تمكن الفدراليون الاتحاديون من حسم خلافاتهم، داخل الفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتفاق على قيادة اتحادية موحدة للمركزية النقابية، وهي النقطة التي كانت مثار خلاف عمر حوالي ثمانية أشهر، كاد يصل إلى مستويات تهدد وحدة النقابة. وكان تدخل قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي حاسما في رأب الصدع بين قطبي الصراع، عبد الرحمان العزوزي وعبد الحميد الفاتحي، خلال اجتماع دعا إليه المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية نهاية الأسبوع الماضي برئاسة الكاتب الأول عبد الواحد الراضي وحضور الاتحاديين المنضوين تحت لواء الفدرالية الديمقراطية للشغل الأعضاء بالمجلس الوطني للفدارلية. وجاء الاتفاق على الصيغة التي عرضها المكتب السياسي، بعد توافق بين العزوزي والفاتحي حول النقط التي كانت مثار خلاف بينهما، وثمن باقي الاتحاديين المنضوين تحت لواء الفدرالية، هذا التوافق، وهو ما يمهد الطريق للمجلس الوطني للتأشير بسهولة على قيادة موحدة للفدرالية. وقد وافقت الأطراف الاتحادية المعنية بالخلاف داخل المركزية النقابية، على لائحة القيادة الاتحادية في النقابة، وهي اللائحة التي اقترحها المكتب السياسي وثبت من خلالها عبد الرحمان العزوزي ككاتب عام للفدرالية الديمقراطية للشغل. ويضم المكتب المركزي 15 عضوا يمثلون قطاعات التعليم (3 مقاعد)، والصحة والفلاحة والجماعات والمالية والعدل والبريد والفوسفاط (مقعد واحد لكل قطاع)، والقطاعات الصغرى والقطاع الخاص (مقعدان)، بالإضافة إلى تمثيلية المرأة الفدرالية. وتم الاتفاق على تخصيص مقعدين للحساسيات السياسية المتواجدة داخل الفدرالية، حيث سيكون على اليسار الأخضر تسمية ممثل له في المكتب المركزي الفدرالي، كما سيكون على الحزب الاشتراكي الموحد تحديد ممثل له في قيادة المركزية النقابية. وقد احتدم الخلاف داخل الفدرالية الديمقراطية للشغل خلال المؤتمر الوطني الثالث الذي انعقد خلال شهر نونبر من العام الماضي، على خلفية التنافس القوي على رئاسة المركزية النقابية، بين عبد الرحمان العزوزي الذي رغب في ولاية ثانية، ورئيس الفريق الفدرالي بمجلس المستشارين عبد الحميد فاتحي الذي أصر على أحقيته في تقلد منصب الكاتب العام. ومنذ أول دورة للمجلس الوطني للفدرالية الديمقراطية للشغل، عجز الفدراليون عن الحسم في تشكيلة المكتب التنفيذي للفدرالية، وانتخاب الكاتب الوطني، بسبب الخلاف القائم بين جناح العزوزي وجناح الفاتحي. ومنذ تلك الفترة قاد المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي سلسلة من اللقاءات من أجل تقريب وجهات النظر بين الاتحاديين الأعضاء في المجلس الوطني للمركزية النقابية.