تصارع التهميش و النسيان يحق لإقليمخنيفرة أن يفخر بامتلاكه للعديد من المناطق ذات الروعة الأخاذة .. يكفي فقط أن تقطع بعض الكيلومترات في غرب المدينة لتتراءى أمامك إبداعات الطبيعة ، حيث غابات الأرز و البلوط الأخضر و زرقة السماء الصافية تضفي على المكان ألوان الطيف الجميلة، وبها يتماهى الإنسان و الطبيعة في قمة صفائها... و رغم كل هذه المقومات الربانية تعيش اغلب المواقع الطبيعية بإقليمخنيفرة وضعا صعبا في غياب برامج للتعريف بها وجعلها قبلة سياحية تستحق الزيارة للإمكانيات التي تزخر بها، والتي تؤهلها لأن تكون ضمن أبرز المناطق الأكثر جمالا و سحرا بالمغرب. اكلمام ازكزا: جوهرة الاطلس موقع سياحي يقع على بعد 30 كيلومترا من مدينة خنيفرة. اكلمام أو البحيرة الخضراء واحد من الأماكن المفضلة لساكنة مدينة خنيفرة والنواحي، خاصة في فصل الصيف، حيث الحر لا يطاق في المدينة. اكلمام ازكزا يشكل متنفسا ومكانا للاسترخاء والاستمتاع بفعل انخفاض درجات الحرارة به بحكم علو المنتجع عن سطح البحر ب 1500 متر. في فصل الشتاء يعرف المنتجع إقبالا كبيرا من أبناء المنطقة وتتزين البحيرة ببياض الثلج ما يضفي على المكان رونقا استثنائيا. ما يميز هذه البحيرة التي تصل مساحتها الإجمالية إلى 30 هكتارا و عمق مياه يتراوح ما بين 9 أمتار و 40 مترا ، تضاريسها الوعرة والتي تلفها من كل الجهات أشجار الأرز العملاقة و البلوط الأخضر ، كما تحتضن مياه البحيرة الخضراء نباتات مائية متنوعة و ثروة سمكية غنية من قبيل le brochet» «la perche» «la tanche» «gardon « Le rotengle بحيرات تكلمامين : نظارة الاطلس توجد بحيرات تكلمامين في القطاع الترابي لجماعة اكلمام ازكزا غير بعيدة عن مدينة خنيفرة سوى ب60 كيلومترا عبر منتجع أجدير، و ترتفع عن سطح البحر بحوالي 1900 متر. تتميز المنطقة _شبه المعزولة عن العالم الداخلي بسبب البنيات التحتية السيئة و التي تجعل الوصول إلى المكان مهمة عسيرة، بثروة حيوانية هائلة تشكل قردة المكاك أهم عنصر بها، بالإضافة إلى الخنازير البرية. كما تتوفر البحيرات على موروث من الأحياء المائية وتزخر بغطاء كثيف من الوحيش وغطاء نباتي متنوع لشجر الأرز و الفلين الأخضر. تناسق رائع لكل هذه التشكيلات الطبيعية تزيد من رونقه و جماله التضاريس الكلسية للجبال الصغيرة التي تحيط بها و تجعلها منتجعا منفرد التشكيل الطبيعي. مغارة افري ن الشيخ: تاريخ المدينة المحفوظ مغارة يجهل أسرارها اغلب سكان مدينة خنيفرة، تقع كيلومترات قليلة عن دوار الكعيدة دائرة اكلموس، تحوي تشكيلات صخرية بلورية تزيد من «غرابة» وجمال المكان. كما تتوفر على بحيرة عذبة في قعر المغارة التي تشبه السرداب الذي يقود إلى غرفة كبيرة ، لحدود الآن عمق المغارة غير معروف في غياب فريق استطلاع من الوزارة الوصية مدجج بالوسائل اللوجيستية اللازمة. المؤكد ،و حسب جمعية اكطاديس المهتمة بالبيئة ،أن العمق يتجاوز 600 متر حسب ما عاينته مجموعة منتمية لنفس الجمعية المهتمة بالبيئة و الايكولوجيا. شلالات و عيون ام الربيع: مهد الحياة هي الأخرى لا تبعد كثيرا عن مدينة خنيفرة ،شلالات و عيون أم الربيع قطب سياحي بنفس الموقع الجغرافي في قلب الأطلس المتوسط ، استطاع أن يجد لنفسه مكانا في قائمة المنتجعات السياحية رغم الواقع المفروض، بفضل المميزات الطبيعية التي يتوفر عليها ما جعله من الوجهات المفضلة للسياحة المحلية و حتى الخارجية. بعيدة عن مدينة خنيفرة ب50 كيلومترا على علو يصل إلى 1556 مترا، و بصبيب مرتفع للمياه و تحيط بها 47 عينا تتوزع بين المالحة و العذبة، إضافة إلى شلال ضخم شديد الانحدار. يوفر هذا المنتجع السياحي فرصة للمتوافدين عليه من اجل التقاط الأنفاس في حضن الطبيعة بعيدا عن صخب المدينة، في أكواخ خشبية فوق المياه الجارية، كما يمكن مرتاديه من وجبات أكل بفضل العناية التي حظيت بها المنطقة مؤخرا على مستوى بنيات الاستقبال، في انتظار أن تشمل هذه الالتفاتة البنيات التحتية، سواء التي تقود لعين اللوح أو التي تربط عيون أم الربيع بخنيفرة. تعد منابع أم الربيع مصدر حياة وادي أم الربيع احد أطول الأنهار في المغرب، والذي ينطلق منها ليصب في منطقة ازمور نواحي الجديدة. اكلمام ابخان: بحيرة الأسرار بحيرة اكلمام ابخان أو البحيرة السوداء، إحدى المعالم البيئية المتميزة بإقليمخنيفرة ،و بالضبط بمنطقة تمدغاس ايت لحسن .تحتضن مياه البحيرة مجموعة من الطيور كالإوز و الدجاج الأسود فيما تخلو من كل أنواع الأسماك نظرا لكون مياهها تحتوي على بعض أنواع المعادن السامة كالرصاص، إضافة إلى ملوحة مياهها. البحيرة مجال طبيعي تغذيه منابع وعيون جوفية معروفة بعمقها ، خاصة في الجانب الشرقي الذي يتميز بمناظر اشد روعة .تقبع هذه الجوهرة الطبيعية على بعد 38 كيلومترا من مدينة خنيفرة على الطريق الوطنية رقم 24 وعلى علو يصل الى 1700 متر ومساحة تقدر ب7 هكتارات وعمق يصل إلى مترين. تأهيل المنطقة: واقع لا يرتفع رغم كل ما تزخر به منطقة الأطلس المتوسط، وتحديدا إقليمخنيفرة، فإن هذا الثراء يواجه الإهمال المفروض وغياب العناية في ظل انعدام مخطط و رؤية سياحية للنهوض بالمنطقة الجبلية أو بسبب الصراعات السياسية التي تجهز على عدد من المشاريع و تجهضها في مهدها، إذ أن الفنادق المصنفة في مدينة خنيفرة مثلا لا تتجاوز خمسة، فضلا عن ثلاثة مراكز إيواء، بالإضافة إلى صعوبة الوصول لبعض المنتجعات، كون الطرق إما غير معبدة أو أنها في حالة متردية، كما يعرف الإقليم، وخصوصا مدينة خنيفرة، غيابا كليا لوكالات أسفار تنظم رحلات للتعريف بالمنطقة لتبقى الوسيلة هي سيارات الأجرة الكبيرة وسيارات نقل البضائع «بيكاب». وتطالب ساكنة هذه المناطق بفك العزلة عن بعض المواقع سواء الأثرية