بدعمها لمشروع إعادة تأهيل بحيرة أكلمام أزكزا الواقعة عند سفوح جبال الأطلس المتوسط على بعد أكثر من 47 كلم شرق خنيفرة، تكون المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قد ضربت عصفورين بحجر واحد . فقدت قدمت المبادرة مساعدة قيمة لسكان المناطق المجاورة للبحيرة، الذين قاموا بإنشاء متاجر صغيرة لتحسين دخلهم، وفي الوقت نفسه، أعطت دفعة كبيرة لدينامية الاقتصاد المحلي من خلال زيادة العرض السياحي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع، الذي أطلق مطلع عام 2020، مكن من تهيئة مسالك وطرق مؤدية إلى البحيرة على مسافة 1.2 كلم، ومواقف للسيارات على مساحة 9500 متر مربع، وممرات للراجلين، وفضاءات للاستراحة ، وأكشاك لتقديم الطعام وبيع المنتوجات المحلية. وأكد عدد من الزوار، في تصريحات استقتها قناة (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إنشاء 26 كشكا خشبيا على شكل خيام أمازيغية تقليدية يعد بلا شك المشروع الرائد في مخطط تهيئة بحيرة أكلمام أزكزا، أحد المواقع السياحية الأكثر جاذبية في إقليمخنيفرة. وما يشد انتباه زوار "البحيرة الخضراء" سحر الأحجام والأشكال الخشبية والحجرية والنسيجية الصغيرة لهياكل هذه الأكشاك التي تنسجم تماما مع المناظر الطبيعية وتمنح الزوار شعورا بالانغماس التام في الطبيعة. وحرص مصممو هذا المشروع على الحفاظ على المنظر العام للموقع، والاعتماد على المواد الطبيعية والبيئية وإنشاء مبان تنسجم مع البيئة وتذكر بشكل خاص بالثقافة والتراث المحلي. ومن هنا جاء اختيار الخيمة النموذجية لقبائل زيان (أخام) المنسوجة من ألياف شعر الماعز. وقد عبأت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مبلغ مليوني درهم لهذا المشروع، الذي أنجزه مجلس جهة بني ملالخنيفرة والذي استفاد منه 38 شخصا من سكان الجماعة القروية لأكلمام أزكزا . وفي هذا الصدد، قالت إيمان أدشير، عن قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليمخنيفرة، إن هذا المشروع تم تمويله جزئيا من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إطار برنامجها الثالث من أجل المساهمة في تحسين الدخل الفردي للمستفيدين، وإنشاء بنيات سياحية جيدة، وتحفيز النشاط السياحي في إقليمخنيفرة وخاصة السياحة البيئية والسياحة الجبلية. أما هوبرت، وهو سائح فرنسي يزور المغرب للمرة السادسة والذي أبدى إعجابه التام بهذا المشروع، فقد صرح بأن هذه هي المرة الرابعة التي يزور فيها بحيرة أكلمام أزكزا التي اكتشفها قبل 12 عاما. وأضاف هوبرت أن تهيئة البحيرة أمر رائع، والمرافق المحيطة بالبحيرة تتماهى مع المشهد العام للمكان . "أعتقد أنها مبادرة جيدة ستعود بالنفع على السكان المحليين". وبالنسبة لزوجته ماري، التي تعود زيارتها الأولى إلى بحيرة أكلمام أزكزا إلى عام 2011، فقد كان اكتشاف هذا المكان الجميل بمثابة تجربة رائعة. وقالت ماري "نعود للمرة السادسة هذا العام. وجدنا هذا التغيير المذهل، وهذا سيوفر بعض فرص العمل للسكان المحليين وسيعزز النشاط السياحي بالبحيرة بكل تأكيد". إن إعادة تأهيل وتثمين بحيرة أكلمام أزكزا، التي تستقبل سنويا آلاف السياح المتعطشين للاسترخاء والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، وكذا عشاق الرياضات الجبلية، ستعزز بالتأكيد مكانة إقليمخنيفرة على خريطة الوجهات السياحية الأكثر جاذبية على المستوى الوطني. وتقع البحيرة على ارتفاع 1500 متر، وتستضيف كل شتاء مسابقة للسباحة في المياه الجليدية.