيد الوطني. وعرفت هذه الوقفة ترديد شعارات منددة بالوضع العام الذي آلت اليه هذه المدينة، كما حملت المسؤولية في ذلك للساهرين على تدبير الشأن المحلي والمسؤولين المحليين والإقليميين. الوقفة الاحتجاجية التي شهدتها المدينة جاءت مجسدة لحجم القلق والمعاناة وسط السكان، وخصوصا الشباب، كما أنها عكست فقدان ثقتهم في مختلف الوعود التي تكررت على مسامعهم عديد مرات ولم تنفذ، ومن ثم عبرت شعارات الوقفة الاحتجاجية عن التنديد بالمعضلات الاجتماعية والتنموية وانسداد كل الأبواب أمام الشباب والفئات الفقيرة، وأيضا استنكرت ما يتميز به التدبير المحلي من ضعف وعشوائية وارتجال وتجاوزات. واستعرض المحتجون العديد من المشاريع والبرامج المحلية التي أعلن عن الشروع فيها لكنها لم تكتمل ولم تر النور، وذلك إما بسبب مشاكل تقنية او تمويلية، أو جراء العشوائية وانعدام التخطيط والحزم في المتابعة، وكل هذا يطالب المحتجون بشأنه بتدخلات عاجلة من طرف الجهات المسؤولة إقليميا ووطنيا، وذلك لإعمال حلول فعلية وناجعة للمشكلات التنموية والتأهيلية، وبالتالي لإخراج المدينة من النفق المسدود كما تحياه حاليا . ويشار كذلك إلى أنه من بين مطالب المحتجين خلال وقفة السبت الماضي، هناك ملف مصب نهر ام الربيع الذي بات يشكل عبئا كبيرا، بيئيا واجتماعيا واقتصاديا، وأيضا مشكل الساحة الخضراء التي تعثرت وتوقفت الأشغال بها منذ قرابة 3 سنوات، ثم هناك موضوع البناية المخصصة للمحكمة الابتدائية بأزمور، وهي الأخرى توقفت الأشغال بها. ثم هناك كورنيش أزمور على ضفاف نهر ام الربيع، والذي تعثرت به الأشغال هو الآخر، وكذلك البناية المخصصة لمفوضية الأمن الوطني، والتي شيدت منذ 5 سنوات لكنها لا تزال مغلقة إلى حد اليوم. يستغرب المتتبعون لحجم الإهمال الذي يتعاطى به المسؤولون مع مدينة أزمور، ولامبالاتهم تجاه مستقبلها التنموي وأوضاع سكانها، وذلك برغم كونها مدينة