أو الطبيعية وتزويدها بالطريق المعبدة، وبالتالي الإسهام في إشعاع السياحة الجبلية في المنطقة كخطوة على أساس أن يتم توفير و تهيئ بنيات استقبال بذات المناطق و إحداث مخيمات إرشاد لفائدة السياح ، إضافة إلى ضرورة توفر عاصمة الأطلس المتوسط على وكالات أسفار تتكلف بتنظيم الرحلات وتسهر على راحة التنقل لهذه المناطق و منها. جمعيات «تنقذ ماء وجه المدينة» في ظل الحيف الذي ترزح تحت وقعه المنطقة ، لم تجد جمعيات المجتمع المدني غير أن تجند نفسها وبإمكانياتها المادية واللوجيستية المتواضعة، سعيا منها للتعريف بسحر المنطقة وتعويض غياب مندوبية للسياحة بمدينة خنيفرة، بالإضافة إلى القيام ببعض الأعمال التي تتجاوز اختصاصاتها كتثبيت لوحات التشوير الطرقي وتنظيم بعض القافلات التحسيسية ببعض هذه المواقع قصد التوعية بأهمية هذا الموروث الطبيعي الرائع وحث المواطن على المساهمة في صيانة هذه اللوحات الطبيعية المرتسمة بخيلاء في قلب المغرب العميق. جمعية اكاطاديس واحدة من بين جمعيات أخرى في عاصمة الأطلس المتوسط ، استطاعت أن تفرض نفسها كمساهمة في رفعة المشهد السياحي بالمنطقة، عبر تسويق صورة خنيفرة في أفق جعلها قبلة سياحية أكثر من أي وقت مضى بفضل ما تزخر به من مقومات طبيعية و ايكولوجية تؤهلها لأن تحظى باهتمام إعلامي وسياحي اكبر. مجلس جهوي للسياحة.. حلم لم يتحقق يبدو أن كل الخصوصيات التي تتوفر عليها المنطقة لم تشفع لها لان تدخل ضمن أجندات المخطط الوطني للنهوض بالسياحة الجبلية، والسؤال الذي لايزال مطروحا و بقوة من قبل كل المهتمين، لماذا تغيب مندوبية جهوية للسياحة عن منطقة من المفترض أن تكون قاطرة للسياحة الجبلية في المغرب؟ ورغم كل اللقاءات والاجتماعات التي عقدت بين ممثلي المجتمع المدني والسلطات المحلية للمدينة والمراسلات مع وزارة السياحة والوعود التي خرجوا، فإن المشروع لم يعرف طريقه ليرى النور، إذ أجهزت الصراعات السياسية على كل أحلام ساكنة الأطلس المتوسط في إحداث مجلس جهوي للسياحة يقود مسلسل تأهيل هذه الرقعة الجغرافية التي عانت وتعاني من التهميش والإقصاء. عندما تتدخل الأيادي البشرية لتعبث بهذا الإرث الإنساني الرعي الجائر واستغلال حطب شجر الأرز بإفراط والصيد غير القانوني ورمي المخلفات في الطبيعة، وفي أحايين أخرى إحراق النباتات و الأشجار إما سهوا أو عن لا مبالاة، كلها سلوكات لا مسؤولة تصدر عن بعض الوافدين لمختلف المواقع التي يزخر بها إقليمخنيفرة، ما يثير غضب زوار آخرين همهم الوحيد أن يستمتعوا بجمال المنطقة هروبا من المدينة وصخبها، وهو ما جعل مجموعة من الجمعيات والنوادي كاكاطاديس ونادي اسمون اعاري، تنظم قافلات وحملات للتحسيس بضرورة الحفاظ وصيانة هذا الإرث الغابوي المتفرد، وترسيخ سلوك المواطنة لدى مرتادي هذا الفضاء العام، وذلك بإشراكهم تطوعيا في جمع المخلفات والنفايات.